لا يخفى على أحد أن الفريق الأول بعاصمة الجنوب شهد خلال الفترة القليلة الماضية رجّة قوية حيث التهبت العلاقات بين الهيئة وفئة من الجماهير لتهدد مسيرة النادي وتجعل عشاق الأبيض والأسود يخشون على استقرار الفريق سواء على مستوى التسيير أو داخل اللاعبين الذين تراجع مردودهم بسبب عجز الممرن السابق المنتينغري نيبوتشا عن السيطرة على المجموعة والتركيز على التحضير البدني والذهني. هذا الوضع الصعب والمعقد لم يمنع فتحي جبال من العمل والنجاح بعد ان عرف كيف يخلق أجواء مريحة تمهد لكسب اللقاءات علي ملعب الطيب المهيري وخارج القواعد ومن ثمة أقنع الهيئة المديرة وكل الجماهير والمتابعين لمسيرة ال«سي. آس. آس» أن بإمكانه قيادة المجموعة واحكام تأطيرها واذكاء التنافس بين العناصر الذين يختارهم لتطعيم الفريق وبالتالي حث كل اللاعبين على مضاعفة مجهوداتهم دفاعا على حظوظهم ومواقعهم في التشكيلة الأساسية. عودة الهدوء عموما وبعد سلسلة من الانتصارات هدأت العاصفة وبدأت كل الأطراف تسعى الى لمّ الشمل وتعزيز المعنويات والاستعداد للمرحلة القادمة رغم الصعوبات المالية والتجاهل المريب لجل المدعمين التقليديين. وفي الاثناء فان محاولات جمع الأموال من خلال مبادرة سعت لاستنساخ ما حصل في النادي الافريقي لم تجد آذانا صاغية وحماسا ما جعل المنصف خماخم يواصل محاولاته منفردا للبحث عن حلول لخلاص ولو جزء من مستحقات اللاعبين قبل وصول أكثر من مليوني دينار من احدى شركات الاتصالات. خماخم ورغم كل المعوقات والمشاكل لم يرم المنديل ولم يتهاون في تصريف شؤون النادي حتى لو استدعى الامر بيع جزء من أملاكه لحلحلة المشاكل المالية وهو الذي دفع أكثر من 17 مليون دينار من ماله الخاص ليواجه بنكران مجموعة محسوبة على الجماهير وبعدم اكتراث من رجال الأعمال أصيلي الجهة بصفاقس والعاصمة تعود الكثير منهم على تقديم ما باستطاعتهم من أموال لدفع عجلة ال«سي. آس. آس» الى الأمام مهما كان اسم من يترأس النادي. وضع خطير وحول الأوضاع الحالية والاستراتيجية الجديدة التي يجب توخيها لإعادة قطار النادي الصفاقسي الى السكة الصحيحة كان لنا حديث مع عدد من الوجوه المؤثرة والمخلصة للنادي ومنهم رؤساء سابقون وقد أجمع جلهم على أن البلاد تعيش ثورة حقيقية في كل المجالات وأن المؤشرات التي برزت من الخلاف بين جمعية «أنا يقظ» ورئيس جامعة كرة القدم وديع الجريء تنذر بأن الكرة التونسية مهدّدة بالانهيار وبأن ملفات خطيرة وحساسة قد تبرز للعيان وقد انعكس ذلك على الاندية وتجلى في شكل صعوبات مالية وهروب من التسيير وعزوف من المدعمين. مرحلة حساسة رئيس النادي الصفاقسي المنصف خماخم كانت له الشجاعة التامة لتوضيح عديد الأمور بقوله إن البلاد دخلت مرحلة انتقالية حسّاسة وأن الرياضة التونسية في كل الاختصاصات وخاصة كرة القدم اضحت مهددة بالدخول في مأزق حقيقي يتمثل في عدم وجود مسؤولين متحمسين لتحمل الالتزامات المالية والادارية الثقيلة والتعامل مع فئة من الجماهير لا تصبر على النتائج وتسلط على المسؤولين ضغوطات تصل احيانا الى حد الاهانة وحتى الثلب والتهديد . خماخم أوضح أن المسؤول يضطر في الأخير الى رمي المنديل والابتعاد دون ان يقدر الأحباء تضحياته وما ما يواجهه لاحقا من مشاكل مالية وحتى صحية وهذا أمر مؤسف جدا. مسؤولية سلطة الاشراف في ضوء ما تقدم فان السؤال المطروح كما يقول خماخم هو : أين سلطة الاشراف ؟ هذا السؤال مهم جدا وهنا مربط الفرس فالدولة مدعوة الى تحمل مسؤولياتها والقيام بدورها في دعم الرياضة التونسية وكرة القجدم بوجه خاص...رئيس النادي الصفاقسي أضاف « لقد حان الوقت لتشريك كل القوى الحية في ايجاد الحلول ونناشد كل الغيورين على مستقبل كرة القدم التونسية أن يبحثوا عن استراتيجية للعمل ويرسموا خارطة طريق تنقذ كرتنا وليس النادي الصفاقسي فقط وهنا أعتقد أن للجمهور الحقيقي لا بد أن يشارك بأفكاره ومبادراته.