بَعد ساعات قليلة من الفوز على نادي حمّام الأنف عاد الترجي إلى التمارين استعدادا للمُواجهة الافريقية التي تنتظره يوم غد ضدّ "اليكت سبورت" التشادي في ملعب رادس. وقد قامت العناصر التي شاركت في لقاء "الهمهاما" بحصّة صباحية لإزالة الإرهاق هذا في الوقت الذي تدرّب فيه بقية اللاعبين بصفة عادية. ومن المُقرّر أن يختتم الفريق اليوم تحضيراته بحصّة تدريبية ستنطلق في حدود السابعة مساءً وهو نفس التوقيت الذي ستدور فيه مُباراة الغد أمام "اليكت سبورت" في إطار إياب الدّور التمهيدي الثاني لرابطة الأبطال. الجمهور يحقّق الامتياز رغم برمجة لقاء "الهمهاما" في وسط الأسبوع وفي حدود السادسة مساءً فإن الجماهير الترجية كانت حَاضرة بأعداد مُحترمة. وقد أضفت الجماهير أجواءً رائعة على المباراة كما أنها ساهمت في دفع اللاعبين نحو الانتصار. وكان الامتياز الأكبر لمجموعة "الكُورفا سود" التي لم تتوقّف عن التشجيع طيلة اللّقاء. ومن جهته، لم يُخيّب الفريق آمال الأحباء بما أن زملاء الهوني نجحوا في الجمع بين النتيجة والأداء. الهوني ينال الإعجاب يستحق هدف حمدو الهوني الإعادة أكثر من مرّة. فقد تسلّم النجم اللّيبي للترجي الكرة على مستوى وسط الميدان ثمّ انطلق بسرعة قياسية نحو مرمى المُنافس ليُراوغ الحارس حمزة الباهي بطريقة فنية ويُسجّل الهدف الثاني لناديه. وقد جمع هدف الهوني بين السُرعة الفائقة والمَهارة الفنية فضلا عن القوّة البدنية والذهنية خاصّة أنه قطع مسافة طويلة وكان "مُلاحقا" من لاعبينْ حَاولا عبثا منعه من التَسجيل. هدف الهوني لم يكن رائعا فحسب بل أنه جاء في توقيت دقيق بما أن الترجي كان مُتقدّما بهدف وحيد وكان في أشدّ الحاجة لمُضاعفة النتيجة لحسم اللّقاء والقضاء بصفة نهائية على أطماع المُنافس في التعديل. ومن المُؤكد أيضا أن تألق الهوني من شأنه أن يبعث رسالة طمأنة إلى الجماهير التي لم يُخف البعض منها قلقهم بعد خسارة مجهودات الجزائري يوسف البلايلي الذي كان يُعدّ أحد أهمّ العناصر المهارية في الفريق. ولاشك في أن الهدف المُمتاز للهُوني يُؤكد أنه سيكون في صدارة اللاعبين الذين سيُحدثون الفارق في تشكيلة الترجي مِثله مثل بقية الأسماء التي تتمتّع بالمهارة على غرار البدري وبن شوق وبن ساحة... ايجابيات وسلبيات كانت مباراة "الهمهاما" ناجحة جماهيريا ورياضيا. فقد تزامن الظهور الأوّل للفريق في رادس مع فوز ثمين في سباق البطولة. كما أن المردود العام للنادي كان مُحترما. ونجح الترجي في تسجيل هدفين وهو مكسب يحدث للمرّة الأولى منذ انطلاق الموسم. كما لاحظ الكثيرون السرعة الكبيرة التي ميّزت عملية الانتقال من الحالة الدفاعية إلى منطقة الهُجوم. ويبدو أن الفريق استفاد جيّدا من المَهارة التي تتّسم بها جلّ عناصره بما في ذلك الأسماء المُتواجدة في خط الوسط على غرار الغاني "كوامي بونسو" والجزائري عبد الرؤوف بن غيث. هذه النقاط الايجابية لم تحجب بعض السّلبيات التي وجب تداركها. ويُمكن اختزال هذه الثغرات في حَالة "التراخي" التي ميّزت أداء الفريق بعد تسجيل الهدف الأوّل. هذا فضلا عن الكمّ الهائل من الفرص التهديفية المهدورة حتى أن الشعباني لم يكتم غضبه من هذا الأمر لحظة العودة إلى حجرات الملابس في فترة ما بين الشّوطين. وقد واجه الترجي أيضا بعض المشاكل أثناء عملية تنفيذ الكرات الثابتة التي تحصّل عليها المُنافس. كما غاب التنسيق بين الحارس والمدافعينْ المحوريينْ في أكثر من مُناسبة وهذا الأمر غير مقبول قياسا بخبرات الجريدي وشمّام وبدران. تحية خاصّة لشمّام صفّق جمهور الترجي على القائد خليل شمّام في مُناسبتين. الأولى عند تغييره باليعقوبي والثانية لحظة التحاقه بحجرات الملابس. وقد جاءت هذه التحية الاستثنائية لتُؤكد المكانة الخاصّة التي يحظى بها شمّام الذي استعاد مكانه في التشكيلة الأساسية بعد أن كان مدرّبه قد وضعه في القائمة الاحتياطية بسبب النقص في الجَاهزية. تحذيرات مع اقتراب موعد اللّقاء الافريقي أمام "اليكت" التشادي، تتصاعد النداءات التي تُطالب الجمهور بضبط النفس وتفادي كلّ التصرّفات التي من شأنها أن تُعرّض الجمعية للعُقوبات التأديبية. ومن المعلوم لجنة الانضباط التابعة ل "الكاف" كانت قد عاقبت الترجي بمُقابلتين دون حضور الجمهور مع تأجيل التنفيذ فضلا عن غَرامة مالية قدرها 50 ألف دولار بسبب استعمال الشّماريخ على هامش لقاء الوداد في مُنافسات رابطة الأبطال.وسيكون الترجي عُرضة لعُقوبة "الويكلو" بمجرّد حدوث أيّ تجاوز في مُبارياته الافريقية على امتداد سنة كَاملة. وبناءً عليه فإن الجمهور مُطالب بحِماية نفسه وأيضا جمعيته من عُقوبة "الويكلو" وما يُرافقها من خسائر على كلّ المُستويات.
