تونس «الشروق»: تقع مدينة قمرت "بقريتها" ومنطقتها السياحيّة في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة وتبعدُ عنها حوالي 30 كلم وتتوسّط مدينتي المرسى وروّاد ويحدّها كلّ من سيدي داود – حي الرياضوالمرسى وتنقسم الجهة إلى قمرت العليا – قمرت القرية – قمرت السياحية وكاب قمرت وتمسحُ حوالي 613 هكتارا ويسكنها ما يُقارب 15 ألف نسمة وأُحدثت دائرتها البلدية في 12 أفريل 1981 ويُرجّح أنّ تسميتها تقترنُ بقرية قمرت للأطفال اليتامى ويُمكن الوصُول إليها من تونس عبر مفترق الرولي/ حي الرياض أو المرسى وروّاد. خصائص خلاّبة تتميزُ جهة قمرت الساحليّة الشّهيرة بخصائص طبيعية خلاّبة لتواجدها على ضفاف البحر وغابة متشابكة الأشجار تمتدّ على 73 هكتارا إضافة إلى الأرض والجبل التي يغطيها كساء نباتي بري بديع ممّا يُعطي للموقع بهاء وجمالا متعدّدا الصّور المتناغمة تساهم في تنوّع المنتُوج السياحي وتتواجدُ بهذه الضاحية العامرة سلسلة من النّزل والإقامات الفاخرة إلى جانب مطاعمها ومقاهيها وملاعبها المتنوّعة الاختصاصات وهذا التنوّع السياحي الراقي الخدمات جعل من قمرت وجهة قارّة لإقامة المؤتمرات الوطنية والعالمية وموقعا مقصودا للرّاحة والاستجمام ومُمارسة العديد من الأنشطة الرياضية الفردية والجماعية كالمشي التنزّهي وركُوب الخيل والدرّاجات الهوائية والناريّة والغطس والتربصات الرياضية. شاعرية المكان يمتدُّ الشريط الساحلي لقمرت بداية من ما بعد شاطئ سيدي عبد العزيز ومن منحدرات جبل قمرت وإطلالته على المرسى ووصُولا إلى تخوم جهة روّاد وعبر الطريق السّاحلي يكون الوصُول إلى عشرات الفنادق المتزاحمة على ضفاف البحر والشاطئ وتتميّزُ هذه الطريق "الحزامية" بكثير من الشاعريّة لتوسّطها للبحر والجبل والغابة ويمتدّ رصيفها الأنيق والنظيف من المنحدرات والأعالي "المنبسطة" على جانب المعبّد ومأوى السيّارات وعلى طُول الحاجز الحائطي والحديدي يتوزّع انتشار العائلات التونسيّة والمغاربيّة خصُوصا في تآلف إضافة إلى "الكُوبلُوات" الشبابيّة للاستمتاع بجمالية الموقع ولحظة الزّمان والنّسمات اللّطيفة والهُدوء التّام التي تُساعد مُتجمّعة على الرّاحة النفسيّة وتتواصل هذه الجلسات السّاحرة و"العاشقة" إلى ساعة متأخّرة من اللّيل وتستمدُّ قوّة أطالتها من السّلامة التي تُخيم على الموقع بفضل الجهُود الأمنية المتحرّكة على طول الشريط وما قاربه شاطئ على المقاس سحر الطبيعة وهدُوء المكان يُضافُ إليه نوعيّة الشاطئ المتميّز بصفاء مياهه ونظافة محيطه والذي انتصبت على أكثريّة مساحته المقابلة عشرات الفنادق التي تستغلّ فضاءاتها المفتوحة على البحر لفائدة حرفائها بالدّفع "الحلال" وفي المقابل يتوجّه سكّان قمرت القرية "الأصليُّون" لشاطئ "التّرشة" عبر مسالك الغابة للسّباحة في هذا الشاطئ الصخري الرملي الضيق المساحة الذي "خنقته" توسّعات المشاريع السياحيّة وأصبحت معابرها ومآويها وأماكنها الشاطئية بمختلف مكوّناتها وتجهيزاتها "الهوائية" بالدفع المُسبق على "مقاس" قيمة المكان المقصُود وهذا التقسيم "الطبقي" القانوني خدماتيا جعل جيران البحر التقليديين على "تماس" الشاطئ يتحركُون في ممارسة السّباحة وتوابعها التي خبروها منذ ولادتهم لعلاقتهم التاريخية بالبحر نشاطا وهواية في مساحة لا تتسع لمواطني الجهة وهذا الضيق "الغابن" جعل الكثيرين يلجؤون للتنقل لشاطئ روّاد والمرسى لتأمين "تبحبيحة" بأكثر أريحية.