بعد أن أطاح بالنّجمة اللّبناني واجه الترجي يوم أمس أولمبيك آسفي في نطاق ذهاب الدّور ثمن النهائي للكأس العربية التي أطلق على نسختها الحالية اسم ملك المغرب محمّد السّادس. اللقاء دار في ضيافة مدينة آسفي وانتهى بتعادل ثمين للترجي. ويُمكن القول إن مُمثل تونس اقترب من الدور المُقبل للكأس العربية في انتظار الحسم النهائي أثناء لقاء الإياب يوم 23 نوفمبر على أرضية رادس. أجواء مُمتازة أضفت جماهير آسفي رونقا خاصّا على اللقاء بفضل حضورها المكثّف و»الدّخلة» الكبيرة التي جهّزتها بمُناسبة المواجهة الثقيلة أمام بطل تونس وافريقيا. والحقيقة أن هذه الأجواء ليست بالغريبة عن أولمبيك آسفي ومجموعة الأحباء المعروفة في الأوساط المغربية وهي «أولترا شارك». واللافت للإنتباه أن أحباء الترجي كانوا بدورهم في الموعد مُؤكدين أنهم لن يتأخّروا في مُساندة جمعيتهم في كلّ الأماكن ومهما كانت العوائق التي تعترضهم لو أن آسفي أكرمت وفادة البعثة التونسية نافية كلّ ما قِيل حول المشاكل التي قد يُواجهها الترجي بفعل صِراعه مع الوداد. تغييرات طفيفة لم تُسجّل تشكيلة الشعباني تغييرات كبيرة بالمُقارنة مع لقاء صفاقس. فقد أقحم مدرب الترجي حسين الربيع في الجهة اليسرى وهو خيار فرضه غياب إلياس الشتي بداعي الإصابة. كما تمّ تعويض رائد الفادع بحمدو الهوني قصد استثمار مهارته لإحداث الفارق في المنطقة الأمامية تماما كما فعل النجم الليبي للترجي في الشوط الثاني من «كلاسيكو» صفاقس. حذر مُفرط تميّزت الدقائق الأولى من اللقاء بالحذر المُفرط من الجانبين ولم نُسجّل فرصا تستحقّ الاهتمام. وقد كانت جلّ المُحاولات مُحتشمة. وانتظرنا قرابة 26 دقيقة لنشهد أوّل فرصة جِديّة لأولمبيك آسفي عبر تسديدة قوية للإيفواري «كوفي بوا» وقد تصدّى بن شريفية لهذه التصويبة ببراعة كبيرة. هذا قبل أن يردّ الترجي الفعل عبر تصويبة قويّة من الجزائري عبد الرؤوف بن غيث. وقد كان حارس آسفي بدوره جَاهزا لإلتقاط الكرة والإبقاء على التعادل الأبيض. الهوني يصنع الفارق في الدقيقة 32 نجح اللّيبي حمدو الهوني في احداث الفارق وخطف هدف التقدّم لفائدة الترجي. وكان أبناء الشعباني قد ضغطوا على دفاع آسفي وأجبروه على الوقوع في الخطأ حيث سدّد الغاني «كوامي» كرة قوية نحو مرمى الأشقاء ليُعيدها الدفاع نحو الهوني الذي استفاد من تمركزه الجيّد وسدّد الكرة بإتجاه الشباك مُعلنا عن الهدف الأوّل بمساعدة من لاعبي الفريق المُنافس. نقص عددي بالكاد احتفل الترجي بهدفه ليقع إقصاء المدافع محمّد علي اليعقوبي بعد أن تحصل على بطاقتين صفراوين. وقد حكم اللاعب على ناديه بإكمال اللقاء بنقص عددي وهوما يضاعف الأعباء على زملائه وبصفة خاصّة العناصر المتواجدة في المنطقة الخلفية. وقد وجد الشعباني نفسه أمام حتمية تشريك المدافع الجزائري عبد القادر بدران مُقابل سحب لاعب الوسط محمّد علي بن رمضان. إقصاء اليعقوبي لم يُؤثّر في تركيز الترجيين الذين دافعوا عن شباكهم بشراسة كبيرة وهذا ما جسّده التصدي الرائع الذي قام به معز بن شريفية أثناء المُخالفة المباشرة التي نفذها محمد المرابط. ولم يكتف الترجي بتأمين الدفاع بل أنه كان قاب قوسين أوأدنى من مُضاعفة النتيجة والقضاء على آمال آسفي بصفة مُبكّرة. وكان الترجي أمام فرصة لا تُعوّض لتسجيل هدفه الثاني لو لم تفتقر رأسية البدري إلى الدقة اللاّزمة. ضغط كبير خلال الشوط الثاني كان الترجي أمام حتمية الاستبسال للمحافظة على تقدّمه خاصة في ظلّ النقص العددي والضغط الرهيب الذي فرضه الجمهور المحلي الذي أشعل عددا كبيرا من الشماريخ تحفيزا للاعبين على العَودة في النتيجة. وقد نجح المنافس فعلا في خطف هدف التعادل في الدقيقة 85 عبر تصويبة قوية من محمّد المرابط. ورقة اللّقاء تشكيلة الترجي: معز بن شريفية – خليل شمام – محمد علي اليعقوبي – سامح الدربالي – حسين الربيع – محمد علي بن رمضان (عبد القادر بدران) – كوامي بونسو – عبد الرؤوف بن غيث – حمدو الهوني (فادي بن شوق) – أنيس البدري – ابراهيما واتارا (ياسين الخنيسي) المدرب: معين الشعباني تشكيلة آسفي: أحمد مروان – مراد ناجي – محمد واتارا – كلاوديو ناسيمنتو – مهدي عطوشي – أنس الورداني – وليد الصبار – زكريا الهلالي – محمد المرابط – حمزة خابا (رضا الزهرواي) – كوفي بوا (عبد الغني معاوي) المدرب: محمّد الكيسر التحكيم: العراقي علي صباح