تونس (الشروق): على أبواب العودة المدرسية شهدت عديد المكتبات نقصا واضحا في الكراس المدعم فيما يعرض في السوق الموازية مع اعتماد الباعة للبيع المشروط. بدأ الاولياء خلال الأسابيع الأخيرة الاهتمام بالأدوات المدرسية. لكن العديد منهم تذمر من فقدان الكراس المدعم في بعض المكتبات مقابل وجوده في الأسواق منها سوق بومنديل. لكنه لا يباع الا مع باقي المستلزمات المدرسية من أقلام وسائر الأدوات. كما أن سعره أعلى بقليل من الثمن المحدد في المكتبات. كما اشتكى عدد من أصحاب المكتبات الذين تحدثنا إليهم من غياب الكراس المدعم الذي يقبل عليه جل التونسيين بسبب الارتفاع المشط للكراس العادي. ودعوا الى ضرورة إيجاد حل لهذا الاشكال الذي يتكرر في السنوات الأخيرة في كل عودة مدرسية خاصة أن عددا من المواطنين يرفضون شراء الادوات المدرسية من المكتبات التي لا يتوفر فيها الكراس المدعم. وحول هذه المعضلة ذكرت مصادر مطلعة انه تم توفير حصة أولى من الكراس المدعم بكميات تصل الى 22 مليون كراس بمناسبة العودة المدرسية. ويتم حاليا إعداد حصة ثانية من الورق المدعم تقدر ب2000 طن ستمكن من صناعة 10 ملايين كراس ليتجاوز العدد الجملي 30 مليون كراس مدعم. وهي كميات تفوق نسبيا الحاجيات السنوية من الكراس المدعم لذلك فإن فقدانها من السوق لا يمكن ان يكون نتيجة نقص في التصنيع او توفير الكميات. ومن جهتها ذكرت مصادر من وزارة التجارة انه لم تصلها تشكيات تفيد نقص الكراس المدعم في المكتبات. وفي سياق متصل صرحت مصادر الغرفة الوطنية لأصحاب المكتبات بأن وزارة التجارة حافظت على سعر الكراس المدعم ولم تقم بالترفيع فيه. ويشار الى أن سعر الكراس عدد 24 يبلغ ثمنه 335 مي، وكراس عدد 48 يبلغ 735 مي، وكراس 72 ب1070 مي. واعتبرت نفس المصادر أن الكمية الموضوعة على ذمة الحرفاء حدّدت وفق معدل حاجيات التلميذ سنويا. واعتبرت ان فقدانها في السوق يعود أساسا الى "لهفة" بعض التجار وكذلك "لهفة" بعض الأولياء الذين يقتنون كميات تتجاوز حاجياتهم.. وفي الوقت الذي حافظ فيه الكراس والكتاب المدعم على أسعارهما عرفت الادوات المدرسية الأخرى ارتفاعا قدّرت نسبته ب 20 بالمائة. ويشار الى ان الكتاب والكراس المدعم لا يمثلان سوى نحو 15بالمائة من مستلزمات الدراسة في حين ان85بالمائة او أكثر من المستلزمات أسعارها حرة من محفظة وكراس غير مدعم... وهي كلفة تجعل العائلات متوسطة الدخل تعجز عن توفير الأموال اللازمة للعودة المدرسية خاصة ان بعض الدراسات منها التي انجزها معهد الاستهلاك في السنوات الأخيرة تشير الى ان العائلات التونسية تنفق معدل 490 مليون دينار لاقتناء الادوات والمستلزمات المدرسية اضافة الى مصاريف أخرى كمعاليم التسجيل والاشتراك المدرسي والزي الرياضي. كما قدرت كلفة عودة التلميذ بالسنة أولى ابتدائي باحتساب الكتب والكراسات والادوات والميدعة والمحفظة ب 112 دينارا وكلفة التلميذ بالسنة الرابعة ثانوي (الباكالوريا) ب 165 دينارا. ويشار الى ان حرمان التلاميذ من الأدوات المدرسية القليلة المدعمة يزيد في المخاوف من زيادة ارتفاع نسبة المنقطعين عن الدراسة بسبب ارتفاع كلفة العودة المدرسية وتزامنها مع محطات استهلاكية عديدة وارتفاع حجم التداين الأسري بما يجعل العائلات غير قادرة على تمكين كل أبنائها من الدراسة مما يستوجب تقديم يد المساعدة للأسر محدودة الدخل حتى تتمكن من تحمل نفقات العودة المدرسية.