بعد التزام رئيس الجمهورية المنتخب قيس سعيّد خلال المناظرة التلفزية بعدم توظيف أي كان في فريقه الاستشاري واقترابا من تسلمه السلطة غدا، برزت مخاوف من نقض هذا العهد خاصة بعد البروز المفاجئ لشقيقه نوفل سعيّد، فمن هو رجل الظلّ الذي يقف وراء قيس سعيّد وهل سيكون له موقع في القصر ؟ تونس (الشروق) خلال بداية الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية قيس سعيّد كان شقيقه نوفل سعيّد أحد الاعضاء في فريق حملته، ولم تبرز للرجل تصريحات اعلامية أو ظهور لافت طيلة الحملة الانتخابية للدور الاول خلافا لشهاب المكي الملقب برضا «لينين» الذي وقع تقديمه كرئيس حملة المرشح. ومع اعلان نتائج الدور الاول للانتخابات الرئاسية، برز نوفل سعيّد في العديد من المحطات الاعلامية، ليستطيع في وقت قصير ان يكون تقريبا المتحدث الوحيد باسم قيس سعيّد، وقياسا بعدم التفاعل الاعلامي والقيام بالإيضاحات اللازمة، راجت العديد من الانباء التي يؤكد بعضها امكانية تعيينه في منصب ضمن طاقم مستشاري القصر وبين من ينفي ذلك قطعا استنادا الى تصريح نوفل سعيّد نفسه بتاريخ 15 اكتوبر الجاري والذي أكد فيه أنّ عائلته لن يكون لها أي دور سياسي مستقبلا. ‹›الشروق›› حاولت الاتصال بنوفل سعيّد، حيث اعلمنا أنه في اجتماع وسيتفاعل مع الاسئلة بعد ساعة من الزمن، غير أنه وبمعاودة محاولات الاتصال به تعذّر علينا الحديث مع الرجل بخصوص مجمل التساؤلات المثارة حوله، فمن يكون نوفل سعيّد؟ تفيد المعطيات المتوفرة أن نوفل سعيّد هو احد اشقاء رئيس الجمهورية قيس سعيّد الى جانب كل من ريم سعيّد وحاتم سعيّد، وهو استاذ قانون عام متخصص ايضا في الشأن الدستوري، وكاتب وباحث له العديد من المقالات الصادرة في العديد من المواقع من بينها مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والابحاث التي نجد له فيها مقالا مطولا بعنوان الدستور واشكالية تطبيق الشريعة والدولة المدنية بمرجعية اسلامية. ونوفل سعيّد وفق المعطيات الواردة في عدد من المواقع هو محام غير مسجل في سجل المحامين، حيث تولى بين سنتي 1999 و 2005 خطة مدير جبائي وقانوني لاحد الشركات التونسية، وسجل نوفل سعيّد حضوره في وسائل الاعلام اثر الثورة في العديد من المحطات لتقديم قراءات في عدد من الاشكاليات الدستورية. وفي سنة 2013 اسس نوفل سعيّد رفقة حميدة النيفر و بنعيسى الدمني رابطة تونس للثقافة والتعدد، حيث تعلن هذه الرابطة ضمن اهدافها إرساء الاعتقاد بأنه لا مجال لأية قوة سياسية مهما كان مشربها الأيديولوجي أن تتحرك إلا تحت السقف الذي حددته الثورة وأن تصبح الدولة من خلال مؤسساتها الأداة المثلى لإدارة الصراع السياسي الاجتماعي في كنف احترام السقف المشترك. وشاركت الرابطة في تنظيم و تأثيت العديد من اللقاءات الفكرية، غير ان العديد من الملاحظين اتهموا قيادتها بالقرب من حركة النهضة وتطويعها لخدمة اهدافها، وهذا الاتهام انسحب على نوفل سعيّد الذي روجت له العديد من التدوينات الفايسبوكية انه اشتغل في خطة رئيس مكتب حركة النهضة بجهة الزهروني قبل ان تنفي ذلك حركة النهضة عبر منصة مقاومة الاخبار الزائفة التابعة لل"هايكا"والتي تم انشاؤها مؤخرا. وشكلت بداية الحملة الانتخابية الرئاسية في دورها الثاني منعرجا لبروز شقيق سعيّد، حيث تداولت جهات مقربة من قيس سعيّد أن شقيقه أصبح من بين اهم المؤثرين في محيط الرئيس ومن غير المستبعد ان يكون هو وراء منعه من الادلاء باحاديث صحفية، وما عزز هذا الحديث المتداول تراجع حضور باقي فريق قيس سعيّد في وسائل الاعلام علاوة على حضوره المناظرة التلفزية بدلا من رضا ‹›لينين›› الذي تم تقديمه كرئيس لحملة سعيّد في البداية. في المحصلة من حق نوفل سعيّد النشاط السياسي ولا احد يمكن له ان ينازعه في هذا الحق، غير ان توجس التونسيين من التداخل بين العائلة و الحكم طيلة السنوات الماضية هو مرتكز تخوفاتهم من اعادة هذا السيناريو على الرغم من أن كل من قيس سعيّد وشقيقه قد التزما بعدم توظيف العائلة في الحكم. التزام اخلاقي خلال المناظرة التلفزية التي جمعته بالمترشح الثاني نبيل القروي، أكد قيس سعيّد انه يلتزم بعدم توظيف اي كان من عائلته في الحكم، وتواصلا مع ذلك قال شقيقه نوفل سعيّد في تصريح اعلامي بعد اعلان نتائج الانتخابات ان عائلة قيس سعيّد ملتزمة بعدم لعب اي دور سياسي مخاوف كتب الاعلامي سمير الوافي مؤخرا:"أتمنى أن يكون خبر تولي نوفل سعيّد شقيق رئيس الجمهورية قيس سعيّد منصبا في الرئاسة...مجرد إشاعة يتم تكذيبها...والا فستكون أول خيبة أمل في الرئيس الجديد الذي علق عليه ناخبوه آمالا رفعت سقف الانتظارات عاليا... نوفل سعيّد يتحكم منذ مدة في محيط شقيقه...ويحرس كل أبواب الوصول إليه...لكن ذلك لا يجب ان يتواصل في القصر».