أنهى بعد ظهرأمس مجلس شورى حركة النهضة دورته 33 والتي بقيت مفتوحة منذ نهاية الاسبوع الماضي وتم في ختامها عقد نقطة إعلامية اعلن خلالها رئيس مجلس الشورى عن جزء من مخرجاتها وسكت عن الجزء الآخر. تونس (الشروق) الهاروني قال إنه تم استكمال مجلس شورى الحركة في دورته ال33 عبر اختيار الشخصية المناسبة التي ستشكل الحكومة القادمة بعد التشاور والتفاعل ودراسة عديد الاقتراحات في هذا الشأن سواء مع الأحزاب او المنظمات او الشخصيات الوطنية او داخل مؤسسات الحزب.وأضاف الهاروني أن رئيس الحركة راشد الغنوشي سيتولى ابلاغ الشخصية التي تم الاتفاق عليها واختيارها الى رئيس الجمهورية اليوم. وأكّد أن هذه الشخصية تتميز بالكفاءة والنظافة والنزاهة ولها الخبرة في الادارة والعمل في مختلف دواليب الدولة والتعامل مع خيارات النهضة وهي قادرة على التفاعل مع المنظمات الاجتماعية باعتبار ان النهضة تبحث عن الاستقرار. وقد تم تحديد أولويات البرنامج الذي سيتم على أساسه التعاقد مع هذه الشخصية وعلى رأسها محاربة الفساد والفقر والتصدي لارتفاع الأسعار والانطلاق في إجراءات عاجلة للتنمية الجهوية وإصلاح القطاعات الأساسية. بروتوكول رئيس مجلس الشورى اختار لاعتبارت بروتوكولية عدم الإفصاح عن اسم الشخصية او الشخصيات التي تم تداول اسمائها خلال الاجتماع اذ رأت حركة النهضة انه من اللائق ان يتم الاعلان عنه رسميا بعد مقابلة رئيس الدولة وبعد ان يتم التكليف الرسمي ومن ثمة الانطلاق في الإجراءات التفاوضية مع بقية الأطراف الفاعلة أحزابا كانت او منظمات. ورغم احتجاج الإعلاميين على دعوتهم لحضور نقطة إعلامية لا يتم فيها تقديم معطيات ضافية فان رئيس مجلس الشورى تحصن بتكرار نفس الخطاب ولم يقدم حتى بعض الملامح الأولية عن الشخصية المقصودة مما غذى التسريبات واحدث لخبطة لدى كثير من وسائل الاعلام ودفع عددا منها للقيام بتحقيقاتها الاستقصائية وتعددت الروايات من النقيض الى النقيض. ثلاثة أسماء ما اخفاه رئيس مجلس الشورى حول ما دار في جلسة أمس انه تم التصويت على قائمة ضمت مجموعة من الأسماء من الشخصيات الوطنية التي اقترحها المكتب التنفيذي وطلب من الحاضرين التصويت على اسم شخصية واحدة لافراز قائمة تحترم الترتيب التفاضلي للنتائج وعلى ضوء النتيجة النهائية يمكن لرئيس الحركة والمعنيين بالتفاوض طرح الاسماء على الشركاء السياسيين للتوافق حول الاسم الذي يضمن أوسع حزام سياسي ويحقق الاستقرار السياسي ويسهر على انجاز البرنامج الذي تضعه الاطراف الائتلافية. وقد ضمت القائمة الحبيب الجملي كتاب الدولة للفلاحة في حكومة الترويكا ، ومنجي مرزوق وزير الطاقة في حكومة الحبيب الصيد ، وعبد المجيد الزار رئيس الاتحاد الفلاحي ، وجمال قمرة وزير السياحة الأسبق والحبيب الكشو المستشار لدى رئاسة الحكومة الأسبق ، ورضا بن مصباح وزير التجارة في آخر حكومة ما قبل الثورة والسفير الحالي لتونس ببلجيكا ، ومصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي ، وبثينة بن يغلان المديرة العامة لصندوق الودائع والأمانات. غير ان الأسماء الثلاث الأولى كانت بعيدة في نسبة الأصوات المتحصل عليها على البقية وتصدرت القائمة وهو ما يعطيها اسبقية على غيرها. وقد انطلقت أمس الخطوات الأولى للمشاورات حول الأسماء مع عدد من المعنيين بالمشاركة في الحكومة لتحديد الشخصية التي سيتم تقديمها اليوم الى رئيس الجمهورية. خطوات هامة قطعتها حركة النهضة في طريق التوافق حول شخصية رئيس الحكومة بعد ان استبعدت أسماء قياداتها وتنازلت لمختلف الأطراف التي اختارت التشاور معها وطرحت شخصيات وطنية تمتلك الكفاءة والخبرة واستقلالية القرار ، وحسمت بذلك التجاذبات بالانتصار للبرامج والاهتمام بالتحديات التي ينتظرها التونسيون بعيدا على الحسابات الحزبية الضيقة. رضا بن مصباح من الأسماء المرشحة بعيدا عن نتائج التصويت داخل مجلس شورى حركة النهضة رجحت تسريبات أن اسم رضا بن مصباح مطروح بإلحاح لرئاسة الحكومة و تشكيلها، هذه التسريبات لم تستبعد أن يكون بن مصباح الشخصية التي ستكشف عنها حركة النهضة اليوم وذلك قياسا بالسيرة المهنية للرجل والتي تؤهله ان يكون محل اتفاق بين التشكيلات السياسية والمنظمات الوطنية. وتجدر الاشارة الى أن رضا بن مصباح متحصل على شهادة في الهندسة المدنية من المدرسة الوطنية العليا للمناجم في باريس وتقلد منصب وزير للتجارة والصناعات التقليدية سابقا وكاتب دولة لدى وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة مكلف بالطاقة المتجددة والصناعات الغذائية في حكومة محمد الغنوشي ، ثم كاتب دولة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي مكلف بالبحث العلمي والتكنولوجيا في نفس الحكومة حيث غادر الحكومة ليصبح رئيسا مديرا عاما لشركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي التونسي..وهو السفير الحالي لتونس في بروكسال.