تونس (الشروق) ولد الرسّام إبراهيم الضحّاك يوم 16 نوفمبر 1931 بجهة قصر بقفصة في وسط اجتماعي متديّن وأقرب للعوز المادي وتوفي سنة 2004 عن عمر يناهز 73 عاما وبدأ «سيدي ابراهيم» طفولته بالتعلّم في الكتاب ثم بالجامع وببلوغه سنّ السابعة عشرة توجّه سنة 1947 لتونس العاصمة لمزاولة تعليمه العالي. ولتأمين دخل يكفل له سداد مصاريف حياته اليومية امتهن عديد المهن وعرف عن إبراهيم الضحاك ولعه المبكّر بالرّسم في محيطه الدراسي والمهني والاجتماعي. وبدعم من القنصل الإيطالي انتسب سنة 1950 بمدرسة «فنية» أين خالط وعاشر عددا من الفنّانين التشكيليّين الأجانب ونُخبة من التونسيّين أمثال عمار فرحات – علية بلاغة – صفية فرحات – يحي التركي وغيرهم كثر. وخلال سنة 1957 تحصّل الضحاك على منحة دراسية بأكاديميّة الفنُون الجميلة بروما أين كانت انطلاقته بتوسّع دائرة إشعاعه الحقيقيّة بفضل بصماته اللاّفتة التي نوّه بها الفنانُون والنقاد على حدّ السّواء من الذين واكبُوا معارضه المتعدّدة. وبعودته لتونس العاصمة اشتغل الضحّاك التدريس في المرحلة الثانويّة لفترة وجيزة. واستوطن سنة 1963 بالسّكن في جهة سيدي بوسعيد التي عشقها وكانت مصدر إلهام إبداع فني وخلق بها شبكة علاقات انسانية راقية تقُوم على المودّة والتضامن. وفي سنة 1964 أقام أول معرض له والذي أثبت به إشعاعه الفني بقاعات العرض بالداخل والخارج. وتوّج إبراهيم الضحّاك خلال سنتي 1991 و 1994 بجوائز وطنية. هذا واشتهر الرسام الفنان إبراهيم الضحاك بلوحاته الزيتية وحفرياته على الخشب والرسم النحاسي والقماشي المتنوّع الأغراض الفنية التي «وثق» بها المواقع والمناظر والمخزون التراثي والتقليدي والمخلوقات وغير ذلك كثير إضافة لإصداره لثلاثة كتب لها علاقة بفنّ الرسم ولازال إبراهيم الضحاك وسيرته الإنسانية والفنية حاضرة في ذاكرة محبيّه ومن العارفين بقدراته «الرسمية» ومآثره.