أيام مرت على انطلاق الحملة الانتخابية ل 26 مترشحا لرئاسة الجمهورية... حملة حمى وطيسها في الساعات الاخيرة لكنها للأسف ظلت حملة بلا برامج واضحة... مثل كل الحملات الانتخابية التي عاشها التونسيون بعد انتفاضة 2011 لاشيء تغير فيها وظلت مناسبات لتقديم الوعود التي لا أحد من المترشحين يبدو قادرا على إنجازها. بعد خمس سنوات عجاف عاش فيها التونسيون الكثير من المتاعب والمصاعب تعود حملات الوعود تقدم للمهمشين والمعطلين وسكان المناطق الداخلية والأرياف والقرى المحرومة من المرافق ومن المستشفيات. كل الوعود متشابهة... وعود بتوفير الشغل والرخاء والتنمية والطرقات السيارة والجامعات والمستشفيات الحديثة والمتطورة. الشعب يحتاج اليوم الى من يقدم برامج قريبة من واقعه ويمكن تحقيقها ولا يحتاج الى كل هذا الوهم وكل هذه الوعود. جزء كبير من حملات المترشحين تحولت الى تصفية حسابات بينهم وهجومات وكشف للأسرار والملفات وفحوى محادثات الغرف المغلقة. حملات قد تؤدي بالتونسيين الى العزوف عن الانتخابات وعدم المشاركة بقوة في التصويت وهو ما حدث في الانتخابات البلدية الماضية. التونسيون يريدون في الخمس سنوات القادمة سياسيين ورجال دولة قادرين على وضع حد للسنوات العجاف التي عاشوها غصبا عنهم وأخذت الكثير من وقتهم وجهدهم. يحتاج التونسيون الى من يدفع قطار التنمية ويحميهم من الفقر والجوع والعطش. الجميع قادر على إطلاق الوعود... والكل قادر على جعل الناس يحلمون لكن هذه المرة يكون الأمر مختلفا لقد تعلم الشعب من التجارب السابقة وتعلم ان من وعد وكذب فسيكذب مرة أخرى. على كل المترشحين ان يدركوا ان السنوات القادمة ستكون أصعب من السنوات التي مرت لذلك لا مجال للوعود الكاذبة التي لن تتحقق، المطلوب هو العمل وتشخيص الواقع بدقة وتقديم الحلول العملية والواقعية. تشابه حملات كل المترشحين تؤكد ان هناك خللا وان الاستحقاق الانتخابي لا يحتاج فعلا لكل هذا العدد من المترشحين ولكل هذه الحملات الانتخابية المشوهة التي يجوب أصحابها البلاد طولا وعرضا... المطلوب برامج جدية ووعود صادقة.