تمغزة التونسية، قصة منطقة خلابة يسكن أوصالها الجمال وتستوطنها الفتنة، قريبا من مدينة توزر في اتجاه الغرب، أي على بعد بضعة أميال من الحدود مع الجزائر، تعمم بلدة تمغزة الجبلية بواحات جميلة وبأودية تنساب منها المياه. وتطل تمغزة من على قمة الجبل متربعة على عرش كامل المنطقة، ورغم أن خرير مياه الشلالات هو الصوت الطاغي في المكان، لكن صوت التاريخ يبدو حاضرا فيها بقوة شلالات مياه تمغزة تسحر الناظرين، والتجول فيها رحلة ممتعة للغاية لا تخلو من الاستفادة. ويشار إلى أن عديد علماء الآثار والمؤرّخين والجيولوجيين بداية من سنة 1930 اكتشفوا آثارا من آواني وأدوات وأسلحة حجريّة وآلات صنعت من العظام، دلت على وجود الإنسان بمنطقة الجنوب الغربي التونسي إلى ما يزيد عن 150 ألف سنة مضت في المثلّث الذي يمسح مناطق قابس وقفصة وتوزر، حيث تحتفظ تمغزة على سبيل المثال بفتنة تلك العصور المنصرمة ومما يزيد تمغزة سحرا، هو تتوجها بتاج من "الغرانيت" الذي يحفها، حيث تبدو محمية بشبكة جبلية من الغرانيت، ينساب واد صغير به عدة شلالات جميلة رغم هذا الحسن، وتأكيد البعض قدرة مياهها الجبلية على علاج أمراض جلدية عديدة وغيرها، فقد بقيت هذه المدينة القديمة شبه مهجورة إلى أن سرى بها دبيب الروح في بعض أرجائها منذ سنوات من خلال تصوير أفلام عديدة حول السيد المسيح عليه السلام كما باتت تشهد تمغزة في شهر مارس من كل سنة مهرجانا يجمع سكان الواحات الجبلية ويعرف بتقاليدهم وعاداتهم تعتبر واحة تمغزة أكبر واحة جبلية بولاية توزر وتقع على ارتفاع 300 مترا عن مستوى سطح البحر وتكونت بفضل منبعها المائي الطبيعي المتميز بغزارة مياهه وتتلقى المنطقة الشمالية لواحة تمغزة المياه المنسكبة من وادين هامين وهما وادي « الفريد « الذي يقطعه سد الخنقة ووادي « النقب « والذي يتلقى من جهته اليسرى مياه وادي « بليج « ووادي « مداح « وتتميز الموارد المائية بواحة تمغزة بقدرتها على الاستجابة للحاجيات الفلاحية للواحة وتتميز تمغزة بمناخ رطب وتنتج أفضل أنواع تمور الدقلة من حيث الجودة لارتوائها وحلاوة مياه الريّ.