نعت العديد من الشخصيات التي تقلدت سابقا مناصب في الدولة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي بعد ان وافته المنية أمس وعددوا مناقبه في حصيلة الحكم التي لم تخل من أخطاء. وتراوحت المواقف بين تثمين ماتحقق في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي والإشارة إلى النقائص والاخلالات التي رافقت فترة حكمه والتي امتدت على 23 سنة. الهادي البكوش (مسؤول سابق) من تقاليدنا الاسلامية أن نذكر موتانا بخير الهادي البكوش الذي شغل منصب الوزير الاول من 7 نوفمبر 1987 الى 27 ديسمبر 1989 ومسؤوليات عديدة في الدولة قد قال في تصريح ل"الشروق" أنه من تقاليدنا الاسلامية ان نذكر امواتنا بخير خاصة ان كانوا من بين الذين سخروا كل حياتهم في سبيل الوطن. واضاف الهادي البكوش انه شجع الراحل زين العابدين بن علي على العمل في الكشافة منذ صباه وان بن علي كانت له علاقة متينة بمجموعة من المقاومين بين سنة 1947 و 1948 التي كانت تعد للثورة ضد المستعمر. وتابع الهادي البكوش بأن زين العابدين بن علي كان من أول مؤسسي الجيش التونسي ولم يكن في سجله وهو في الجيش اي تجاوزات او اخلالات فكان مثالا للضابط المنضبط، ودخل السياسة بعد ان كان ظابطا عسكريا وكان له دور في تفتح النظام البورقيبي الذي كان احد اركانه. واضاف الهادي البكوش :"ولكن السياسة مع الأسف تجر رجالها الى مواقف قد تناقضه، ففي فترة حكم الرئيس زين العابدين بن علي كان هناك الدفاع عن تونس واستقلاليتها ومواقف فيها اضطراب منها تأليب القوى الخارجية ضده، والبقاء لمدة طويلة في الحكم أدى إلى حدوث تجاوزات وتقصير" وخلص الهادي البكوش الى ان زين العابدين بن علي من بين كبار الرؤساء الذين انجبتهم تونس سائلا الله ان يتغمده برحمة واسعة وان يرزق اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. منصر الرويسي ( مسؤول سابق) كان حريصا على سيادة تونس كان منصر الرويسي مدير حملة الرئيس السابق زين العابدين بن علي سنة 1989 وتقلد مسؤوليات عديدة في الدولة وزارية وفي السلك الديبلوماسي وفي مجلس المستشارين، وفي تصريح ل"الشروق" قال الرويسي ان بن علي كان من بين الرؤساء الذين تعتز بهم تونس وكانا أيضا في مستوى عال من المسؤولية ويعطي المسائل حق قدرها ويجتهد بكل ما أُوتي من جهد للاستجابة الى الانتظارات الشعبية. وأضاف المتحدث ان الراحل كان ايضا حريصا على سيادة تونس وعدم التفريط فيها مهما كانت الظروف، وشديد الحرص على احترام هوية الشعب ونصيرا للضعفاء وكانت له أيضا خصال وطنية عالية، وهو أيضا ليس معصوم عن الخطإ ومن بين أخطائه تمديده لعهدته الرئاسية أكثر من اللزوم وسوء التقدير في مسائل أخرى غير انه إجمالا طور البلاد وحرص على ان تكون لتونس سمعة محترمة بين الامم. محمد جغام (مسؤول سابق) حصيلته كانت بإيجابيات كبيرة وبعض السلبيات تقلد محمد جغام لمسؤوليات عديدة في عهد زين العابدين بن علي منها الوزارية والسياسية وترأس ديوان رئيس الجمهورية ل3 سنوات، وخلال حديثه ل''الشروق'' غلبت العبارات تصريح المتحدث الذي قال انه ومن خلال 13 سنة قضاها في مسؤوليات متعددة مع الرئيس الراحل زين العابدين بن علي يمكن القول ان حصيلة كانت ذات ايجابيات كبيرة وبعض السلبيات. وأضاف محمد جغام انه بغض النظر على التقييمات الايجابية ونظيرها السلبي فان الرأي الموضوعي خارج دائرة الشيطنة والانكار يقر بأن الرئيس الراحل زين العابدين بن علي تقدم بالبلاد الى تحقيق الافضل في العديد من المجالات غير أن الصورة التي غادر بها الحكم الحقت به وبتونس خسارة فادحة. عادل كعنيش ( برلماني ومسؤول سابق) سقوط النظام في 2011 كان ضرورة حتمية نعى رئيس ودادية قدماء البرلمانيين عادل كعنيش الرئيس السابق زين العابدين بن علي مضيفا بانه كان له دور في انقاذ البلاد من الازمة الاقتصادية والسياسية الخانقة التي كانت تهدد البلاد بالافلاس سنة 1987 وقد استطاع في سنوات التحول الاولى من ارجاع الامل لكل التونسيين حيث التفت حوله مختلف العائلات السياسية. واضاف عادل كعنيش انه وفي نهاية 1991 وماعرفته البلاد من احداث امنية على غرار احداث باب سويقة تغيرت المقاربة التونسية واصبحت تعتمد على المقاربة الامنية بما سبب حدوث العديد من التجاوزات التي مست بالحريات وانضاف اليها في مطلع القرن 21 ظاهرة الفساد بما جعل النظام في تقديره يدخل في ازمة كما وقع تهميش حزب التجمع الدستوري الديمقراطي باعتبار ان النظام كان منشغلا بالمسألة الامنية الى حد عدم القدرة على معالجة الاحتجاجات في ديسمبر 2010 ومن ثمة سقوطه. وخلص المتحدث إلى ان سقوط النظام في ذلك التاريخ كان ضرورة حتمية وفي الاجمال كان لزين العابدين بن علي دور مهم في تحقيق العديد من الانجازات التي لا يمكن لأي عاقل انكارها. الطاهر بلخوجة (ديبلوماسي ووزير سابق) على تونس أن تطالب بدفن جثمان بن علي على أراضيها شغل الطاهر بلخوجة مسؤوليات ديبلوماسية ووزارية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وقال في تصريح ل''الشروق'' أنه بحكم عدم تقلده لمسؤوليات سياسية في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي فإنه لا يمكنه الخوض في تقييم حصيلته أو الحديث عن قرب عن خصاله، لكنه في المقابل يترحم على روحه ويسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته. وأضاف الطاهر بلخوجة أنه من المطلوب ان تطالب تونس بدفن جثمان الرئيس السابق زين العابدين بن علي على أراضيها. نعي تلقى الحزب الدستوري الحرّ بكل أسى وحزن خبر وفاة رئيس الجمهورية التونسية السابق زين العابدين بن علي وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم رئيسة الحزب وكافة أعضاء الديوان السياسي والقيادات الجهوية والمحلية والقاعدية بأحر التعازي لعائلة المرحوم وكافة الشعب التونسي متمنين من المولى العزيز أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه.