يقدم المخرج والممثل السينمائي محمد علي النهدي، فيلمه القصير الجديد «فاطوم» يوم 22 أكتوبر الجاري في مسابقة «سيني ماد» بمدينة مونبيلي الفرنسية، قبل عرضه بأيام قرطاج السينمائية. تونس «الشروق» لئن عبر المخرج السينمائي محمد علي النهدي عن سعادته بتقديم العرض العالمي الأول لفيلمه الجديد والرابع في مسيرته كمخرج بعد أفلام «المشروع» و"حدث ذات فجر" ووثائقي «أخيرا نعبّر»، في مهرجان «سيني ماد» بمدينة مونبيلي الفرنسية، يوم 22 أكتوبر المقبل، إلا أنه كان مستاء من لجنة اختيار الأفلام في أيام قرطاج السينمائية التي قال عنها إنه قد فاتها الركب. الفيلم الجديد لمحمد علي النهدي، يحمل عنوان «فاطوم» وهي كلمة لاتينية تعني «القدر» باللغة العربية، ورغم أنه لن يكون في المسابقة الرسمية للدورة المقبلة من أيام قرطاج السينمائية فإنه سيعرض ضمن قسم «نظرة على السينما التونسية» في المهرجان، وهو ما جعل محدثنا غاضبا، وموجها سهام لومه للجنة الانتقاء، في إشارة إلى أن فيلمه الجديد برمج ضمن مسابقة «سيني ماد» في مونبيلي وفي مهرجان القاهرة الدولي خلال شهر نوفمبر القادم. «لجنة لا علاقة لها بالشباب» وفي هذا الصدد، قال محمد علي النهدي: «للأسف الشديد لم يقع اختيار فيلم «فاطوم» في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية رغم برمجته في عديد المهرجانات الكبرى عربيا ودوليا، وذلك لأن أعضاء اللجنة الذين يختارون الأفلام فاتهم الركب على جميع المستويات، فالسينما الحديثة في طور آخر لا يفهمونه..». وتابع مخرج: «دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها، اللجنة تتكون من السادة خميس الخياطي وحمادي عرافة الذي لم يخرج فيلما في حياته، وكريم حمودة، وبالنسبة لي جميعهم وكثيرون مثلهم ينتمون إلى الجيل القديم ومع احترامي لهم، حان وقت التغيير الصحيح وإعطاء الفرصة للشباب في اللجان، على غرار عديد المهرجانات في العالم، فنحن اليوم مازلنا مقيدين بلجان وأسماء تعطل السينما..». واعتبر محمد النهدي أن ما حصل مع فيلمه الأخير في أيام قرطاج السينمائية ليس الأول من نوعه، مستحضرا فيلم المخرج علاء الدين سليم الذي قال عنه إنه شارك في أكبر مهرجان عالمي «كان» وفي مهرجان «طلامس»، ولم يشارك في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية شأنه شأن فيلم «دشرة» لعبد الحميد بوشناق على حد قوله. «فاطوم» مغامرة سينمائية وعن فيلمه «فاطوم»، شدد محمد علي النهدي، على أن فيلمه الرابع، عبارة عن مغامرة سينمائية أخرى شكلا ومضمونا ومختلف عن الأفلام السائدة، وأبرز في هذا السياق، أن الفيلم من إنتاجه وإخراجه وتأليفه، وأنه أيضا يجسد دور البطولة فيه، وهو ما اعتبره محدثنا تحديا كبيرا على جميع الأصعدة، من الكتابة التي استغرقت منه وقتا طويلا وتعبا وأرقا كبيرين إلى الإنتاج وهي العملية الصعبة جدا في تونس، والتي أتت على كل ما أملك من أموال، على حد تعبيره. وأردف النهدي في هذا الإطار: «الفيلم، تجربة مختلفة وجريئة، فيه، فقط، ثلاثة مشاهد طويلة، وعلى مستوى التمثيل، تطلبت مني الشخصية التي أجسدها، أن أنقص 10 كيلوغرامات من وزني في ظرف ثلاثة أسابيع، ما بين المشهد الأول والمشهد الثاني، وهو ما كان سببا في تعكر حالتي الصحية، وبالنسبة لكلفة إنتاج الفيلم لم تتعدّ 150 ألف دينار، وبالمناسبة أودّ أن أشكر كل من وقف معي من ممثلين وتقنيين، الذين قبلوا جميعهم العمل معي بأقل من أجورهم الحقيقية». وعن قصة الفيلم وأبطاله، أوضح محدثنا، أن «فاطوم» بطولة محمد علي النهدي ومنصف العجنقي وزهرة الشتيوي وسيف مناعي بطل سلسلة «الصندوق الأسود» السلسة التي تمت صنصرتها من قبل العصابات المتحكمة في القنوات التلفزية، على حد قوله، بالإضافة إلى عدد كبير من الوجوه الجديدة التي يقدمها لأول مرة. وأما قصة الفيلم، فهي تستعرض حكاية رسام يسكن في باب الأقواس بالمدينة العتيقة بتونس العاصمة، يعشق عمله ويعيش طوال الوقت في ورشته، وبعد غياب يعود إلى منزله، فيجد مفاجأة ستحدّد بقية أحداث الفيلم (فاطوم) وهو فيلم روائي قصير مدته 26 دقيقة.