وَسط أجواء طيّبة يُنهي المنتخب الوطني اليوم تحضيراته ل»الدربي» الذي ينتظره ضدّ ليبيا في إطار إياب الدّور الأخير من التَصفيات المُؤهلة لبطولة افريقيا للاعبين المحليين. ومن المُقرّر أن يختتم المنتخب استعداداته بحصّة تدريبية على الأرضية الاصطناعية لملعب أبوبكر عمّار بمدينة سلا المغربية. وسيكون الميدان المذكور مسرحا للمباراة الحاسمة بين ليبيا و»ضَيفتها» تونس يوم غد بداية من الخامسة بعد الزّوال. أجواء مُمتازة تدور تحضيرات المنتخب في أجواء مُمتازة. وقد استفادت البعثة التونسية إلى المغرب من الإجراءات «الاستباقية» التي قام بها المسؤول الإداري محمّد الغربي. وكان الغربي قد سَبق الوفد الرسمي وقام بكلّ الترتيبات التنظيمية المُتعلّقة بظروف الاقامة والنقل وأماكن التمارين. وقد وجدت بعثتنا أيضا دعما غير مشروط من قبل الدبلوماسيين التونسيين في المَملكة المغربية. ومن الواضح أن الجامعة التونسية لكرة القدم اتّعظت جيّدا من التجارب المَريرة التي عاشتها في السّابق جمعياتنا ومنتخباتنا في بعض رحلاتها الخَارجية. ولاشك في أن المشاكل التي عرفها «السي .آس .آس» على هَامش مُواجهته لنهضة بركان دفعت الجامعة إلى التفكير في كلّ كبيرة وصَغيرة لينصبّ تركيز المنتخب على لقاء ليبيا ولا ينشغل بالمَسائل الجَانبية والتي قد تُؤثّر سلبيا في النتيجة. الحُلول مُتوفّرة شهدت التركيبة الحالية لمنتخب المَحليين بعض التغييرات بالمُقارنة مع لقاء الذهاب في رادس. وكان المنذر كبيّر قد تخلّى عن عدة عناصر لدواع مُختلفة ونستحضر منها على سبيل الذّكر لا الحصر شمس الدين الذوادي وياسين الخنيسي ومحمّد علي منصر وعلاء الدين المرزوقي. ورغم أن كلّ هذه الأسماء كانت قد شاركت في التشكيلة الأساسية التي فازت على ليبيا بهدف لصفر فإن مدرّبنا الوطني يملك البدائل الضرورية ليكسب التحدي في مُباراة الغد. وهُناك عدة خيارات على مستوى الدفاع في ظل تواجد زياد بوغطاس وصدام بن عزيزة فضلا عن فخرالدين الجزيري والمدافع الصّاعد في النادي الصّفاقسي هاني عمامو. وعلى مستوى الهُجوم قد يجد المنذر كبيّر ضَالته في الحازم الحاج حسن أوياسين الشماخي لسدّ الشُغور الذي سيتركه الخنيسي المُتغيّب لأسباب صحية. جدل حول موعد ال»شَان» أصبح منتخبنا قاب قوسين أوأدنى من نِهائيات بطولة افريقيا للاّعبين المحليين خاصّة في ظلّ تفوّقه على ليبيا بهدف لصفر في مباراة الذّهاب. هذه الأسبقية تجعل مُنتخبنا في حاجة إلى التعادل فحسب ليُوقّع بصفة رسمية على مروره إلى «شان» الكامرون 2020. وفي انتظار فرحة الترشّح يَتساءل الجميع عن الموعد الأفضل والأمثل لإقامة نهائيات بطولة افريقيا للاعبين المحليين. ولم تَتّضح بعد الرُؤية بخصوص الموعد الذي ستختاره ال»كَاف» لتنظيم هذا التجمّع الكروي الناشىء (ال»شَان» ظهرت في 2009). ويدرس مسؤولو الكنفدرالية الافريقية مُقترحين وهما اقامة ال»شان» في أفريل أو بين شهري جوان وجويلية. وتُواجه نهائيات بطولة افريقيا للاعبين المحليين عدّة تحديات في ظلّ الضّغط الرهيب على رُزنامة ال»كَاف». ومن المعلوم أن الأندية الافريقية تخوض خلال الأسابيع والأشهر القادمة مُنافسات رابطة الأبطال وكأس ال»كاف» فضلا عن التزام عدّة جمعيات في الكأس العَربية وهو ما يفرض على الاتحاد القاري للّعبة ضبط موعد ال»شان» بشكل لا يَتعارض مع المُسابقات الدولية لهذه الأندية. ضُغوطات بالجُملة بالتوازي مع التزامات الأندية ستعمل ال»كَاف» أيضا على مُراعاة مصالح المنتخبات الافريقية التي ستخوض في الفترة المُقبلة جزءً من التصفيات المُونديالية (الجولة الأولى من دور المجموعات بين 23 و31 مارس 2020 والجولة الثانية بين 1 و9 جوان 2020). وهُناك تحدّيات أخرى تهمّ المسائل التنظيمية وحتى المُناخية. ومن المعروف أن ال»كَاف» سحبت تنظيم ال»شان» من أثيوبيا وقامت بتحويل النهائيات إلى الكامرون. وتُصارع الكامرون الوقت لتجهيز المُنشآت الرياضية واستقبال ضُيوفها في ظروف عادية بعد أن كان قد تعذّر عليها احتضان «كَان» 2019 بسبب ضعف البِنية التَحتية. وعلى مستوى المناخ يتّسم صيف الكامرونيين بغزارة الأمطار وهذا المُعطى قد يكون أيضا ضمن العَناصر المُؤثّرة في تحديد موعد ال»شَان». على المُباشر في سياق المُتابعة لملف البثّ التلفزي لمباراة تونس - ليبيا نشير إلى أن مؤسّسة التلفزة الوطنية ستنقل اللّقاء عبر قناتها الأولى (الشبكة الفَضائية). ومن المعلوم أن المباراة ستدور يوم غد في سلا المغربية بداية من الخامسة بعد الزّوال. الملف الصّحي للشعلالي يَخضع غيلان الشعلالي إلى برنامج تأهيلي خاصّ وضعه طبيب المنتخب سهيل الشملي بالتَنسيق مع أطباء اللاعب في «مَالاتيا سبور» التركي. وقد اختار الشعلالي القيام بعَملية التأهيل مع ناديه بعد أن كان قد تعرّض إلى اصابة على هامش اللّقاء الودي بين تونس والكامرون بتاريخ 12 أكتوبر في رادس. وقد أكدت الكشوفات الطبية أن مُحترفنا في تركيا يحتاج إلى الراحة لمدّة أربعة أسابيع.