تونس «الشروق»: مدرسة «البطاح» كانت تدرس بها التلميذة مهى القضقاضي التي جرفتها مياه السيلان بينما هي عائدة الى منزلها لتخلف حزنا واسى لدى جميع التونسيين من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب. ماتت التلميذة التي تتمتع بالجمال والنبوغ الدراسي والتي كان حلمها ان تصبح معلمة ربما بتلك المدرسة البائسة التي تأسست في 17 جانفي 1986 والتي اقدم فيها المعلم الشاعر صلاح الدين ساسي ملحق من وزارة الثقافة على الانتحار شنقا داخل اسوار المدرسة خلال السنة الدراسية 1988-1989 نتيجة الاوضاع السيئة والمتردية وغياب ابسط ضروريات الحياة داخلها ومماطلة وزارة التربية في صرف راتبه وهو القادم من العاصمة وتحديدا باب سويقة هذه المدرسة يؤمها يوميا 365 تلميذا وعدد الفصول 14 ويتلقون الدروس من اطار تربوي متكون من 17 معلما منهم 7نواب . إشاعة زيارة الرئيس يتحمل المسؤولون قسطا من المسؤولية في وفاة مهى وعلى رأسهم الوالي الذي يجب ان يستعين مستقبلا بخبير في الرصد الجوي لقراءة خريطة الرصد الجوي ويليه مدير المدرسة الذي كان عليه عدم ترك التلاميذ الصغار يعودون الى منازلهم بمفردهم في ظل نزول امطار قياسية وهذا يدفعني الى تنبيه الاولياء الى ضرورة منع ابنائهم من الذهاب الى المدرسة عند نزول الامطار بغزازة ومتابعة الرصد الجوي وتحذيراته للحفاظ على حياة فلذات اكبادهم فخسارة يوم او اكثر من الدراسة لايعادل خسارة حياة. ومازاد استياء الاهالي اشاعة زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيد لمنطقة اولاد مفدة بفرنانة يوم السبت الماضي حيث توجد المدرسة والاطلاع على ظروف العيش بهذه المناطق ومواساة عائلة مهى ، لكن يبدو ان رئيسنا لم يعبأ بلوم الكثيرين على شبكة التواصل الاجتماعي من كل الجهات حول عدم ايلائه اي اهتمام لهذه الحادثة الاليمة واعتبارها حادثة عابرة رغم ان جميع التونسيين بمختلف انتماءاتهم وشرائحهم تألموا وتبادلوا صور مهى بكثافة وكانت تعليقاتهم تعبر عن وجع حقيقي لمابلغته ارياف فرنانة من بؤس وفقر، رئيس الجمهورية قيس سعيد على خطى جميع الرؤساء الذين سبقوه شعاره مكافحة الفقر وعلى ارض الواقع غائبون. وعموما تحتاج مدرسة البطاح بفرنانة الى التدخل العاجل بالصيانة وتحسين محيطها ويجب ان يضعها مركز الصيانة والتعهد بالمؤسسات التربوية صلب وزارة التربية ضمن اولوياته كما يجب الاحاطة النفسية بأصدقاء مهى الذين كانوا شهود عيان على عدم قدرتها على تحمل سرعة تدفق مياه السيلان وسقوطها في مجرى الوادي وجرفها امام اعينهم بينما هم عاجزون عن انقاذها.