تقع تمغزة شمال غرب مدينة توزر وتبعد عنها مسافة 60 كم ويبلغ عدد سكانها حوالي 6362 ساكنا وتنتمي واحاتها إلى الواحات الجبلية الثلاث المميزة لمنطقة الجنوب الغربي التونسي على الحدود التونسية وتتواجد على الأسطح القديمة لحوض وادي الفريد منحوتة بالأحجار الكلسية القديمة وبمنطقة تجمع ثلاثة أودية وتبلغ مساحتها ما يناهز 80 هكتارا ويستغلها حوالي 300 فلاحا . * المميزات التاريخية والثقافية لواحة تمغزة تعتبر واحة تمغزة والتي سميت خلال العصر الروماني» أدتورس « استنادا على وثيقة أعدتها وزارة البيئة والتنمية المستدامة « دليل الواحات النموذجية لمشروع التصرف المستديم بالمنظومات الواحية بتونس « .بدعم من البنك الدولي وصندوق البيئة العالمية أكبر واحة جبلية بولاية توزر وتقع على ارتفاع 300 مترا عن مستوى سطح البحر وتكونت بفضل منبعها المائي الطبيعي المتميز بغزارة مياهه كنقطة وصل بين أحواض الشطوط ( الجريد ونفزاوة ) من جهة والسهول العليا بتونس الوسطى (القصرين وسبيطلة ) من جهة أخرى . * الموارد المائية و التنوع البيولوجي للواحة تتلقى المنطقة الشمالية لواحة تمغزة المياه المنسكبة من وادين هامين وهما وادي « الفريد « الذي يقطعه سد الخنقة ووادي « النقب « والذي يتلقى من جهته اليسرى مياه وادي « بليج « ووادي « مداح « وتتميز الموارد المائية بواحة تمغزة بقدرتها على الاستجابة للحاجيات الفلاحية للواحة فهي حسب رئيس الاتحاد المحلي للفلاحين بتمغزة طارق سويدي تسقى وفق دورات مائية متناوبة من 32 بئر سطحية بتدفّق كاف وإلى مدى بعيد شرط عدم حفر أبار عميقة ويشرف على واحة تمغزة مجمعان أحدهما بيئي والآخر فلاحي وتتميز تمغزة بمناخ رطب وتنتج أفضل أنواع تمور الدقلة من حيث الجودة لارتوائها وحلاوة مياه الريّ إلا أنّها غير قابلة للتخزين والتصدير وتستهلك محلّيا في البلاد التونسية . ويشمل التنوع البيولوجي النباتي داخل الواحة عديد الأصناف الفلاحية على غرار النخيل مع هيمنة صنف دقلة النّور بالإضافة إلى الأشجار المثمرة والزراعات السنوية والأعلاف والخضروات . * الأهمية السياحية للواحة تتميّز تمغزة بجمالية مشاهدها الطبيعية والتي تشمل المنظومات الجبلية والواحية بالإضافة إلى ثراء وتنوع منتوجاتها الحرفية التقليدية وتعتبر الأنشطة السياحية المرتبطة بتثمين المشاهد الطبيعية الخلاّبة للمنطقة أهم منتوج سياحي ومصدرا هاما لتفتح المنطقة على محيطها الإقليمي وأبرزها المهرجان الدولي للواحات الجبلية بتمغزة والذي تنتظم فعالياته داخل الواحة و في محيط شلالاتها وفي إطار دعم الأنشطة السياحية ومزيد تثمين المخزون الثقافي والسياحي تمّ تركيز ثلاث وحدات فندقية ووحدة للاستحمام باعتماد المياه الجيوحرارية ضمن فندق Tamaghza Palace والتي توقفت عن النشاط منذ2009 . * مشروع التصرف المستديم في المنظومات الواحية أنقذ الواحات الجبلية قال طارق السويدي إنّ مشروع التصرف المستديم في المنظومات الواحية كان له تأثير ايجابي وأنقذ الواحات الجبلية بتمغزة بإعادة الفلاح إليها وتحفيزه على الانتاج فهو مشروع يهدف إلى حماية الواحات القديمة والحفاظ على الصبغة البيولوجية للواحات الجبلية وأدى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضر ومن مكوناته التنظيف والتشبيب وإدماج غراسات وأشجار مثمرة وخاصة منها المهددة بالاندثار مثل الخوخ العربي وبعض التمور المطلقة مثل مرزوق وتوزر زايد ودقلة الباي وأشجار أخرى في نطاق التنوع البيولوجي فلقد تمّ في إطار المشروع غرس 5000 فسيل من نخيل الدقلة والتمور المطلقة وحماية الواحات الثلاث من الخنزير الوحشي والقوارض بتسييجها والتلقيح الآلي في الواحات الثلاث ودعم قدرات الجمعيات المائية بالآلات الفلاحية مثل الجرارات وآلة جارفة لجمعية تمغزة وآلات نبش الأرض وخدمتها إلى جانب دورات تكوينية للفلاحين بالتنسيق مع معهد البحوث في الفلاحة الواحية بدقاش وتمّ تكوين أكثر من 80 شاب في القطاع الفلاحي... وأهمّ ما يميز هذا المشروع –الحوكمة المحلية – فالمجمع يقترح والبنك الدولي يموّل ولا تتعدى مساهمة المشروع في التمويل 80 ألف دينار ما عدا في بعض الحالات ولتحقيق نقلة نوعية و النهوض بالواحات الجبلية دعا طارق السويدي إلى ثورة فلاحية حقيقية ووضع استراتيجية مجدية وإعطاء الأولوية القصوى للفلاحة وتحفيز الفلاح ودعمه وبعث مشاريع فلاحية لفائدة الشباب ومنها تربية الماشية والابل .