في خطوة وصفتها تقارير غربية بالابتزاز، هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس الخميس، بفتح حدود بلاده لتدفق المهاجرين إلى دول أوروبا ما لم تتلق أنقرة دعما ماليًا كافيًا للتعامل مع اللاجئين السوريين. أنقرة (وكالات) وفي كلمة ألقاها في أنقرة قال أردوغان :»إن تركيا عازمة على إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا بالتعاون مع الولاياتالمتحدة بحلول نهاية أيلول لكنها مستعدة للتحرك منفردة إذا اقتضى الأمر». وتأتي تهديدات أردوغان يومان فقط بعد تصريحات مشابهة قال فيها «لسنا بصدد طرد اللاجئين عبر إغلاق أبوابنا، لكن كم سنكون سعداء لو نستطيع المساعدة في إحداث منطقة آمنة (في سوريا) وننجح في ذلك». وتابع في نفس السياق «المنطقة الآمنة الآن حبر على ورق وليس شيئا آخر، نحن نتعرض للاستفزازات والتهديدات على حدودنا الجنوبية، وطبعا سنتخذ الخطوات اللازمة تجاه ذلك». وفي سياق متصل، أفادت رويترز أن الليرة التركية تهبط أمام الدولار الأمريكي بعد تصريحات أردوغان عن سوريا. وسياق متصل كشفت تقارير صحفية أوروبية ، النقاب عن أن اتفاق اللاجئين الموقع بين تركيا والاتحاد الأوروبي عام 2016، على شفا الانهيار، بعد تراجع سيطرة أنقرة على حدودها وتزايد أعداد اللاجئين المتدفقين على اليونان. وقالت تقارير صحفية ان تصريحات أردوغان تعد حلقة جديدة من مسلسل المتاجرة بقضية اللاجئين السوريين الذين تطاردهم الحكومة التركية في إسطنبول وتجبرهم على الرحيل ليلاً إلى مدن صغيرة لا يستطيعون فيها تأمين قوت يومهم، أو ترحلهم قسراً إلى مناطق غير آمنة في سوريا، في حملة اعتقال ضارية. وقالت صحيفة فرانكفورتر الألمانية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن «اتفاق اللاجئين يقترب من نهايته، لقد تزايد عدد اللاجئين القادمين من تركيا باتجاه الجزر اليونانية بشكل كبير، وسلطات أردوغان لا تفي بالتزاماتها بموجب اتفاق اللاجئين». واعتبرت تقارير غربية ان اردوغان يريد ابتزاز اوروبا والحصول على الدعم مقابل تحريك ورقة اللاجئين . ووفق مجلة دير شبيجل الألمانية، فإن أعداد اللاجئين المتدفقين على الجزر اليونانية انطلاقاً من تركيا، تزايد في جوان الماضي، وبلغ نحو 3100 شخص. ومن جانبه قال نائب وزير الداخلية التركي، إسماعيل تشاتكلي إنه جرى ترحيل أكثر من 40 ألف لاجئ سوري من إسطنبول إلى المخيمات، وإلى المحافظات التركية الأخرى. وأضاف تشاتكلي: «تم إرسال أربعة آلاف و 606 مواطنين سوريين، لا يملكون أي تسجيل في إسطنبول إلى مخيمات اللاجئين، وتم طرد 35 ألف سوري من المسجلين في محافظات تركية أخرى، من إسطنبول إلى أماكن تسجيلهم في تركيا، وفقا لما ذكرته قناة «روسيا اليوم» الإخبارية الروسية. وأشار تشاتكلي إلى أن 1305 من اللاجئين السوريين غادروا إسطنبول طوعًا، متوجهين إلى سوريا. ويُذكر أن تركيا استقبلت في السنوات الأخيرة نحو 3.6 مليون لاجئ من سوريا، وتم بناء أكثر من 20 مخيمًا للاجئين في 10 مقاطعات تركية، وفيها توجد مدارس ويتم تقديم المساعدة الطبية اللازمة والغذاء. بينما يعيش هناك فقط خُمس هؤلاء اللاجئين، والباقي منتشر في مدن مختلفة من البلاد، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى خلافات ومواجهات بين اللاجئين والسكان المحليين. ويواجه اللاجئون السوريون في تركيا اضطهادات واعتداءات جديدة، إذ خالفت تركيا القانون الدولي بعد طردهم وإغلاق الحدود أمامهم، بل واستخدمت الغاز المسيل للدموع في ذلك، دون أن تعطيهم صفة اللجوء.