انتقلت قضية الرهانات الرياضية من المواقع الاجتماعية إلى البلاتوهات التلفزية وأروقة المحاكم المدنية خاصّة بعد أن هَدّدت جامعة الكرة بمُقاضاة رئيس مستقبل سكرة العربي سناقرية لتنزيله "فيديوهات" يُؤكد فيها تورّط نجل وديع الجريء في حِكاية الرّهانات. وقد تمّ تداول قضية الرهانات منذ فترة طويلة دون أن تتّضح الصُورة حول هذه "الفضيحة" التي قيل إنّها حصلت في "نيس" الفرنسية بمشاركة أطراف تونسية يُشتبه في تلاعبها ببعض لقاءات بطولتنا المحلية. وقد جاء خبر التحقيق مع ثلاثة أشخاص يُشتبه في تورّطهم في هذه القضية ليفتح باب الجدل ويُعيد الملف إلى الواجهة. وقد تعقّدت المسألة أكثر في ظل القيل والقال عن التحقيقات الجارية مع أقرباء بعض المسؤولين عن الجامعة والتحكيم التونسي. وأطلّ علينا الرئيس "الظاهرة" لمستقبل سكرة العربي سناقرية مُتّهما نجل رئيس الجامعة بالتوّرط في هذه الفضيحة وهوما دفع وديع الجريء إلى التحرك بقوّة والإعلان عن مُقاضاة "المُدّعي" واعتبرت الجامعة أن ما نطق به سناقرية مجرّد "افتراءات" ومن الضروري أن يقف أمام القضاء ليدفع ثمن هذه الادّعاءات الباطلة. هذا في الوقت الذي يُلحّ فيه سناقرية اصرارا على موقفه نافيا الدخول في منطق تصفيات الحسابات خاصة أن علاقته مع الجامعة مُتوتّرة ويعتبر نفسه أنه من "ضحايا السّيستام". والحقيقة أن اتّهامات سناقرية تحتمل العديد من القراءات. فقد يقول البعض إنه يريد النيل من رئيس الجامعة في نطاق "الحرب" الدائرة بينهما. وقد يقول البعض الآخر إن سناقرية يبحث عن "البوز" وهذا ليس بالغريب عن رجل معروف بممارسة "الفلكلور" حتى أنه قدّم ترشحه في وقت سابق لرئاسة الجامعة بالطبل والمزمار. وقد تؤكد فئة ثالثة بأن هُجوم سناقرية يندرج في نطاق الحملة المبكّرة للإطاحة بالمكتب الجامعي الذي اقتربت عُهدته من خطّ النهاية (مارس 2016 / مارس 2020). وما يهمّنا في هذه القضية صُورة الكرة التونسية التي وقع تشويهها في الداخل والخارج وسط صمت الجامعة التي من حقّها مُقاضاة سناقرية بتُهمة الادعاء بالبَاطل لكن من واجبها كذلك التحري والتدقيق في موضوع الرّهانات التي ستجعل سمعة اللّعبة في الحضيض إذا تأكدت "شبهات" القضاء الفرنسي في "العِصابة" التي قيل إنها مُتورطة في المراهنة على بعض مقابلاتنا بمبالغ "فلكية" لمعرفتها المسبّقة بنتيجتها النهائية (هذه المبالغ تصل إلى 33 ألف أورو عن اللّقاء الواحد)... والبحث يجيب.