«الشروق» تونس: فيما تراجع نسبيا تدفق المسافرين في أعقاب صائفة استثنائية بدا طاقم الديوانة التونسية بمطار تونسقرطاج الدولي في حالة استنفار دائم للحد من محاولات تهريب ال«دوفيز» أو إدخال المخدرات على امتداد ثلاث ساعات قضتها «الشروق» رفقة لفيف من ضباط الديوانة وأعوانها في مطار تونسقرطاج الدولي. وكانت المعلومات تتراكم لتؤكد أن حيل المجرمين قد أدركت السرعة الخامسة في مسعى الى خرق طوق الرقابة المشددة الذي تفرضه الديوانة لتحصين البلاد ضد مخاطر تدفق المخدرات أو السلاح أو تهريب العملة الصعبة إلى الخارج. بل إن حصيلة مكتب الديوانة بهذا المطار الذي يؤمه كل عام أكثر من ستة ملايين مسافر كانت في حيّز هام منها أشبه بالخيال العلمي بعد أن أصبحت كل الأوعية بما في ذلك البطون تستعمل لإخفاء المخدرات أو الدوفيز. "دوفيز" في حذاء وبلغت هذه الممارسات ذروتهاعندما أحبطت الديوانة هذا العام محاولة إدخال 20 كلغ من مادة الماريخوانا المخدرة تم دسُّها في مواد عضوية سائلة... فيما حاول مسافر آخر قادم من بلد أوروبي إدخال 400 غرام من الكوكايين أخفاها بإحكام تحت ملابسه الداخلية. وأخفى مسافر آخر الكوكايين في "ولاعة" السجائر فيما أحبط مكتب الديوانة بالمطار محاولة إدخال مخدرات وتهريب عملة تم إخفاؤها داخل قوارير «شامبوان» بدت جديدة. كما أحبطت الديوانة بداية الشهر المنقضي محاولة تهريب ما يعادل 256 ألف دينار من العملة الصعبة في يوم واحد منها 28 ألف يورو خبأها مسافر مغاربي الجنسية في حذائه و20 ألف يورو أخفاها مسافر مغاربي أيضا تحت ملابسه الداخلية. مخدرات في البطون وفي السياق ذاته أصبحت محاولات إدخال المخدرات بعد ابتلاعها ظاهرة في حد ذاتها. وقد بلغت ذروتها عندما تم استخراج 56 كبسولة مخدرات من بطن مسافر تونسي قادم من بلد عربي. بل إن عددا من المجرمين عمدوا إلى إخفاء المخدرات في منتوجات طازجة تفوح منها رائحة كريهة مثل الأسماك في محاولة لثني أعوان الديوانة عن التفتيش الدقيق لأمتعتهم. فيما صارت محاولات إخفاء المخدرات أو العملة الصعبة في الأواني المنزلية الصغيرة أو مستلزمات الديكور مشهدا مألوفا. وبالنتيجة اندفع السؤال بقوة كيف تم الإيقاع بهؤلاء المجرمين رغم الحيل الخيالية التي يعمدون إليها لإخفاء المخدرات أو الدوفيز أو سائر الممنوعات؟ فصيل الأنياب وفي هذا الصدد أكد العقيد محمد سفيان بن سالم رئيس فرقة تفتيش المسافرين بمطار تونسقرطاج الدولي أن اليقظة الديوانية ترتكز على ثلاثة عناصر أساسية تتكامل في ما بينها. وهي كل من الحدس البشري لأعوان وضباط الديوانة وأجهزة السكانار وفرقة الأنياب التي تتألف من سلالات كلاب ذات نجاعة عالية في رصد الممنوعات. وفي مقدمتها «مالينْوا» والبِرْجي الألماني. كما لاحظ أن الطوق الديواني الذي يتكامل مع جهود سائر الأسلاك الأمنية في المطار يؤمن إلى جانب الأروقة الداخلية للمسافرين الباحة الداخلية للمطار بما في ذلك الطائرات بعد نزول الركاب مشيرا إلى أن خطّا أولا من الكشف الآلي بواسطة أجهزة السكانار يؤمن مراقبة محتويات الأمتعة عند إنزالها من الطائرة وكل حقيبة مشبوهة تحال آليا على التفتيش الدقيق عند وصولها إلى أعوان تفتيش الأمتعة قبل خروج المسافرين. بلدان مشبوهة ولم يخف ذات المصدر أن مكتب الديوانة بمطار تونسقرطاج يتعاطى بيقظة أكبر مع وجهات بعينها تمثل مصادر تقليدية للمخدرات مثل أمريكا اللاتينية والساحل الإفريقي وبعض بلدان أوروبا إلى جانب وجهات أخرى تستقطب أكثر من غيرها تهريب الدوفيز على غرار تركيا والصين ودبي في علاقة بتمويل التجارة الموازية.