التونسي أنيق أم لا؟ سؤال تتأرجح الاجابة عليه بين النفي والتأكيد، فمنهم من يثني على أناقة التونسي، ويرفعه الى أعلى المقامات في مواجهة أمثاله العرب مشيرا الى ما يتميز به من حسن الاختيار، وقدرة على التفريق بين الغث والسمين، لكن في المقابل يتصدى بعضهم لهذا الرأي مؤكدين ان التونسي والتونسية أبعد ما يكون عن الجمالية والأناقة، فهما نادرا ما ينجحان في مجاراة الموضة العالمية دون الانسلاخ عن الاصول، والتقاليد. كما أن المرأة والرجل في تونس يرتكبان العديد من الاخطاء اثناء انتقاء اللباس المناسب حيث تبدو قلة الذوق من خلال الالوان المتنافرة، والخطوط المخالفة للعرف والعادات الموروثة، وكذلك ارتداء ملابس فاضحة وغير مألوفة تستفز المشاعر والاحاسيس احيانا. **ملاحظات ونقد هذا الانقسام في الاراء يقابله شبه اجماع لدى المصممين في تونس على أناقة التونسي لكن مع وجود عدة نقاط ضعف، وأخطاء في كيفية التعامل مع اللباس وأساليب التجميل، والاناقة في العصر احديث. «تقليد الغرب أهم نقطة ضعف يعاني منها التونسي في علاقته بعالم الاناقة والجمال. فأنا لا أنكر أناقة التونسي المشهورة في البلاد العربية، لكنني أعاتبه على ارتداء لباس لا يتناسب مع عاداتنا، وتقاليدنا العربية الاصيلة». هذا ما أكده المصمم نبيل الخميري الحاصل على الجائزة الاولى في مسابقة الخمسة الذهبية مشددا على ضرورة ان يحترم الانسان نفسه حتى يكون محترما بين الناس. فاللباس الأنيق عنوان الجمالية والنجاح في تذوق الاشياء الجميلة بعيدا عن عقدة ارتفاع ثمن اللباس. ومن الاخطاء الاعتقاد بأن اللباس المرتفع الثمن أفضل من الرخيص، ففي بعض الاحيان يحدث العكس تماما، ويتمكن أحدهم من فرض أناقته على من حوله رغم تواضع لباسه، بينما يتباهى آخرون بغلاء أثمان لباسهم وتكون أناقتهم في الغالب متواضعة جدا إن لم نقل ذات مستوى متدن، فالمسألة ذوقية بالأساس ولكل منا أفكاره، وميولاته الشخصية التي تتحكم في طريقة اختياره للباس الجيد والمريح. **نصائح ويضيف المصمم قيس التونسي في السياق ذاته ان الاناقة متوفرة لدى أغلبية التونسيين، لكن بعضهم يقع في اخطاء لا تغتفر ومنها اتباع المرأة التونسية للموضة السائدة في الغرب بطريقة عمياء واصرار نصفها الاخر على الكلاسيكية رغم التطور المهول الذي شهدته الموضة العالمية. ويقول قيس: «المهم عندي هو انتقاء لباس جميل، ومناسب شكلا ومضمونا وأعتقد أن الذكاء في الاختيار، وحسن التعامل مع الاصناف والنوعيات المختلفة المتوفرة في الاسواق الداخلية والخارجية هما سر الاناقة، وجوهر الجمال، والجاذبية في عصرنا. أما المصممة ألفة التركي فتفتخر بأناقة التونسي لكنها تلومه على تأثره المبالغ فيه بما يعرض في وسائل الاعلام من تقليعات وتصاميم غير مناسبة. ويشدد محدثونا على أهمية الاختيار المناسب دون توجيه خارجي، فلكل شخص ذوقه وأناقته لكن بشرط الابتعاد عن الملابس والتصاميم التي تتعارض مع اصالتنا وتقاليدنا الموروثة منذ القدم.