تونس (الشروق): تتميّز واحة قفصة بمنظومة فلاحيّة متنوّعة المنتوجات وخصائص مهنيّة تقليديّة ساهمت منذ القدم في دعم أسس التنمية المستدامة والحياة والاقتصاديّة والاجتماعيّة بمختلف تفرّعاتها. وذلك من خلال تطويع مكوّنات الواحة الفلاحيّة بالتنويع الغراسي والزراعي لتأمين المردوديّة الموسميّة الدائمة في مختلف الفصول على مستوى صابات محاصيل الانتاج لتغطية التكلفة والمرابيح الماديّة للفلاحين بمختلف أصنافهم. ومن بين هذه الزراعات التي عرفت توسعا في المساحات المزروعة زراعة «الملوخيّة» التي شهدت في السنين الأخيرة شهرة «استهلاكيّة» محليّة وجهويّة. هذا ويبدأ موسمها الفلاحي بتهيئة الأرض بالحرث وتنقيتها من الشوائب وإزالة الأعشاب الطفيليّة ونشر «الغبار» الحيواني ثم زراعتها في النصف الثاني من شهر جويلية بقطع الأراضي التي تتوفر بها ظلال الأشجار وخصوصا منها أشجار الزياتين. وببروز نباتات «الملوخيّة» وتغطيتها لأديم الأرض يقع سقيها ومداواتها ضد الأعشاب الطفيليّة وبعد مرور 20 يوما يتم سقيها بالماء مجددا وإضافة الأسمدة ويتجدّد ذلك كل 5 أيام إلى غاية شهر أوت. وخلال شهر سبتمبر يحين حصد الصّابة من قبل أفراد عائلات الفلاحين أو العملة وينقل بعضها للبيع بالأسواق اليوميّة أو الأسبوعيّة أو للمنازل أين يقع نزع أوراق «الملوخيّة» من الأغصان وتنقيتها من الزوائد وغسلها بالماء ثم تجفيفها في أماكن يتوفر بها الظل وذلك لمدّة ثلاثة أيام متتالية. وبعدها تقوم ربة البيت بتكسيرها إلى قطع صغيرة وتنقل المحاصيل للرحي في الطاحونة ثم تغربل وتصفّى بهدف تحصيل صنف جاف وآخر مخلوط بزيت «الحاكم» لضمان جودة ونكهة نوعيّة. ويتمّ تخصيص كميّة للعولة العائلية والتفويت في الفائض بالبيع حسب حجوزات وتوصيات مسبقة أو بالعرض بالأسواق. هذا ويصل ثمن الكيلوغرام الواحد إلى 20 دينارا.