الرباعيات نوع من الشعر مشهور في الشعر الفارسي وقد عرف به عمر الخيّام، وهو غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف بعمر الخيام (1048 - 1131) وهو شاعر فارسي، وعالم في الفَلَك والرياضيات. ولعلها كُتِبَت في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي/ 865 ه ويأتي العنوان من صيغة الجمع للكلمة العربية رباعية، والتي تشير إلى قالب من قوالب الشعر الفارسي. والرباعية مقطوعة شعرية من أربعة أبيات تدور حول موضوع معين، وتكوّن فكرة تامة. وفيها إما أن تتفق قافية الشطرين الأول والثاني مع الرابع، أو تتفق جميع الشطور الأربعة في القافيةأ اشهر ترجمة للرباعيات إلى اللغات الأجنبية هي الترجمة الإنقليزية التي قام بها الكاتب البريطاني إدوارد فيتسغيرالد. وقد نُشرت ترجمة فيتسغيرالد في أربع طبعات أعوام 1859، 1868، 1872، 1879. أما بالنسبة للترجمات العربية لرباعيات الخيام فهناك العديد ممن قاموا بترجمتها من أمثال وديع البستاني الذي يعد من الرواد من ترجموا الرباعية، وقد اعتمد البستاني على الترجمة الإنجليزية لفيتسغرالد ومحمد السباعي الذي صدرت ترجمته عام 1922 معتمداً على ترجمة فيتسغيرالد أيضا وأحمد زكي أبو شادي، إبراهيم المازني، علي محمود طه، عباس العقاد، غنيمي هلال، أحمد رامي وغيرهم إلى اللغة العربية. وهؤلاء منهم من ترجم بعض الرباعيات ومنهم من عرّب عدداً كبيراً منها يصل زهاء ثلاثمائة وخمسين رباعية كما للزهاوي ولكن صاحب الرقم القياسي هو العراقي الآخر، أي عبد الحق فاضل الذي ترجم ثلاثمائة وواحد وثمانين رباعية] لاقت رباعيات الخيام رواجاً كبيراً في العالم العربي وخاصة بعد أن ترجمها أحمد رامي وغنتها أم كلثوم، مما أمّن انتشارها لدى شريحة أكبر من القُرّاء والسامعين في العالم العربي، دفع حب الملحن رياض السنباطي للغناء خلال البروفات، أن يسجل عددا من الأغاني التي يغنيها الفنانين كبروفة مبدئية بصوته، وسرى هذا على أغلب أغنيات أم كلثوم، ليسجل بعدها الرباعيات بصوته كونه ملحنها لأم كلثوم، غناءه وعزفه على العود عام 1963. رباعيات الخيام ترجمة: أحمد رامي ألحان: رياض السنباطي غناء: أم كلثوم سمعت صوتا هاتفا في السحر نادى من الغيب غفاة البشر هبوا املأوا كأس المنى قبل أن تملأ كأس العمر كف القدر لا تشغل البال بماضى الزمان ولا بآت العيش قبل الاوان واغنم من الحاضر لذاته فليس فى طبع الليالي الامان غد بظهر الغيب واليوم لى وكم يخيب الظن فى المقبل ولست بالغافل حتى أرى جمال دنياى ولا أجتلى القلب قد أضناه عشق الجمال والصدر قد ضاق بما لا يقال يارب هل يرضيك هذا الظما والماء ينساب أمامي زلال أولى بهذا القلب أن يخفق وفى ضرام الحب أن يحرق ما أضيع اليوم الذي مر بى من غير أن أهوى وأن أعشق أفق خفيف الظل هذا السحر نادى دع النوم وناغ الوتر فما أطال النوم عمرا ولا قصر فى الأعمار طول السهر فكم توالى الليل بعد النهار وطال بالأنجم هذا المدار فامش الهوينا ان هذا الثرى من أعين ساحرة الإحورار لا توحش النفس بخوف الظنون واغنم من الحاضر امن اليقين فقد تساوى فى الثرى راحل غدا وماض من الوف السنين أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب فإنما الايام مثل السحاب وعيشنا طيف خيال فنل حظك منه قبل فوت الشباب لبست ثوب العيش لم استشر وحرت فيه بين شتى الفكر وسوف انضو الثوب عنى ولم أدرك لماذا جئت اين المفر يا من يحار الفهم فى قدرتك وتطلب النفس حمى طاعتك اسكرني الإثم ولكنني صحوت بالآمال فى رحمتك إن لم أكن اخلصت فى طاعتك فإننى أطمع فى رحمتك وانما يشفع لى اننى قد عشت لا أشرك فى وحدتك تخفى عن الناس سنى طلعتك وكل ما فى الكون من صنعتك فأنت محلاه وأنت الذى ترى بديع الصنع فى آيتك إن تفصل القطرة من بحرها ففي مداه منتهى امرها تقاربت يارب ما بيننا مسافة البعد على قدرها ياعالم الأسرار علم اليقين ياكاشف الضر عن البائسين ياقابل الأعذار عدنا الى ظلك فاقبل توبة التائبين