بَعد رباعية بن قردان، انطلق الترجي في التحضير ل"كلاسيكو" الغد في صفاقس. وقد تقرّر إجراء هذه القمّة الكبيرة بداية من الثانية والنصف بعد الزّوال وستتكفّل قناة "الكأس 1" بتأمين النقل المُباشر للّقاء الذي يندرج في إطار الجولة السادسة من سباق البطولة. مباراة ال"كلاسيكو" سيقودها الحكم نعيم حسني الذي سيبذل قصارى جُهده للنّجاح في هذا الامتحان الكبير. ومن المعلوم أن هذا الحكم كان قد أدار "فينال" الكأس بين "السي .آس .آس" والنجم لتُكافئه الجامعة بالترسيم في القائمة الدولية. ولاشك في نعيم حسني على وعي تامّ بأن "كلاسيكو" الطيّب المهيري يشكّل فرصة مِثالية ليُثبت جَدارته بالشّارة الدولية كما أن نجاحه في العُبور بهذا اللّقاء الثقيل إلى برّ الأمان من شأنه أن يعزّز الثقة في الصّافرة المحلية. ضجّة حول الشعلالي تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صُورة غيلان الشعلالي وهو يُتابع لقاء الترجي وبن قردان من مدارج المنزه. وقد أثارت هذه الصّورة جدلا واسعا في صفوف الترجيين. وهُناك من يرحّب بمحترف "مالاتيا سبور" التركي على أساس أنه ابن الترجي هذا في الوقت الذي هاجم فيه البعض الآخر لاعب المنتخب بحكم أنه "تَمرّد" على نادي "باب سويقة" واختار الذهاب إلى تركيا بدل تجديد عقده. هذا وظهرت فئة ثالثة لتنفي الخبر وتؤكد أن هذه الصّورة قديمة. والحقيقة أن الشعلالي كان حاضرا فِعلا في المنزه وقد جلس جنبا إلى جنب مع رئيس الجمعية حمدي المدب وكان معهما المدافع السابق للفريق العربي جابر. ومن الواضح أن هيئة الترجي تعتبر أنها قامت بالواجب واقترحت على غيلان البقاء مُقابل مبلغ مالي مُحترم (المليار في الموسم) غير أنه فضّل الهجرة إلى تركيا ولا يُمكنها إلا أن تحترم قراراه خاصّة أنه لاعب مُحترف ومن حقّه أن يختار العَرض الذي يُناسبه. الجَدير بالذّكر أن الشعلالي كان متّزنا في كلّ التصريحات التي أدلى بها إثر مغادرته للحديقة "ب" بل أنه شدّد في أكثر من مناسبة على أن الترجي هو بَيته والفريق الذي يَدين له بالكثير. ومن الضروري أيضا أن نشير إلى أن الشعلالي كان قد تعرّض إلى اصابة مع المنتخب على هامش اللقاء الودي ضدّ الكامرون بتاريخ 12 أكتوبر وقد أمره الأطباء بالركون إلى الراحة لمدّة شهر كامل وهوما يفسّر تواجده في تونس. نجاعة هُجومية ضَرب هجوم الترجي بقوّة في لقاء بن قردان ونجح الفريق في الوصول إلى الشباك في أربع مُناسبات. وهذه الحصيلة الكبيرة من الأهداف يشهدها الترجي للمرّة الأولى على مستوى مُبارياته الرسمية المحلية والدولية (ضدّ تطاوين وحمّام الأنف والنّجمة اللبناني و"اليكت" التشادي). وقد أظهر الترجي نجاعة كبيرة في الهجوم وحقّق الامتياز في التهديف عبر العمليات المُركّزة والكرات الثابتة. وجاء الهدفان الأوّل والثاني بعد تبادل رائع للكرة في الوقت الذي تمّ فيه تسجيل الهدفين الثالث والرابع من ضربتي جزاء نفّذهما البدري الذي كان حاسما سواء مع منتخب المحليين أوفي تشكيلة الترجي. وقد كان البدري رجل المباراة التي شهدت تألق عدّة عناصر أخرى مِثل الشتي والفادع وبن رمضان. نقاط سلبية النجاح الهُجومي في لقاء بن قردان لم يُخف بعض السلبيات. وبالتوازي مع ضربة الجزاء المُثيرة التي أعلن عنها هيثم القصعي لفائدة بن قردان هدّد أبناء الخطوي مرمى الترجي في عدّة مُناسبات. وقد أنقذ بن شريفية واليعقوبي فريقهما من هدفين مُحقّقين. ولاشك في أن الشعباني على يقين بأن الدفاع لا يُطمئن ومن الضروري أن يعثر على الحلول الكفيلة بتحقيق الصّلابة اللاّزمة. وكان مدرب الترجي قد منح الفرصة في المباريات الفارطة للذوادي وبدران وشمّام واليعقوبي ما يعني أنه اختبر كلّ العناصر المُتاحة في الدفاع. ومن المؤكد أن الشعباني سيهتدي مستقبلا إلى الثنائي الأفضل لتأمين المنطقة الخلفية (من غير المُستبعد أن يمنح معين الأولوية لبدران وشمّام). نُقطة أخرى داكنة في لقاء بن قردان وهي كثرة الفرص المهدورة وحالة التراخي التي ميّزت أداء الفريق بعد التقدّم بثلاثية نظيفة. ومن الواضح أن اللاعبين فقدوا التركيز وانشغلوا بالتفكير في "كلاسيكو" صفاقس قبل نهاية لقاء بن قردان. ولاشك في أن المسؤولية مُلقاة على اللاعبين ومدربهم حتى لا تَتكرّر مِثل هذه الأخطاء التي استفاد منها الضيوف لتسجيل هدف وتسليط ضغط كبير على دفاع الترجي. الملف الصحي لم تتّضح الرؤية بخصوص جاهزية ياسين الخنيسي لخوض لقاء ال"كلاسيكو". وهُناك مساع لتأهيله حتى تكون الخيارات الهجومية أكبر. وفي صورة تعذّرت عليه المشاركة فإنّ الفريق سيجد ضالته في الايفواري "ابراهيما واتارا" تماما كما حصل في اللقاء الأخير ضدّ بن قردان. وفي المُقابل أصبح اللّيبي حمدو الهوني في أتمّ الجاهزية للظهور في التشكيلة الأساسية بعد أن كان قد اكتفى بالجلوس على بنك الإحتياط في لقاء بن قردان. مواعيد المباريات الافريقية ضَبطت ال"كَاف" مواعيد المُباريات الثلاث الأولى من دور المجموعات لرابطة أبطال افريقيا. ومن المُقرّر أن ينزل الترجي ضيفا على الرجاء يوم 30 نوفمبر (السّاعة 20). هذا قبل أن يستضيف شبيبة القبائل و"فيتا كلوب" الكونغولي يومي 6 و27 ديسمبر في الثامنة ليلا.