تونس «الشروق»: دعا المسرحي نور الدين الورغي، كل المثقفين والمفكرين والفلاسفة والمبدعين، في دعوة "ملحة" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، إلى لقاء بمسرح الفن دار بن عبد اللّه يوم السبت 28 سبتمبر 2019 بداية من الساعة الثانية ظهرا، للتفكير معا وإيجاد طرق للتحرّك الفعلي وعدم القبول بالأمر الواقع، بخصوص ما تعيشه بلادنا في الوقت الراهن، من غموض وانتهازية وشعبوية وعبثية، تدفعهم إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية على حد تعبيره. وفي تصريح ل"الشروق"، قال الورغي: "نحن لم نأت بالأسد من أذنه، من خلال هذه الدعوة الملحة، ولكن حتى لا نقول يوما ما اننا "تخذنا"، أو كما قال "بريشت": إنهم لن يقولوا كانت الأزمنة رديئة بل سيقولون لماذا صمت الشعراء؟، فالدعوة إلى كل الشعراء والمفكرين والفلاسفة والكتاب وعلماء الاجتماع والفنانين بكل أطيافهم، فإن لم نساهم في المعركة سنتقاسم الهزيمة... اليوم لا يجب أن نخاف الموت بل أن نخاف من رداءة العيش...". وشبه الورغي ما يحدث اليوم في تونس بما حدث في أوروبا في الثلاثينات، في إشارة إلى أن صمت المفكرين والمثقفين والمبدعين أنتج هتلر والنازية، وعلق على تشبيهه بالقول: "حتى لا نعيش وضعا غرائبيا وسرياليا إنتهازيا ونحن مازلنا على الربوة ننتظر، فلا بد من دخول "المعمعة" والالتحام بالجماهير.. كم من واحد يتحدث عن غرامشي وعن المثقف العضوي؟ لكننا بقينا على مستوى النظرية وبلادنا في اتجاه الحضيض، فلنتحمل مسؤولياتنا التاريخية". واعتبر الورغي أن اللقاء ليس بالضرورة سيأتي فيه المثقفون بحلول جاهزة ولكن –والقول له – "سنحاول تفسير ما نمرّ به الآن، ويمكن أن تفضي الجلسة إلى شيء هام فكما يقول لينين "ما العمل؟" فتونس اليوم كمسرح العبث لديكات، ووضعيتنا اليوم عاشتها أمم قبلنا وخرجت من أزماتها، لكن بتأثير كبير من مفكريها الذين كتبوا تاريخ أممهم، على غرار "فولتير" و"سقراط" و"مونتيسكيو" و"وجون جاك روسو" و"منتانيو".. لكن أين نحن من هؤلاء ف"بلاتوهات تلفزاتنا" لا نرى بها مثقفا أو مفكرا أو مبدعا أو فنانا..".