في تعليق للسيد الباجي قائد السبسي ضيف برنامج الساعة التاسعة مساء على قناة التونسية ليلة الأمس الجمعة بعد متابعة فقرة "اللوجيك السياسي"انتظرنا ان يعتب ولو قليلا على الصورة التي يقدمها عن شخصه معدو ومنفذو تلك القلابس أو ان يلومهم على الإسراف في تأكيد علاقته بعليسة وحضوره طهور سيدي محرز والتكوير مع حنبعل ومسامرة الكاهنة وغيرها مما يراد به التأكيد على تقدمه في السن ولكنه راوغ الجميع واثبت ان صدره يتسع لكل ذاك المزاح وان كان بعضه ثقيلا في اغلب الأحيان. فاجأنا وهو يطلب من معز بن غربية الحرص على أن يبدو قائد السبسي في صورة أنيقة كما هو في الواقع وان تكون الثياب التي تلبسها قلبوسته متناسقة في ألوانها ومتابعتها لأحدث صيحات الموضة وهي الصورة الحقيقية التي يحرص ان يظهر عليها السيد الباجي قائد السبسي سواء في الاجتماعات الشعبية العامة او في وسائل الإعلام المحلية والأجنبية او حتى في عمله اليومي باعتبار ان أناقة رجل السياسة وتناسق ألوان ملابسه وطريقة تصفيفه لشعره وحرصه على الصورة التي سيقدمها للآخر عنه هامة جدا وتفضح الكثير من شخصية السياسي وتدل على مدى احترامه لنفسه ومهنته وبلده. الكاريكاتور في خدمة الديمقراطية لم يغضب الباجي قائد السبسي من ذاك المزاح وقد اتسع له صدره لاقتناعه بأنه شخصية عامة قابلة للنقد والتقييم بكل الطرق وبكل الفنون ومن بينها الكاريكاتور وهو فن يختنق بلا حرية تعبير ويحتاج لسعة الصدر والتشجيع ليتطور ويساهم في بناء الديمقراطية ويساعد على الانتقال الديمقراطي السليم عندنا وهو كذلك فن جديد علينا وعلى الشخصيات العامة والمحبوبة الفاعلة سياسيا واقتصاديا وثقافيا ورياضيا في تونس لذلك يغضب البعض ولا تعجبهم قلبوساتهم اوما يرافقها من تعاليق وملح ونقد ومزاح ويحاول البعض الآخر التضييق على هذا الفن وأهله. أما سي الباجي فأغضبه- وهذا حقه - عدم التناسق بين ألوان الطاقم الذي تلبسه قلبوسته وربطة العنق أو"القربيطة"- كما قال هو- وقد اقترح على فريق العمل في التونسية ان يمدهم بنفسه بملابس قلبوسته إذا رغبوا حرصا على أناقة الصورة التي يحب ان ترسخ في ذهن التونسي. بورقيبة فرض الأناقة والذوق الرفيع والحرص على الذوق الرفيع وعلى جمال مظهر التونسي ونظافته يدخل في صلب البورقيبية التي عمل الزعيم بورقيبة كثيرا على ترسيخها في الشعب التونسي خلال اتصالاته المباشرة وكثيرا ما أوصى بها وفرضها على محيطه أيضا لان المسؤول السياسي الذي يتكلم باسم تونس يجب ان يترك انطباعا جيدا حيث مر وحيث تمت استضافته. كان رحمه الله يحب أن يرى الشعب التونسي أنيقا ونظيفا منخرطا في كل مظاهر الحداثة والذوق السليم حيث كان الطاقم وربطة العنق من ضروريات عمل الموظف في إدارته والأستاذ في معهده والظهور في المناسبات العامة الوطنية والعائلية تماما كما كان التناسق بين مكونات اللباس التونسي من جبة وبدعية وقميص وكبوس أو شاشية أي جمال وتناسق المظهر الذي يحافظ عليه اليوم عدد كبير من مشائخ الزيتونة وحتى بعض المواطنين العاديين وخاصة الشيخ عبد الفتاح مورو الذي يشرّف دائما تونس والتونسيين في الداخل والخارج وهو على ما يبدو ما يحبب فيه عدد كبير من نساء تونس ورجالها. غياب الأناقة والذوق الرفيع في الشارع التونسي والسيد الباجي قائد السبسي لا يتشبه في أناقته بالزعيم بورقيبة من أجل حملة انتخابية ناجحة او للتقرب من الدساترة والبورقيبيين وهو ما لاحظه البعض على اثر بث خطابه في الجموع الغفيرة في اجتماع 2 مارس2013 بمدينة قصر هلال بل انه تأنق بآخر صيحات الموضة لأنه تربى على احترام الآخر وعلى الظهور في أبهى مظهر ليعطي المثل لغيره ويحفظ كرامة تونس ويقدم عنها أبهى صورة. والحقيقة ان التعليق على أناقة الباجي قائد السبسي وتشبيهه بالزعيم بورقيبة في ذلك وحرص الباجي على ان تلبس قلبوسته ألوانا متناسقة لتعطي فكرة حقيقية عنه ما كان ليبرز اليوم او يثير الاهتمام لولا ما نشاهده من نشاز في الشارع التونسي وجمع غريب للألوان وتخل عن جمال المظهر والذوق السليم رغم ان المظهر هو أول ما يحيل على مدى احترام المنصب والدولة والهوية التونسية -وان كنا كلنا عربا مسلمين-. لقد كان تأثير بورقيبة على سامعيه كبيرا وكان يشد انتباه الحضور ويسحر ألبابهم حيث ما توجه طبعا لا لوسامته وما كان يتميز به من كاريزما وإتقان للغتين اللتين يستعملهما (الفرنسية والعربية) ومن نظرة ثاقبة وأسلوب متفرد في التعامل مع الآخر ولكن كذلك لأناقته وحبه للجمال. وعلى كل وان كان السيد الباجي قائد السبسي يعرف هذا جيدا ويقتنع به فان النظافة والأناقة وحسن المظهر والعناية بالهندام دون إسراف او خيلاء تدخل صلب تعاليم ديننا الإسلامي ولا يفوتنا هنا بان نذكر بأننا مسلمون وبان الإسلام دين الجمال والنظافة وقد روي عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام انه أوصى بعض أصحابه- وهم قادمون من سفر بالاعتناء بالنظافة وحسن المظهر قائلا:" إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا شامة في الناس، فان الله لا يحب الفحش ولا التفحش".