بَقيت بطولتنا وفية لعَاداتها وشهدت مَوجة من الإقالات والإستقالات في صفوف المدربين. وقد تخلّت تسع جمعيات عن إطاراتها الفنية بعد مُرور 8 جولات فحسب. هذه الظاهرة السلبية تُقابلها بُقعة ضوء تَتمثّل في التألق اللاّفت لعدد من الفنيين كما هو شأن لسعد الشابي ومُعين الشعباني ولسعد الدريدي وجلال القادري. ومن المُلاحظ أن الأسماء التي نَالت الاستحسان وكسبت الرّهان تحمل الجِنسية التونسية وتُوجد خارج لائحة «الوُجوه القَديمة» مِثل البنزرتي والزواوي والورتاني ومحجوب والتليلي. وهذا الأمر يُشكّل مكسبا مُهمّا لكرتنا التي أكدت أن مدرسة الشتالي وحيزم وبن عثمان «ولاّدة» ومازالت قادرة على انجاب مدربين أكفاء ولن نقول «عَباقرة» لأن هذه الصّفة مازالت بَعيدة مثلها مِثل «الاحتراف الحَقيقي». ضدّ الاستقرار أظهرت العَديد من الجمعيات التونسية أنّها تعشق التَغيير ولا تُريد الإستقرار. وقد بَادرت 9 أندية بالإنفصال عن مُدربيها. ولئن عاقبت بعض الأندية مُدربيها على سوء النتائج وضعف الأداء فإن هلال الشابة استبق الأحداث وسارع بطرد الفرنسي «فيكتور زفونكا» ليلة انطلاق البطولة لإعتقاد هيئة المكشّر بأنها تَورّطت في صفقة مغشوشة وكان من الضّروري التخلّص منها حِماية لمصلحة الفريق. هذا ويبقى عدد المُدربين المطرودين قابلا للإرتفاع خاصّة أن عدة أسماء لم تُحقّق المطلوب وقد تقع اقالتها بين الحين والآخر مثل شاكر مفتاح في سليمان وحاتم الميساوي في حمّام الأنف وخالد بن يحيى في تطاوين وربّما أيضا رفيق المحمدي في النجم. أخطاء في «الكَاستينغ» سَيل الإقالات والاستقالات في صُفوف المدربين يعود إلى جُملة من العوامل. ولا يتردّد عدّة رؤساء في التَضحية بالمُدربين حِماية لأنفسهم من ضَغط الشارع وانتقادات «الفايسبوكيين». ومن الواضح أيضا أنّ هذه الظاهرة السلبية مردّها الأخطاء الحاصلة أثناء عمليات «الكَاستينغ». وهُناك الكثير من الحالات التي تُقيم الحجّة على أن مسؤولي الجمعيات لا يَجيدون اختيار المدرب المُناسب ويُمكن أن نستشهد في هذا السياق بصفقة «السي .آس .آس» مع «المُونتينيغري «نيبوشا» الذي جاء وسط هالة إعلامية كبيرة قبل أن يغادر صفاقس في لمح البصر. ومن المؤكد أن هذه العيّنة الحية تجعلنا نطرح سُؤالا حارقا بشأن نوعية المُستشارين المُحيطين برؤساء أنديتنا. ولا نعرف إن كانت الهيئات المديرة تَعتمد على أهل الذكر من فنيين و»كوارجية» أم أنها تُبرم صَفقاتها بالتَشاور والتَحاور مع الدخلاء والوكلاء. ورغم أن التَعسّف على المدربين واضح وثابت فإن بعض الفنيين يستحقون الإقصاء بفعل ضعف أدائهم وعدم قُدرتهم على تطوير مُؤهلاتهم. ولا يخفى على أحد أن ثلّة من المدربين هم في الحقيقة «صِناعة إعلامية» ويَشتغلون بفضل الولاءات والعَلاقات. هؤلاء شكّلوا الاستثناء في الوقت الذي خسر فيه الكثير من المدربين مَناصبهم نجحت عدة إطارات أخرى في خطف الأَضواء كما هو شأن لسعد الشابي الذي شكّل مُفاجأة سَارة في بطولة الموسم الحالي. ولا أحد كان يتوقّع أن هذا المدرب المُهاجر بين البلدان سَيسقرّ في المنستير ويقود الاتحاد إلى تحقيق بداية ولا في الأحلام. ومن جانبه أكد معين الشعباني أن «التلميذ» أصبح «باشا» بعد أن فاز مع الترجي بأربعة ألقاب. هذا قبل أن يحقّق بداية واعدة في الموسم الحالي رغم رحيل العديد من «النجوم» المُؤثّرة مثل «كوم» والشعلالي وبقير وبن محمّد. وقد عانق لسعد الدريدي أيضا الإمتياز بعد أن حجز للنادي الإفريقي مقعدا ضِمن كوكبة الطّليعة. ولن نُبالغ في شيء إذا قلنا إن حَصيلة الدريدي في «باب الجديد» أشبه ب»المُعجزة» خاصّة في ظل الأزمة المالية التي تعيشها الجمعية التي خسرت ست نقاط دون أن تستسلم للإحباط. ويُمكن القول إن الدريدي يستحق عن جدارة لقب «المُتحدي» لأنه يقبل بالعمل مهما كانت الظروف قاسية وحصل هذا الأمر أثناء تجاربه مع الافريقي والمنستير والملعب التونسي. والحديث عن فريق باردو يجرّنا إلى التنويه بالمسيرة الوردية لمدربه جلال القادري الذي أعاد ل «البقلاوة» حَلاوتها وغيّر ملامحها رغم أنه تسلّم القطار وهو يسير. وبالتوازي مع الشابي والشعباني والدريدي والقادري يُمكن أن نُضيف أسماء أخرى لقائمة المُدرّبين الذين حصدوا نتائج جيّدة دون النجاة من شبح الإبعاد كما هو شأن شكري الخطوي مع بن قردان. ولا يفوتنا أيضا الحديث عن فتحي جبال الذي لبّى نداء الواجب وجاء من جديد إلى صفاقس وتبدو حظوظ جبال وافرة لتحقيق النجاح خاصّة أن الفريق يتقاسم حاليا الصدارة مع المنستير ولديه القدرة على التطوّر. قائمة المدربين المُبعدين ومُعوضيهم النجم السّاحلي: فوزي البنزرتي ثمّ رفيق المحمدي النادي البنزرتي: ناصيف البيّاوي ثمّ محمد عزيّز الملعب التونسي: منتصر الوحيشي ثمّ جلال القادري اتحاد بن قردان: شكري الخطوي ثمّ طارق ثابت شبيبة القيروان: مراد العقبي ثم فتحي بن غانم (مُؤقّت) نجم المتلوي: محمود المصمودي ثمّ ماهر القيزاني النادي الصفاقسي: «نيبوشا يوفوفيتش» ثم فتحي جبال اتحاد تطاوين: وليد الشتاوي ثم خالد بن يحيى هلال الشابة: «فكيتور زفونكا» ثمّ «برتران مَارشان» نتائج بعض المدربين المُتألقين في البطولة لسعد الشابي (الإتحاد المنستيري): 5 انتصارات و3 تعادلات و0 هزيمة معين الشعباني (الترجي): 5 انتصارات وتعادل و0 هزيمة (منقوص من مُقابلتين) جلال القادري (الملعب التونسي): 4 انتصارات وتعادل و0 هزيمة (التحق بالفريق في الجولة الرابعة) لسعد الدريدي (النادي الإفريقي): 7 انتصارات وهزيمة و0 تعادلات (خصم 6 نقاط من رصيد الفريق بقرار من ال»فيفا»)