الاستاذ سفيان بلحاج محمد رئيسا جديدا للفرع الجهوي للمحامين بتونس    قضية حاوية المخدرات بميناء رادس.. الاحتفاظ بموظفة بشركة خاصة وموظف بالديوانة    البرتغال تعلن رسميا اعترافها بدولة فلسطين    آفاقها واعدة .. السياحة البديلة سند للوجهة التونسية    مع الشروق : الطباشير في عصر "شات جي بي تي"!    التيار الشعبي يدعو الى المشاركة في وقفة احتجاجية وفي اضراب عالمي عن الطعام    قابس...انطلاق الاستعدادات للموسم السياحي الصحراوي والواحي    حافلةُ الصينِ العظيمةُ    لأول مرة في تاريخها ...التلفزة التونسية تسعى إلى إنتاج 3 مسلسلات رمضانية    الصينيون يبتكرون غراء عظميا لمعالجة الكسور    بطولة افريقيا لكرة اليد للصغريات (الدور النهائي): المنتخب التونسي ينهزم امام نظيره المصري 21-33    بعد جولة أوروبية راقصون من فرقة باليه أوبرا تونس يقدمون عرض "كارمن دانسي"    بطولة انقلترا: ارسنال يختطف التعادل مع مانشستر سيتي 1-1    الملعب التونسي سنيم الموريتاني (2 0) انتصار هام ل«البقلاوة»    الولايات المتحدة: مصرع شخصين وإصابة 5 آخرين بإطلاق نار قرب ملهى ليلي    هل تعرف أيهما أخطر على الصحة... نقص الوزن أم زيادته؟    هذا ما تقرر في حق الارهابيان يحي الغزالي وعادل الغندري    مطار بروكسل يطلب من شركات الطيران إلغاء نصف الرحلات المغادرة غدا: الأسباب    في اليوم عالمي للزهايمر: هذه توصيات وزارة الصحة    الدورة السادسة من تظاهرة "الخروج إلى المسرح" من 26 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2025    من بينها 5 عربية.. ترامب يدعو قادة 5 دول إلى اجتماع بشأن الحرب على القطاع    الحوت الميت خطر على صحتك – الهيئة الوطنية تحذر    الشمال والوسط تحت الرعد: أمطار قوية تجي الليلة!    محرز الغنوشي: ''درجات حرارة ليلية مقبولة...والمليح يبطى''    عاجل: ثلاثية نظيفة للترجي على القوات المسلحة وتقدم كبير نحو الدور الثاني!    عاجل: حارس الإفريقي ينقل للمستشفى بعد تدخل عنيف    مشاركة 1500 عداء وعداءة في ماراطون بالمرسى عائداته مخصصة لمجابهة الانقطاع المدرسي المبكر    الكيني ساوي يفوز بماراطون برلين ويحافظ على سجله المثالي    عاجل/ هيئة السلامة الصحية للمنتجات الغذائية تحذر من خطورة استهلاك هذه الأسماك..    كأس الكنفدرالية الإفريقية: النتائج الجزئية لذهاب الدور التمهيدي الأول    بطولة سان تروبيه الفرنسية للتحدي: التونسي معز الشرقي يحرز اللقب    وزير الخارجية يترأس الوفد التونسي في أشغال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة    المراقبة الاقتصادية تحجز 55 طنا من الخضر والغلال ببرج شاكير والحرايرية    أسطول الصمود :هيئة التسيير تكشف اخر المستجّدات    قلة النوم تهدد قلبك.. تعرف شنو يصير لضغط الدم!    عاجل- تذكير: آخر أجل لإيداع التصريح بالقسط الاحتياطي الثاني للأشخاص الطبيعيين يوم 25 سبتمبر 2025    تونس تشارك في مؤتمر التعاون الثقافي والسياحي الصيني العربي    أمطار الخريف ''غسالة النوادر''.. شنية أهميتها للزرع الكبير؟    بحسب التوقعات: تونس الكبرى وزغوان تحت الخطر...أمطار بين 60 و90 ملم!    الجمعية التونسية للطب الباطني تنظم لقاء افتراضيا حول متلازمة "شوغرن"    انتشال جثتي طفلين توفيا غرقا في قنال مجردة الوطن القبلي    سوسة: جلسة عمل لمتابعة وضعية شركة الألبان الصناعية بسيدي بوعلي    محمد علي: ''الأسطول يقترب كل دقيقة من غزة.. أما أنتم؟ مجرد أصابع ملوثة على لوحة مفاتيح''    فيتنام بالمركز الأول في مسابقة إنترفيجن وقرغيزستان وقطر في المركزين الثاني والثالث    قريبا انطلاق أشغال مشروعي تهيئة الملعب البلدي بمنزل فارسي وصيانة المحولات الكهربائية بالملعب الاولمبي مصطفى بن جنات بالمنستير    الموساد تسلّل إلى معقلهه: الكشف عن تفاصيل اغتيال نصر الله    عاجل: إيقاف اكثر من 20 ''هبّاط'' في تونس    عاجل: شيرين عبد الوهاب أمام القضاء    بنزرت: تنفيذ اكثر من 80 عملية رقابية بجميع مداخل ومفترقات مدينة بنزرت وتوجيه وإعادة ضخ 22,6 طنا من الخضر والغلال    غدا الأحد: هذه المناطق من العالم على موعد مع كسوف جزئي للشمس    عاجل/ بشائر الأمطار بداية من هذا الموعد..    تكريم درة زروق في مهرجان بورسعيد السينمائي    عاجل/ مصابون في اصطدام "لواج" بشاحنة ثقيلة بهذه الطريق الوطنية    السبت: أمطار متفرقة بالجنوب الشرقي وسحب عابرة    استراحة «الويكاند»    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخرج سينيمائي قرأ ملامحهم ... ماذا تخفي وجوه المترشحين ل «الرئاسة»
نشر في الشروق يوم 08 - 09 - 2019

ماذا تخفي وجوه المترشحين للانتخابات الرئاسية، وهل ان ما يراه الناخب اوالمواطن من خلال ظهورهم في الحملات الانتخابية وفي وسائل الاعلام يعكس حقيقة شخصية كل منهم؟ المخرج المسرحي أنور الشعافي المدير السابق للمسرح الوطني التونسي قدم قراءة مسرحية في شخصيات بعض المترشحين نورد منها ما يلي :
عبدالكريم الزبيدي .. شخصية غامضة بالغة الجدية
عبد الكريم الزبيدي القادم من الدفاع والراغب في الإنتقال إلى الهجوم وتسجيل هدف في مرمى الرئاسة في مباراة مصيرية موعدها يوم 15 سبتمبر، هوفي أصله طبيب ضل طريقه إلى السياسة فأُصيب بدوار السلطة كغيره .
حيوانه الجمل لحركته المتّزنة ومشيته المُتّئدة، عنصره الأرض لثباته وقلة حركاته، قليل الرغاء ولا يحسنه وقد فشل فشلا ذريعا في أول ظهور له بعد الترشح، شخصية مُهابة دون كاريزما، لا يُتقن الإرتجال ووجهه من التعبير خال، صوته ضعيف وعباراتة خشبية ويُعطي الإنطباع وكأنه يتكلم مُرغَما، لا نعرف له برنامجا ولا مشروعا فهوقد ترشّح وكفى.
ملابسه كلاسيكية قاتمة الألوان وربطات عنقه غير جريئة.
أشكال نظاراته لا تلائم وجهه الصغير والمربع الذي يتميز بحدة في الزوايا والوجنتين البارزتين، بينما تناسبه النظارات المستديرة أوذات الشكل البيضوي.
شخصية غامضة تبدوبالغة الجدية والصرامة عُرف عنه التعفّف ونظافة اليد، لكن هذا لا يكفي لاستمالة الناخبين.
لمّا رأى النعمان بن المنذر المعيدي بعد أن شاع خبر حكمته وكرمه قال ( تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) أما الزبيدي فتراه خير من أن تسمعه.
عبير موسي ..حيوانها النمر وعنصرها النار !
عبير موسي القادمة من الماضي والراغبة في تحيينه هي إمرأة مُحارٍبة وسياسية حتى الصدام حيوانها النمر لشراستها وعدوانيتها تجاه خصومها السياسيين وهي لا تتوانى عن التكشير عن أنيابها وإبراز مخالبها أمام مُخالفيها في الرأي، عنصرها النار وأصحابها سريعو الحركة والإلتهاب وهم يلتهمون من يقترب منهم حتى إننا لا نعرف أحدا سواها من قياديي الحزب رغم وجود من يفوقونها حنكة سياسية. تفتقر إلى الأناقة في مظهرها فوجهها الدائري لا تناسبه قصة شعرها التي لا تغيّرها أبدا والتي تعمّق دائرية وجهها وقد يليق بها تصفيفه إلى الوراء مع استعمال حلقات أذن بأشكال هندسية حادة. أما ملابسها فقاتمة ومحدودة الأناقة وتفتقر إلى لمسات تُُخرجها من صورة نمطية للمرأة الممارسة السياسة وعليها استشارة مختصين في الموضة والتجميل فالمظهر الحسن جالب وجاذب ويُساهم في استدراج الناخبين ومن لا يعرف ما يناسبه قد لا يعرف ما يناسب بلدا بأكمله.
تفتقد إلى الإتزان والهدوء وهما صفتان أساسيتان لمحترفي السياسة وعليها ممارسة اليوغا لتعديل توازنها واتزانها فالسياسة-وهي فن الممكن- يمكنها أن تكون فنا والموهبة وحدها لا تستقطب أصوات الناخبين.
«موسي» التي استنشقت «عبير» عطر قديم وتُريد نشر رائحته في زمن جديد تنتظرها خطة اتصالية كبيرة إذا أرادت النجاح في ربط الماضي بالحاضر.
يوسف الشاهد ..ثقة مفرطة وثبات
الشاهد ويسميه التونسيون يوزرسيف والأجدر أن نسميه « ديك الجن» نسبة لكنية الشاعر العباسي الذي عاش في القرن السابع ميلادي وقد سُمي كذلك للون عينيه الخضراوين مثل الشاهد.
حيوانه الديك فقد استبطن طبائع هذا الطائر في مشيته وطبيعته المتعالية وإعجابه بنفسه وثقته الزائدة فيها. عنصره « الأرض» وأصحابها يمتازون بالثبات ورد الفعل المتأنّي والقدرة على امتصاص الضربات التي يكيلها له خصومه. هيئته الخارجية أقرب إلى إطار تكنوقراط منه إلى زعيم سياسي وعلى مستشاريه أن يراجعوا هذه النقطة رغم إيجابية ظهوره غير الرسمي أحيانا بملابس رياضية أودون ربطة عنق، وفي المقابل يحسن الشاهد اختيار أشكال نظّاراته فإما هي بدون إطار أو مستطيلة الشكل أفقيا مما تخفف من شكل وجهه المستطيل عموديا. وجهه مليء بحبات الخال (نسميها بالدارجة بوسة الخال) وعليه استشارة خبراء التجميل للنظر في إمكانية إزالتها.
وجهه عبوس وضحكته نادرة وهذا يقلّل من قدرته على التواصل وقبول الآخرين له، في ظهوره التلفزي تفضحه عيناه عندما يتناول بالحديث مواضيع يضمر فيها عكس ما يظهر فترميش العيون المتكرر دلالة على عدم الصدق.
صوته من النوع الحنجري وهذه مسألة إيجابية إلا أنه رتيب ولا يغير من درجاته فيُشعر السامع بالملل.
ايماءاته محايدة وهذا أمر سلبي مشترك بين جل السياسيين في تونس ولنا في هذا مثل عكسي بارز وهوالزعيم بورقيبة الذي كان يضحك ثم يكفكف دموعه بعد لحظات، فتصنّع الحياد يجعل منه رجلا آليا مفتقرا للمشاعر وبالتالي قوة التأثير.
سعيد العايدي ..اسمه لا يشبهه
إسمه لا يشبهه حتى إن التونسيين لم يروا له ابتسامة قط.
مظهره أقرب إلى رسام بوهيمي من الحي اللاتيني بباريس منه إلى زعيم سياسي.. حارب الفاسدين لما كان وزيرا فخرج هو ولم يخرجوا.. جدّي إلى أبعد حدود الجدية، هاديء الطبع مُتّزن الحديث، لا يحلق لحيته أبدا ولعله استأنس في ذلك بفيدال كاستروأما سألوه متى تحلق لحيتك فأجابهم (لما تتحقق أهداف الثورة) فذهبت الثورة وذهبت اللحية ومعها كاسترو.
حيوانه الكلب لجرأته ووفائه لمبادئه، نباته شوك الجمل حيث يبدووديعا لكنه ليس كذلك مع معارضه وثمرته الدلاع لا يُظهِر خارجه ما بداخله، عنصره الأرض لرزانته وتأنّيه المبالغ فيه.
تسعى الرياضيات - وهوالمختص فيها - إلى استخدام أنماط رياضية لصياغة فرضيات جديدة فهل يتمكن من استنباطها مُبرهِنة جديدة un théorème تمكّنه من الطيران إلى قرطاج وهوالذي مارس الكرة الطائرة ووُلِد في صلامبوالمُحاذي للقصر.
محسن مرزوق ..حيوانه ابن آوى
يساري الأصل، يميني المسيرة، ليبرالي التوجّه، تقدّمي التفكير، مُحسِنٌ للحديث، مرزوق بثقافة واسعة، هذا الذي أوصل الرئيس الراحل إلى قرطاج بحسن إدارته لحملته الإنتخابية هل يتمكّن هذه المرة من إيصال نفسه؟
«مشروع تونس» الذي أسسه سنة 2016 بعد خلافه مع قايد السبسي يعنى لغويا المسعى الوقتي، أما مسعاه الدائم فليس مجرد تأسيس حزب بل السعي حثيثا إلى قرطاج. حيوانه إبن آوى le chacal ويمتاز بالمكر والدهاء وعنصره الماء لقدرته الفائقة على تبرير مواقفه المتناقضة ومسايرة الأحداث، نباته فلفل الهابانيرووهوصغير الحجم لاذع المذاق وأصله من الشيلي غير البعيدة عن بنما..
أنيق في ملابسه ولا يتردد في ارتداء الرياضية منها عند ظهوره التلفزي، يختار إطارات نظاراته بعناية والتي تظهره في ملمح المثقف اليساري، له قدرة فائقة على المحاورة والمناورة والإقناع.
حمادي الجبالي .. يحسن اختيار نظاراته
المُبشِّر بالخلافة الراشدة السادسة وصاحب مقولة « le capital est جبان» والذي حكم البلاد زمن الفوضى العارمة وكان أحد أسبابها، قال عندما استقال من رئاسة الحكومة ثم من حزبه إنه سيتفرغ للدفاع عن الحريات لكن إغراء « الخلافة» سرعان ما جذبه فترشّح مع زمرة المترشحين دون سند حزبي ولا شعبي وإنما هوقد « لبّي نداء الواجب» لا رغبة في السلطة ولا هم يرأسون …
ملابسه أنيقة لكنها كلاسيكية الذوق، يميل إلى الألوان القاتمة ويُحسِن إختيار أشكال نظاراته ويناسبه منها البدون إطار.
يُعطي الإنطباع بالإتزان والتديّن بلحيته البيضاء الخفيفة وسمة الورع المطبوعة على جبينه.
عبدالفتاح مورو ..ماكر ومحنّك
لابس الجبة وصاحب العمامة الزيتونية، المُتقلِّب المواقف، فقد انسحب من حزبه سنة 1992 ثم عاد إليه بعد عشرين سنة، مُثير للجدل فلا يمكن الإستئناس إلى مواقفه حتى داخل حزبه.
حيوانه الثعبان لجمعه بين الصلابة والمرونة وتغييره لقشرته (مواقفه) وكذلك مَكره ودهائه. عنصره الماء لقدرته الفائقة على التكيّف والمراوغة، انسيابي الخطوات …
لباسه التقليدي لا يفارقه منذ شبابه لكن في مفارقة مقصودة يرتدي الملابس الغربية في يوم اللباس التقليدي، جريء في ألوانها وأنيق في اختيار أنواعها لكنه إصراره على ذلك مع تقدّم سنّه (71 سنة) يُعطي الإنطباع بالماضوية والتّحجّر. يُحسِن اختيار أشكال نظاراته التي يُخفي عينين ثاقبتين ماكرتين، صوته حنجري لهوي حاد ومزعج، جريء في استعمال تقنيات الأداء المسرحي لكنه مُفتعِل بقوالب جاهزة. لما سار خلف جنازة الرئيس مشيا على الأقدام لم تكن الحركة مجرد تطبيقا لرغبة قالها الرئيس مازحا بل هي صورة اتصالية لها دلالاتها من سياسي ماكر ومُحنّك.
سلمى اللومي .. «كاريزما» في ادارة مؤسسة
بعض المترشحين قد لا «يصوّتون لأنفسهم في اللحظة الحاسمة» لأنهم مقتنعون في دواخلهم بأنهم لا يصلحون للرئاسة، إنما هوحلَم جميل يعيشونه طبلة حملتهم ثم يصحون منه مساء 15 سبتمبرالفادم. ثاني إمرأة مترشحة لسباق الرئاسة وقد جرّبتها كمديرة للديوان وذاقت من سحرها فهبّت مع من دبّ إليها مُعتقِدة أن عملها في مجال الظفائر الكهربائية تجعلها تظفر بسهولة على حلول لمشاكل البلاد. حيوانها من القوارض لكنها لا تقرض الشعر ولا تتقن الحديث كزعيمة حتّى. عنصرها الأرض لاتزانها الظاهر، بطيئة البديهة، سريعة الدوران في مواقفها. نباتها الجرجير la roquette لقلّة الفيتامينات التى يحتويها. أنيقة في لباسها وتمتلك كاريزما إدارة مؤسسة. نشأت في حزب منتهى الصلوحية مثل دواء باستعمال واحد à usage unique انتهى مفعوله في الإنتخابات الفارطة. منصب الرئاسة ليس سياحة - وقد مسكت هذا المنصب- بل هوقيادة شعب كل فرد فيه يرى نفسه جديرا بقرطاج.
ولا تلُمني فإن « الّلومي» إغراء..
منصف المرزوقي ..لا يسمع بالأناقة
القادم من حقوق الإنسان إلى الرئاسة هومثقف له مؤلفات عديدة نال بها جوائز دولية، مزدوج اللغة والشخصية ونموذج للفرق بين النظرية والتطبيق، فقد كانت حصيلته الحقوقية أكبر من حصيلته السياسية. حيوانه القرد ( ليس نعتا أوشتيمة) لاستبطانه روحه في الحركة ومواقفه المتسرعة أحيانا، عنصره النار لسرعة غضبه وردود فعله المتشنجة.
لا يملك كاريزما لكنه يُحسن الخطابة بلغة موليار، متواضع، غيّر صورة نمطية للحاكم المتعالي، لا يسمع بالأناقة ولا يحسن اختيار أشكال نظاراته - وإن تطور ذوقه نسبيا بعد 2014-. في تجربته الرئاسية لم يكن منسجما - ولا وفيا في بعض الأحيان- مع تاريخه الحقوقي الناصع.
محمد عبو.. عنيد
زعيم التيار الديمقراطي يحب لعب الأدوار الأولى فأسس حزبه الخاص بعد أن كان أمينا عاما لحزب ليس هورئيسه، شجاع ولا يخضع فقد تحدّى بن علي في أوج قوته، حيوانه الكبش لعناده وإصراره، نطّاح لغرمائه السياسيين ويخالف الجميع، عنصره الأرض لثباته واتّزان حركاته.
كلاسيكي المظهر وأحادي الذوق في الملابس وألوانها وعليه استشارة أخصائي في الميدان، صوته حنجري وله موهبة عجيبة في السيطرة على تنفّسه فهوقادر على الإسترسال في كلام طويل بنفس واحد، سلس اللغة بتلفٌظ صحيح لكن بإيقاع متكرّر، يمتلك الكاريزما غير أن طبيعته الخجولة تُخفّف منها.
منجي الرحوي .. إطار تكنوقراط
ملامحه طفولية لكن عينيه خلاف ذلك، عنيد ومحارب، مُستنفَر مثل قنفد.
اليساري المنتمي للحزب الوطني الديموقراطي الموحد الذي أسسه زعيمها التاريخي شكري بالعيد لا يمتلك تجربة في إدارة الشأن العام سوى عمله في اختصاصه في مجال التّصرّف والمحاسبة أونيابته للشعب في المجلس واستناده إلى رصيد نضالي طلابي.
لا يبدوالرحوي واثقا من الإقامة في قرطاج وقد لا تكون هي غايته وهوالمؤمن بالثورة الدائمة لكنه قد يكون ترشّحا مبدئيا للوقوف شوكة في حلق اليمين الديني وهوالذي يصارعه من أول الثمانينات.
حيوانه الذئب لشجاعته المتهورة أحيانا وتحرّكه منفردا أحيانا أخرى، عنصره النار لكنها تحت الرماد فلا يغرّك وجهه البريء وسكونه الظاهر فهوقابل للإشتعال في أي لحظة، نباته الفلفل الأسود فهو بمذاق لاذع ويعطى نكهة للمجلس بمداخلاته الصدامية. أسلوبه في الملابس أقرب إلى إطار تكنوقراط منه إلى زعيم سياسي كما أن أشكال نظاراته المستطيلة أفقيا تتوازن مع وجهه، جدّيته مُفرِطة إلى حد العبوس.
قيس سعيد .. كلاسيكي أستاذ القانون الدستوري يمكن اعتباره سياسي الصدفة فلا نكاد نعثر له على اهتمام سابق ولا حتى موهبة سياسية لكن ظهوره المتكرر في وسائل الإعلام لاستشارته في ميدانه الذي يحذقه جيدا إبان كتابة الدستور ربما جعله يتذوق الطعم المُغري للشهرة فطمع في طعم الرئاسة الأكثر إغراء ناسيا أن إدارة مدرج جامعة يختلف عن إدارة بلد وأن بيداغوجيا التدريس لا تتشابه مع بيداغوجيا الحكم. قيس سعيد يفتقد تماما إلى تقنيات التواصل بل لعله يصلح مثالا عكسيا لما يجب أن يكون عليه السياسي. صوته حنجري بطابع ولون مميّز لكنه بإيقاع رتيب لا روح فيه حتى يخيّل للسامع أنه يقرأ من ورقة وهويدعم ذلك بإيماءة وجه محايدة وترميش نادر للعينين.
حيوانه فرس النهر بإيقاع حركته البطيء ممتمثلا ضخامة جثته رغم أنه ليس كذلك. عنصره الأرض رغم أن حيوانه مائي وهذه خاصية أساسية لازمة في ممارسة السياسة وهي التروّي في اتخاذ القرارات والتأنّي في قراءة جميع الإحتمالات. كلاسيكي الملابس بألوان قاتمة وطلّة مكرَّرة مما يُعمّق من رتابة تواصله.
مهدي جمعة .. حيوانه الدب
زعيم حزب البديل الذي جاء بديلا تكنوقراطيا لرئيس حكومة أُجبر على الإستقالة يسعى هذه المرة إلى أن يكون بديلا لرئيس راحل. المهدي جمعة الذي جرّب السلطة يبدوأنه أُصيب بدوارها يمتلك كاريزما حقيقية وهو يترك تعابير وجهه على سجيّتها مما يُكسبه تلقائية وصدقا وبالتالي قوة إقناع.
حيوانه الدب لرزانته خاصة عند استدارته وحركاته الغير سلسة، عنصره الماء بقدرته على التأقلم مع كل الوضعيات دون الإصطدام بها، عيناه الصغيرتان الذابلتان دوما توحيان بأنه قد استيقظ من النوم للتولكنهما في نفس الوقت تخفيان ذكاء ودهاء.
كل هذه العناصر - بالإضافة إلى سنه ( 57 سنة)- تجعله الأفضل في تمكّنه من تقنيات التواصل موهبةَ وصنعة تجلّت خاصة في تقديمه لترشحه صحبة عائلته وهي صورة اتصالية مؤثِّرة في الناخبين.
عبيد البريكي .. يساري صاحب طموح يميني
«العكّاري» الذي يريد السير على خطى Lech Walesa واليساري صاحب الطموح اليميني، الجندي الذي فرّ من المعركة حين استقال من الوزارة بعد ستة أشهر من تولّيها.. عبيد البريكي الذي لم يستطع تجميع اليسار كما كان يحلم هل يتمكّن من تجميع كل التونسيين على تناقضاتهم؟
حيوانه الفقمة لتشابه الصورة الظلّية La Silhouette والقدرة على التعايش مع الماء واليابسة (بين الموالاة المعارضة) ،عنصره الماء فهوقادر على السير مع التيّار وضده، نباته الطماطم الذي يُصنّف ضمن الفواكه والخضروات في نفس الوقت. النقابة والرئاسة هما كلمتان مترادفتان لغة، لذلك فإن البريكي في الحقيقة لم يُناقض أصله ولم يتناقض مع نفسه لمّا طمح لمنصب يبدوصعب المنال.
حمة الهمامي... ولد لكي يعارض
حمة الهمامي مُناضِل متشبث بقناعاته مُصِر على مواقفه لا يتزحزح ولا يغادر، لم يستطع بورقيبة ولا بن علي ترويضه ولم تتمكن حكومات ما بعد 2014 من استمالته. «وُلد لكي يُعارِِِض» حتى يُمكننا معرفة موقفه دون سماعه، حيوانه القط البري فمظهره الخارجي يوحي بالوداعة لكنها تُخفي شراسة، عنيد فلا يُغير من رأيه، عنصره الماء لأنه يجمع بين الثبات والإنصات وهومُراوغ جيّد.مظهره كلاسيكي فملايسه قاتمة ولا يغير من ألوانها رغم ضرورة ذلك خاصة بعد بياض شعره كليا مما يخلق تباينا. حمة الهمامي المناضل العنيد، هوالشجرة التي تُخفي غابة المناضلين في حزبه وعليه أن يستمع إلى حفيف الأشجار الأخرى وأن يُغيّر من صورة نمطية ترسّخت لدى التونسيين حول رأيه المُخالِف في كل الأحوال …
الهاشمي الحامدي .. ماهر في اقتناص الفرص
يُغيّر إسم حزبه كما يُغيّر ربطة عنقه، متذبذب الإنتماء فقد بدأ مع الإتجاه الإسلامي ثم انقلب عليهم وكان معارضا لبن علي ثم أصبح حليفه، صاحب قناة « المستقلة» الغير مستقلة و» الديمقراطية» التي يعتبرها الإسلام السياسي بدعة وظلالة. لا أحد يعرف مصدر ثروته وقد وصل إلى بريطانيا فقيرا. حيوانه الحرباء لقدرته على التلوّن، عنصره ناري ونباته من الطفيليات فهوإعلامي من خارج القطاع وسياسي يستمد غذاءه من نباتات أخرى.. سلس الحديث بصوت حنجري حاذق للجدال ولكن بغطرسة، حاد الذكاء وماهر في اقتناص الفرص، طبيعته الإنفعالية وردة فعله المتسرّعة ليست من صفات السياسي فهويقرّر الإعتزال ثم يتراجع، فيطلب سرا من أنصاره أن يطالبوه جهرا بالتراجع عنها.
كلاسيكي المظهر ولم تُفلح سنوات بريطانيا الطوال في تحسين ذوقه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.