تونس – الشروق: انطلق أول أمس ويتواصل على امتداد ثلاثة أيام, «الملتقى المغاربي الرابع للتطعيم والوقاية من أمراض المكورات الرئوية والمكورات السحائية» الذي تنظمه «مخابر فايزر». بمشاركة 300 طبيب من تونس والمغرب والجزائر وليبيا من المختصين في طب الأطفال والطب العام وأمراض الرئة وأمراض القلب و علم الأحياء الدقيقة وغيرها. ويهدف هذا الملتقى حسب ما أكدته الدكتورة روضة بوصفارة عميدة كلية الطب بالمنستير إلى التحسيس بأهمية دور اللقاحات أو التطعيم في المساعدة على منع العديد من الأمراض المعدية، من ذلك ما يعرف بالعربية بالمكورات الرئوية والسحائية. ويشهد الملتقى الذي ينعقد ليومين حضورا لشخصيات ومختصين دوليين في المجال الطبي ومن شمال إفريقيا لتبادل الخبرات وتوضيح أهمية «التطعيم في حياة الأشخاص والتي تعتبر آلية علاج حاسمة لتخفيف أعباء الإصابة بالأمراض وما تكلفه على الأسر والمجتمعات والحكومات ودورها في إنقاذ الأرواح ،ويهدف إلى تعميم فوائد التطعيم للمساعدة على الحماية من الأمراض التي تهدد الحياة». وبينت الدكتورة بوصفارة أن الملتقى سيكون مناسبة للاعلان عن التطعيم الجديد (PCV10) والذي سيخصص للاطفال من عمر شهرين إلى سنتين وبالنسبة لبقية الاطفال دون الخمس سنوات يمكن ان يتلقوا هذا التطعيم ولكن ليس بصفة مجانية بل هذا التطعيم متوفر في الصيدليات الخاصة. وهذا التطعيم هو ضد الأمراض الجرثومية التي تصيب الجهاز التنفسي والرئة وسحايا الدماغ والأذنين ويمكن أن تتسبب في موت الأطفال أو في اعاقتهم. وسيناقش الخبراء خلال الملتقى الدولي ضمن ورشات متعددة فعالية التطعيم في مقاومة المكورات الرئوية والمكورات السحائية وكيفية تجنبها في كافة المجتمعات وبالنسبة لمختلف الأعمار. ويذكر أن منظمة الصحة العالمية (WHO تروج لاستخدام هذه اللقاحات التي تساعد على حماية الأشخاص حيث تعتبر منظمة الصحة العالمية اللقاحات واحدة من أكثر التدخلات فعالية في مجال الصحة العامة. وقد أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها نشر بمناسبة اليوم العالمي للإلتهاب الرئوي يوم 12 نوفمبر الجاري على أهمية التوعية بهذا المشكل الحقيقي الذي يهدد صحة الأفراد حيث لا يزال الإلتهاب الرئوي مسؤولاً عن وفاة الملايين سنويا في جميع أنحاء العالم. ويعتبر عدد ضحايا آفة الإلتهاب الرئوي الأكثر ارتفاعا مقارنة بعدد وفيات مرضى السيدا والملاريا والحصبة مجتمعة حيث أن 1.8 مليون طفل عالميا دون سن الخامسة يموتون بالإلتهاب الرئوي كل عام أي بمعدل طفل كل 20 ثانية. تهديد مرض المكورات الرئوية وبينت الدكتورة روضة بوصفارة أن مرض المكورات الرئوية يؤدي في بعض الحالات المصابة إلى انخفاض قدرة جهاز المناعة على مكافحة الأمراض المرتبطة بالسن مما يجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. ويعتبر هذا المرض شائعا في صفوف البالغين وتبين آخر الإحصائيات العالمية أن معدل وفيات الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية في أوروبا يتراوح بين 6.4٪ إلى أكثر من 40٪ ، حسب الحالة (المرضى الخارجيين ، المرضى الداخليين ومرضى وحدة العناية المركزة). تهديد مرض المكورات السحائية ويرتبط ظهور مرض المكورات السحائية في جميع أنحاء العالم بالتغيرات الموسمية ، ويعتبر انتقال هذه البكتيريا سهلا خاصة في أماكن التجمعات السكانية المختلطة و خاصة في الأحياء الشعبية, والأسواق المحلية و التقليدية. وهناك أصناف أخرى من السكان المعرضين للخطر ، مثل المرضى الذين يعانون من نقص المناعة أو الذين لهم اتصال وثيق مع احد المصابين بمرض المكورات السحائية ، وغالبًا ما تؤثر التهابات المكورات الرئوية على الأشخاص الضعفاء (الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ، والأطفال الصغار ، وكبار السن ، إلخ). ولكن يمكن الوقاية من هذا الوباء عن طريق التطعيم. وقد قدر عدد الوفيات بالتهاب السحايا عام 2015 بنحو 300000 حالة وفاة و يمكن أن يتسبب الالتهاب السحائي في مضاعفات خطيرة على صحة المريض من ذلك مثلا فقدان السمع أو ضعف البصر أو تلف في أنسجة الدماغ أو فقدان أحد الأعضاء مما يؤثر على الحالة النفسية والوضعية الاجتماعية والعالية والمالية للمريض وتعتبر أوبئة الالتهاب السحائي تحديا خطيرا للنظم الصحية والاقتصاد والمجتمع إلا أن الحل بالنسبة لالتهاب السحايا هو الوقاية منه بلقاح ، لكن التقدم المحرز للتغلب عليه أبطأ بكثير من التقدم المحرز ضد الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.