جاء في الأثر وفي كتب التفاسير أن عيسى عليه السلام أمر حوارييه بصيام ثلاثين يوما فلما أتموها سألوه أن يأتيهم بدليل مادي على أن الله تقبل منهم صيامهم فتضرع لله ودعاه قائلا ﴿اللهم أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين﴾ (المائدة 114) فاستجاب له ربه بأن أرسل اليه مائدة من السماء تحملها سحابتان فأكل منها الفقراء والمحتاجون وأصحاب العاهات فاستغنوا وبرؤوا. استحضرت كل ذلك وأنا أمر بأحد أنهج العاصمة حين استوقفتني مراسلة احدى التلفزات تسألني عما ننتظر من رئيس تونس القادم فعكست عليها السؤال بالقول وماذا ينتظر الرئيس منا نحن؟؟. فالرئيس القادم سواء كان زيدا او عمرا ليس بسيدنا عيسى حتى يدعو لنا ربه يرسل علينا مائدة من السماء نأكل منها وهو أيضا ليس بسيدنا موسى حتى يضرب بعصاه الحجر ﴿فانفجرت منها اثنتا عشرة عينا﴾ (البقرة الاية 60) كما انه لا يستطيع أن يدعو لنا ربه فيخرج لنا ﴿مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها﴾ (البقرة الاية 61) الرئاسة هي مؤسسة قائمة الذات في دولة القانون والمؤسسات يسيرها بشر لمدة معينة يقوم بوظائف محددة لا يستطيع ان ينجح فيها ما لم نتكاتف ونتعاون معه جميعا من أعلى الهرم الى أسفله وننصرف الى الجد والعمل والانتاج والكف عن الاضرابات وقطع الطرقات ووقف المصانع و مواطن الانتاج وبذلك ننهض بهذه البلاد العزيزة علينا جميعا ولا نبقى مكتوفي الايدي ننتظر الحلول تأتينا من الاخر كفانا تواكلا فخلاصنا في أيدينا وخروجنا من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد ايضا بأيدينا ولن يكون ذلك الا بالعمل والجد والانتاج فلا ننتظر من الرئيس القادم عصا سحرية تنتشلنا من الازمة التي نعيشها بل خلاصنا بايدينا بما ننتجه من الارض وما نخرجه منها ولا ننتظر مائدة من السماء.