بعد العَرض الكروي المُمتاز في صفاقس، انطلق الترجي في التحضير لرحلة المغرب حيث سيُلاقي أولمبيك آسفي يوم الأحد القادم في نطاق ذهاب الدور ثمن النهائي للكأس العربية. ولم تتّضح بعد الرؤية بخصوص برنامج الرحلة المُنتظرة إلى المملكة المغربية وفي الأثناء تؤكد مصادرنا أن الترجي سيُرسل مبعوثه خميس الدريدي للإشراف على كلّ الترتيبات التنظيمية ومن المُحتمل أن تلتحق البعثة الرسمية يوم 1 نوفمبر: أي قبل 48 ساعة من الموعد المُرتقب ضدّ آسفي المُتعادل أمس الأوّل بالأصفار مع الرجاء في إطار مُنافسات الدوري المغربي. فرحة كبيرة عاش الترجي على وقع فرحة كبيرة بعد الانتصار على «السي .آس .آس» وقد انطلقت الاحتفالات من حجرات الملابس التابعة لملعب الطيّب المهيري لتجتاح «الصّفحات الفايسبوكية» العاشقة للترجي. وكانت فرحة الترجيين مُضاعفة بحكم أن الفريق خرج بثلاث نقاط ثمينة في سباق البطولة مع تحقيق الامتياز على مستوى الأداء. وقد احتفت الجماهير الترجية بالجُمل الكروية التي رافقت عملية تسجيل هدفي الانتصار. وجاء الهدفان بعد تبادل رائع للكرة (ما لا يقلّ عن 8 تمريرات من الدفاع إلى الهُجوم). ومن الواضح أن هذه «التيكي تاكا» ليست من فراغ بل هي نتيجة منطقية للعمل المُنجز في التدريبات والتطبيق الجيّد لتعليمات المدرب بدليل أن الترجي قام بعرض مُشابه في لقاء بن قردان (عملية الهدفين الأوّل والثاني). ورغم أن فوز الترجي في صفاقس ليس بالأمر الجديد ولا بالإنجاز الفريد فإن هذا الإنتصار كان له طعم خاصّ بالنظر إلى اللّوحات الفنية التي قدّمها الفريق والتي حصدت اعجاب «المكشخين» والمحلّلين الفنيين بل أن مدرب «السي .آس. آس» فتحي جبال اعترف بعظمة لسانه بأن الترجي كان الأفضل واستحق الفوز على فريقه. وتزداد أهمية هذا الفوز لأنه تحقّق على حساب أحد المنافسين المباشرين على اللّقب كما أنه جاء ليُثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الترجي في نسخته الجديدة يسير في الطريق الصّحيح. هذا طبعا في انتظار التأكيد خاصّة أن الفريق مازال في البدايات وتنتظره تحدّيات أصعب وأكبر. البدري يُؤكد استرجع أنيس البدري توهّجه بعد تألقه اللافت مع الترجي الرياضي والفريق الوطني. وقد سجل البدري الأهداف الثلاثة التي وضعت مُنتخب المحليين في نهائيات ال»شان». كما أنه ضرب بقوّة مع الترجي ونجح في تسجل ثنائية أمام بن قردان وأخرى في شباك «السي .آس .آس». وكانت حصيلته التهديفية مرشّحة للإرتفاع لولا ضربة الجزاء التي أهدرها في «كلاسيكو» صفاقس. ومن الواضح أن البدري تَحرّر من الضّغط الذي كان مُسلّطا عليه لعدّة أسابيع بفعل رغبته المُلحّة في الرحيل اقتناعا منه بأنه تُوّج مع الترجي بكل الألقاب المُمكنة وقد يكون من الأفضل خوض تحديات أخرى. ويبدو أن أنيس أدرك بأنه لا داعي للشّعور بالحَسرة والندم على عدم الخروج في «الميركاتو» الصيفي خاصّة أنه يلعب لفائدة فريق يُنافس على البطولات والكؤوس المحلية والدولية ويتمتّع بالكثير من المال و»الدلال» (يُعدّ البدري أحد أكثر اللاعبين أجرا في الترجي). ويعرف البدري أيضا أن التركيز على الميدان هو وسيلته الوحيدة ليُحافظ على نُجوميته مع الترجي ويضمن مقعده في صفوف المنتخب فضلا عن استقطاب العروض التي تَتماشى وقيمته الفنية. وفي سياق مُتّصل ب»الثورة» الهجومية للبدري يعتقد البعض أنه استفاد كثيرا من الخصال الفنية للاعبي خط الوسط والحديث عن بن رمضان وبصفة خاصّة «كوامي» وبن غيث. ويعتقد أصحاب هذا الرأي أن اللاعبينْ الغاني والجزائري يتمتّعان بالمهارة ويُساهمان بشكل كبير في بناء العمليات الهُجومية وهو ما يجعل البدري يوظّف كامل مجهوداته لإنهاء الهَجمة بدل استنزاف طاقاته بين الأدوار الهجومية والعَودة إلى الوراء للقيام بالواجبات الدفاعية وقيادة الهُجومات بنفسه. شهادة طارق ذياب على هامش «كلاسيكو» صفاقس أشاد النجم الكبير للكرة التونسية طارق ذياب بالأداء العَام للترجي. واعتبر طارق في تحليله للقاء على شاشة الكأس القطرية أن أبناء الشعباني نجحوا في الجَمع بين النتيجة والأداء. ويُضيف طارق أن الترجي على السّكة الصّحيحة ويُرشّحه في الوقت نفسه للإحتفاظ بالزّعامة المحلية والقارية للمرّة الثالثة على التوالي. وقد نوّه طارق أيضا بالمُؤهّلات الفردية لعدد من اللاعبين مثل الهوني والبدري و»كوامي» وبن غيث والفادع وكذلك المهاجم الايفواري «واتارا» الذي يتمتّع حسب رأيه بإمكانات فنية جيّدة ومُختلفة عن الخصال التي بحوزة الدولي ياسين الخنيسي. هذا وطالب صاحب الكرة الذهبية بالتفكير في البدائل على مستوى الجهة اليسرى ويعتبر طارق أن الجزائري إلياس الشتي ظهير مُمتاز لكنّه في حاجة إلى معوّض جيّد ليلعب مكانه عند الطوارىء (عقوبات، اصابات، إرهاق...). ولاشك في أن تحليل طارق ذياب يبقى من «الشّهادات المَرجعية» قياسا بخرابته ومعرفته الجيّدة بالترجي. هذا طبعا مع التحفّظ على بعض الأوصاف «التَضخيمية» والتي يجب على الشعباني تفاديها لحِماية فريقه من فخّ الغُرور.