أي نعم واللّه خوفا من اعتماد الفساد والاستئناسبالفضيحة في رؤية هلال الانتخابات المليحة في الخمار الأسود لا أسألك عما فعلت بالشعب والبلد ولا أحدثك عن ظهر البعير والشعرة القاسمة ولا أقول لك كلام الشعراء: «صوّت لنفسك في اللحظة الحاسمة» وإنما أذكرك إن كانت الذكرى تنفع الناخبين بأن لولا صناديق الانتخاب ما أفلست صناديق البلاد وما صفّرت فيها رياح الفساد وما سوّد البؤس وجوه العباد. تذكر تلك الزمرة ممّن عرفوا تجنيدا وما كان لهم موضع قدم في الثكنات وقدموا أنفسهم في غفلة منا على أنهم جنود مجنّدون لأداء الواجب الوطني المقدس وخدمة الشعب. وما إن اعتلوا سدّة الحكم حتى نصبوا أنفسهم جينيرالات على الشعب «البوجادي» وجعلوا ساحة البلد حرباغ باردة وجيّشوا الشعب على بعضه البعض للتقاتل بالنيران الأخوية والصديقة وها نحن نعد اليوم قتلانا وجرحانا وأيتامنا وثكلانا عاجزين عن ترميم ما لحق البلد من خراب كامل ودمار شامل. أي نعم واللّه ما أروع مجلس النواب وهو مغلق مقفل موصد اليوم، ومفاتيح أبوابه في يديك وما أرعب الخوف من تقليع أقفاله في غفلة منك ومني، فساتقدم واتقدم وانتخب وإيّاك ثم إيّاك أن تغمس أصبعك في الحبر الانتخابي في الانتخابات الآتية دون أن تعضّ أصابعك العشرة على من صوّتّ لهم في الانتخابات الفارطة وإياك ثم إياك أن تصوّت في الانتخابات الواردة قبل أن تسوّط نفسك عمّن صوّت لهم في الانتخابات الفائتة. وإن لم تفعل يصبح البحث عن حاكم صالح والناخب لاغيا. من باب النصيحة: سوّطْ وصوّتْ إن الدواب لا تستقيم بدون هذا وذاك.