لا حديث في الأوساط الرياضية والصّفحات «الفَايسبوكية» إلاّ عن تكليف المنذر كبيّر بقيادة المنتخب خلفا للفرنسي المُفلس «آلان جيراس». اهتمام الناس بالمنتخب ظاهرة ايجابية بحكم أنها تُثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الشعب مُتعلّق ب»حزبه» الأكبر والدائم ولن «يتوب» عن نُصرته رغم كلّ الخيبات والتجاوزات التي عرفها فريقنا على يد الجريء ومعلول ومن معهما من «سَماسرة» انكشفت أسرارهم في الرّحلة الشهيرة إلى الإمارة القطرية. التفاعلات التي رافقت تعيين المنذر كبيّر تؤكد أن الجمهور التونسي يضع منتخب البلاد في صدارة الأولويات رغم الانشغال بتحصيل «الخُبزة» وتعصّب الكثير من الأحباء وحتّى «الصُحفيين» للجمعيات والجِهات. وقد قال الجمهور رأيه في المنذر كبيّر واختلفت طبعا الآراء بين مُؤكد بأنّه «العُصفور النادر» وقادح في مُؤهلاته بل أن البعض «سخر» من الخبر. ومن حق كلّ مواطن أومحلّل أوصُحفي أن يتفاعل بالإيجاب أوالسّلب مع هذا القرار خاصّة أن الكرة مَبنية على الاختلاف وليست بالعِلم الصّحيح. وفي إطار هذه التفاعلات من المُهمّ أن نقول «كلمة» تحتمل الصّواب والخطأ. وقد ينظر البعض إلى المنذر كبيّر على أنه من الأسماء التي تصلح للتَحليل والتكوين وقيادة الإدارات الفنية لكنّه يفتقر في المُقابل إلى قوّة الشخصية والقُدرات الميدانية التي تُخوّل له النجاح في «المُستويات العَالية» ويستشهد هؤلاء طبعا بمروره «البَاهت» في النّجم والنادي الافريقي والترجي. ومِثل هذه المواقف وجب تقديرها لكن لا أحد يُنكر أن المنذر كبيّر من المدربين «المُحترمين» في ساحتنا الكروية وذلك بغض النّظر عن نجاحه من عَدمه. ولا يختلف عاقلان حول المعارف الكروية الواسعة للرّجل. كما أنّنا لم نُسجّل ضدّه «انحرافات» سلوكية أوكلامية من شأنها أن تؤثّر في صُورته وتضرب علاقاته مع الجمعيات والجمهور والإعلام الذي ينظر إليه بعين التقدير. ومِثل هذه الأشياء قد تكون من العوامل المُساهمة في إنجاح تجربته مع المنتخب. وبالحديث عن حُظوظ المنذر كبيّر في النجاح نظنّ أن هذا الأمر لن يتحقّق بفضل «نزاهة» الرّجل وعلاقاته الطيّبة مع مكوّنات اللّعبة فحسب بل أن المدرب الجديد للمنتخب مُطالب بأن يكون سيّد نفسه لا شخصا «مُطيعا» لرئيس الجامعة الذي يحشر نفسه في تعيين المُساعدين وتحديد قائمة اللاعبين بل أنه يتدخل في ضبط التشكيلة. ولا نجاح للمنذر كبيّر أيضا دون كسر شوكة «النُجوم» والقضاء على التسيّب الذي لاحظه الجميع أثناء ال»كَان» الاخيرة في مصر. وقد لا يحتاج المنذر كبيّر أيضا إلى من يُذكّره بضرورة تنظيف مُحيط المنتخب من الدخلاء والوكلاء وهذا موضوع آخر سنعود له في وقت لاحق بالتفصيل المُملّ. وفي الخِتام نتمنّى التوفيق لمدربنا الوطني الجديد المنذر كبيّر الذي قد ينجح وقد يفشل لكنّه في كلّ الأحوال «أرحم» من نبيل معلول الذي توهّم بأن المنتخب جزء من مُمتلكاته ما يُبيح له القدوم والرحيل كما يشاء بل أن الوقاحة بلغت ب»السيد خُماسيات» حدّ إملاء شروطه لقيادة الفريق. والعَيب طبعا في وديع الجريء الذي سلّمه في وقت سابق مفاتيح المنتخب ليعبث بأحلامه و»يُتاجر» بأفراحه من رادس إلى «الدّوحة» القطرية.