أعلنت التلفزة الوطنية كما هو معروف عن تأمين النقل المُباشر لمباراة تونس – ليبيا في نطاق تصفيات بطولة افريقيا للاعبين. وقد عدّلت الجماهير التونسية ساعتها على توقيت اللقاء الذي دار يوم أمس في ضيافة المغرب وانتظر الجميع مشاهدة المقابلة على القناة الوطنية الأولى كما هو مُعلن عنه. وفجأة ودون سابق انذار تمّ تحويل اللقاء من الوطنية إلى قناة «التاسعة» وهُناك طبعا من علم بالخبر قبل ساعات ليستعدّ إلى تغيير المحطة ولسان حاله يقول:»اللّعنة على المتسبب في هذه الفوضى». وهناك فئة ثانية لم يصلها النبأ إلا مع صافرة انطلاق المباراة ليكون غضبها أكبر وأشدّ وقد ظهرت فئة ثالثة عاقبت الجامعة والتلفزة وذهبت للإستمتاع بقمّة «مانشستر يُونايتد» و»ليفربول». وبالعودة إلى هذه المهزلة نشير إلى أن التلفزة التونسية نقلت مباراة الذهاب في رادس ومنحت في الوقت نفسه الشارة للأشقاء الليبيين لبث هذا ال»دربي» المغاربي على أن تتمتّع تلفزتنا بالإمتياز نفسه في مقابلة الأمس في المغرب. وقد كان من المفروض تنفيذ هذا الاتفاق وهو معنوي بالأساس . وفي الأثناء تغيّرت المعطيات وتمّ نقل اللقاء على «التاسعة» بدل الوطنية الأولى. وقد ظهرت اتهامات واضحة للجامعة التونسية لكرة القدم بالتأثير في الطّرف الليبي في الكواليس من أجل وضع التلفزة التونسية في التسلل عِقابا لها على عدم تلبيتها لشروط الجريء بخصوص المليارات التي طالب بها من أجل الإفراج عن مُباريات البطولة المحلية. ورغم أن مِثل هذه الاتهامات تبقى مجرّد شكوك في ظل غياب أدلة قطعية فإن اللّخبطة التي حصلت أمس على مستوى البث التلفزي تُسيء لجامعة كرة القدم بوصفها المشرف الأول على اللعبة. وقد ضربت هذه الحادثة مِصداقية القناة العمومية في الصميم خاصّة أنها تعهّدت بنقل اللّقاء قبل أن تجد نفسها في التسلّل. ولأنّ مَصائب قوم عند قوم فوائد فقد استغلّت «التاسعة» لُعبة التلفزة والجامعة لتنقل المباراة وتُسجّل نقطة لفائدتها على حساب القناة الأمّ. ولاشك أيضا في أن المُتابع الجيّد للكواليس سيتفطّن إلى التقارب الكبير بين الجريء و»التاسعة» التي كانت قد استضافته مؤخرا ليردّ على الاتهامات ويخرج ب»شهادة براءة» في سيناريو مُشابه لما كان يحصل في ضيافة صديقة رازي القنزوعي على القناة الوطنية. ومن الواضح أن نقل لقاء تونس - ليبيا على «التاسعة» قد يُشكّل البداية الفعلية للتعاون مع الجامعة خاصّة أن المعلومات التي بحوزتنا تفيد أن القناة المذكورة تستعدّ لإقتناء حقوق الدخول إلى الملاعب وهوما يمنحها عدة امتيازات للقيام بتغطية جيّدة لمباريات الرابطة الأولى هذا في الوقت التي تُواصل فيه قناتنا الوطنية النّوم في العسل.