تصنف ولاية جندوبة ضمن المناطق التي تحتل المراتب الأولى من حيث عدد حاملي الاعاقة. وهوما انعكس على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والصحي لمئات العائلات ,في ظل غياب دور فعلي للدولة في الإحاطة بهم . جندوبة (الشروق) عين السنوسي طبرقة , التباينية عين دراهم والعيون بغار الدماء والبطاح والقوايدية من معتمدية فرنانة وعباسة وادي مليز...في هذه المناطق عاينت « الشروق « مآسي عدة عائلات. إذ يعاني افرادها من الإعاقة الجسدية او الذهنية لتتعاظم معاناتهم في ظل غياب دور الدولة أو تواضعه وتأخره في أفضل الأحوال لتبقى العائلات تعاني بمفردها . هذا الوضع قال عنه ش / س ( مقعد من عين دراهم ): ما نعيشه هو معاناة حقيقية لم تتعامل معها الدولة على الوجه الأكمل لنبقى مجرد رقم في الحالات الاجتماعية وحتى الإحاطة فلا تتعدى منحة بسيطة لا تفي بحاجيات الدواء والتنقل . وبنفس الألم أجابت ف / س ( حاملة اعاقة جسدية من غار الدماء) بأن دور الدولة يقتصر على المناسبات. وتغيب المرافقة المادية والصحية وحتى المنحة الخاصة بالمعوقين. فهي متواضعة جدا. وتحتاج الى المراجعة بما يكفل للمعوق العيش الكريم أضف إلى ذلك غياب تطبيق قانون الأولوية للمعوق في الشغل وتحصيل الخدمة الإدارية الذي بقي مجرد فكرة أو قانون مكانه بين الرفوف . 18 ألف حالة المدير الجهوي للشؤون الاجتماعية محمود غربال أكد أنه -الى غاية موفى ديسمبر 2018 - بلغ عدد الأشخاص حاملي بطاقة إعاقة بجهة جندوبة 17985 حالة. وهوما يمثل 4.48 % من عدد السكان. وأوضح أن تحديد الحالات يتم عن طريق الاحاطة والمتابعة والدراسات الاجتماعية والزيارات الميدانية. ويقع عرض الحالات على اللجنة الجهوية للأشخاص ذوي الاعاقة والتي تدرس الحالات حالة بحالة وتمكنهم من بطاقة اعاقة. هذا وللاشارة هناك حالات أخرى تحمل اعاقة ولم يتم تسجيلها لأنه لم يتم الاتصال بالشؤون الاجتماعية وتمكينها من التدخل والاحاطة . وتعود أسباب الاصابة بالإعاقة الى زواج الأقارب او الأشخاص حاملي الاعاقة وكذلك غياب الثقافة الصحية للمتزوجين في التعامل مع المولود ولامبالاة الأولياء تجاه تطور حالة الأطفال وتحولها من بسيطة الى اعاقة وكذلك نقص التثقيف الصحي للنساء الحوامل خاصة بالمناطق الريفية النائية . الإحاطة والتدخل حسب المدير الجهوي للشؤون الاجتماعية فإن الوضع يعتمد استراتيجية خاصة تمكن من الكشف عن الحالات والإحاطة بها من خلال الزيارات الميدانية وإعداد بحوث اجتماعية تمكن من تصنيف الحالات والتمكين من بطاقة اعاقة ,وبرنامج التدخل يكون عن طريق الاحاطة والادماج وتكون الاحاطة من خلال تمكين حاملي الاعاقات من الآلات الميسرة للادماج على غرار النظارات - السماعات - الكراسي المتحركة وغيرها. أما المساعدة فتكون من خلال تمكين حاملي الاعاقات من دفاتر علاج حسب نوعية الاعاقة. ويكون ذلك اما بدفتر علاج مجاني أوبتعريفة منخفضة . أما الادماج فيكون بالحياة المدرسية أوالتكوين المهني او العمل من خلال مراكز تربية مختصة تستقطب كل الاعاقات السمعية والبصرية والعضوية. ويوجد بالجهة 11 مركزا مختصا يؤمها أكثر من 500 شخص يتلقون الاحاطة الصحية والنفسية والتربية المختصة للتدريب على المهن اليدوية كصناعة الأعلام وصناعة الجلد والخيزران . أما اجتماعيا فيتم إدماج المعوقين في المؤسسات في اطار تشغيل 2 % من حاملي الاعاقة بالمؤسسات العامة والخاصة أو عن طريق توفير موارد رزق على غرار رؤوس أغنام أو تجارة أوخدمات أوصناعة. عين دراهم... ما خفي كان أعظم تفيد آخر الاحصائيات بأن عدد الأشخاص المعوقين بمعتمدية عين دراهم بلغ 1748 معاقا. وجل هؤلاء المعاقين في حاجة الى الاحاطة والعناية. حيث تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بتوفير بعض الآلات الميسرة للإدماج كالسماعات والنظارات ,ومنحة ثانية اذا ما تعدد عدد المعوقين بالعائلة الواحدة. وتتفاوت الاعداد من هؤلاء الفئة حسب الاماكن والمناطق الريفية والقرى الجبلية. حيث ناهز العدد تسعة معاقين بقرية فج الريح المتاخمة لمعتمدية عين دراهم وعشرة بقرية عين سعيدة الحدودية. واحتلت قرية صرى رابح الجبلية المرتبة الاولى في هذه التجمعات بخمس عشرة حالة . محمود غربال ختم بالتأكيد على أن الجهة تبقى تحتاج الى مركز إيواء لذوي الاعاقات نظرا الى ارتفاع العدد وارتفاع نسبة الفقر والخصاصة. كما تحتاج الجهة أيضا الى الزيادة والتوسعة لمراكز التربية المختصة لتشمل جميع الاعاقات ويكون بكل معتمدية أكثر من مركز . نقائص بالجملة وقد لعبت جمعية المعاقين عضويا دورا رياديا في تكوين وإدماج حاملي الاعاقات في المجتمع ضمن الفئة الناشطة الا أن طاقة استيعاب مركز التكوين تبقى ضعيفة ومحدودة. وتم كذلك إدراج المعوقين ضمن العمل البلدي وإشراكهم في الانتخابات البلدية . ومن جانبه أكد مولدي السلطاني أن تحسين وضعية المعوقين والإحاطة بهم هي مسؤولية وطنية. وقد آن الأوان للقطع مع سياسة تهميش هذه الفئة ... فالمعوق يمكن أن يكون مبدعا ومساهما في الحياة الاجتماعية والسياسية وحتى الرياضة. ولنا في جندوبة أكثر من مثال عن قدرة المعوق على أن يكون فاعلا مبدعا. وهنا لابد من إدماج المعوقين وتشريكهم في الحياة اليومية من مبدإ الإيمان بقدراتهم . عبد الكريم السلطاني