تابعت ككلّ التونسيين والتونسيات المناظرات حول الوصول الى قصر قرطاج والتي بثّتها القناة الوطنية مشكورة. فكنت مشاهدا معتزّا بما أدركته تونس في الميادين التي تضمنها المواطنة وتعززّها الديمقراطية. فلا ريب أنّ المواضيع التي تناولها المتناظرون مهمّة بل مصيرية ولكن بعضهم تعمّق وأفاد وبعضهم فضّل البقاء على السطح أو على الربوة خوفا من الغرق في لجج سياسة لا يسيطر على ناصيتها. ولكنني ترقبت دون جدوى اثارة موضوع التراث الأثري التاريخي مع أنّ تراثنا الأثري التاريخي يمثّل كنوزا نحسد عليها ولكنها بقيت مهمّشة لدى الحكومة الحالية ولدى الحكومات السابقة حتى أننا قوم يقول لنا الآخر ها أنتم ونحن عن تاريخنا وعن تراثنا ساهون. بل ترى بعض المثقّفين من ذوي الفضول الخصيب المخصّب يلجؤون الى ما كتبه الآخر عنّا وقد لا يعير قيمة لما ينشره التونسيون في الجامعات ومراكز البحوث العلمية. ففي ضوء المناظرات التي تمّت حتّى الآن فهل يصحّ قول من يقول انّ التونسيين عن تاريخهم وتراثهم ساهون؟ بل ترى من يسعى إلى التفريط في التراث ليساعد الباعثين العقاريين والبعض ممّن يسعون الى تبييض أموال فاسدة ليفرط في الكنوز التراثية الأثرية لأسباب غامضة. فالظروف لبعض المسؤولين تبدو سانحة. فلا أحد من المترشّحين الى رئاسة الجمهورية أبدى انشغالا بتاريخنا وتراثنا ولم يتعرض أحد الى ما تشكوه قرطاج في ربوع قريبة من القصر.