سهرة السبت الماضي ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي، كانت سهرة تونسية أثثتها المطربة أمينة فاخت مصحوبة بفرقة موسيقية وترية بقيادة الملحن حمادي بن عثمان، وأوركستر غربي بقيادة عازف القيتار هشام حمريت. حفل أمينة فاخت في قرطاج استقطب كالعادة جماهير غفيرة غصت بها مدارج المسرح الاثري بقرطاج، ويمكن القول ان الحضور حطّم الرقم القياسي الى حد الآن في انتظار بقية السهرات. القديم أمينة بدأت حفلها ببعض أعمالها القديمة مثل «يا سلام ع الحب» و»سلطان حبك»، ثم انتقلت الى برنامج غنائي تراثي اطلعت عليه من خلال عرض «المنسيات»، ونقصد «ريم الفيالة» و»ع المشينة»، إضافة الى أغنية على ملك الراحلة ذكرى محمد «وحياتي عندك» التي استمعنا اليها بصوت كورال المهرجان (الجماهير)، وقد كانت هذه الاغنية اللحظات الممتعة الوحيدة في الحفل، الى جانب هيستيريا الاغنية الشعبية «على الجبين عصابة»... هذا تقريبا أهم ما حدث في الجزء الاول من حفل أمينة إضافة طبعا الى ما اعتادت المطربة القيام به في حفلاتها، كالاحاديث الجانبية التي لم تعد لها أي تأثير، كذلك الحركات المجانية والمبتذلة كحركة خلعها لحذائها التي تعمدت فيها الكشف عن أجزاء من جسدها (...). موسيقى الجاز الجزء الثاني من الحفل الذي أرادته أمينة تجديدا، تضمن مجموعة أغانيها الجديدة التي تعاملت من خلالها مع الشاعر الصغير أولاد أحمد، هذه الاعمال تم تنفيذها موسيقيا مع أوركستر موسيقى غربية وبلهجة موسيقية قريبا جدا من موسيقى الجاز، ومنها أغنية «ساعات» و»بلادي» و»حرية». هذا الجزء من الحفل أحدث قطعا في التواصل بين أمينة والجماهير الحاضرة التي لم تتفاعل مع ما كانت تغنيه المطربة، ويبدو أن الجماهير لم تستسغ نوعية الموسيقى، ونحن هنا نتساءل لماذا اختارت أمينة هذه اللهجة الموسيقية الغربية؟! أمام هذا النفور، حاولت أمينة فاخت العودة من خلال بعض الاغاني الشعبية مثل «راني مضام»، وغيرها، لكن القطيعة حصلت وبدأت بعض الجماهير تغادر المسرح، وهي ظاهرة جديدة بالنسبة لحفلات أمينة التي كانت تشد الجماهير من أول العرض الى آخره. المطربة أمينة فاخت سعت في هذا الحفل الى فرض اختياراتها العشوائية وتمسكت بها على غرار تمسكها بإعادة أداء أغنية «المشينة» رغم رفض الجمهور الحاضر، كما أنها أخطأت في إقحام موسيقى الجاز في هذا العرض الذي أقام الدليل على أن تجربة أمينة فاخت اختزلت عند الجماهير في أغنية «على الجبين عصابة»، وهو الفخ الذي نصبته أمينة لنفسها، وهذا ما يفسر القطيعة التي حدثت بينها وبين جماهيرها «الوفية» في قرطاج.