هي كارثة بيئية بأتم معنى الكلمة... مياه البحر بسواحل صفاقسوقرقنة تتلون.. روائح كريهة... ونفوق السمك بمنطقة دوار اللواتة باللوزة والقرنيط والرخويات بقرقنة.. «الشروق» تابعت الموضوع وسط حيرة البحارة وتشكيكهم في الأسباب.. «الشروق» مكتب صفاقس يعيش بحارة اللوزة اللواتة في دوامة من الخوف مطلقين صيحة فزع جراء التلوث البحري ونفوق الأسماك وانبعاث الروائح الكريهة إلى جانب ظهور بقع حمراء تقطع مورد رزقهم حسب تعبيرهم مطالبين سلطة الإشراف بالتدخل الفوري والناجع لحلحلة أزمتهم حماية للقمة عيشهم وقال مصرة ( بحار) بأن أزمة البحر انطلقت منذ حوالي 3 سنوات واستفحلت منذ أيام معتبرا إياها ضربة موجعة للبحارة نظرا لتأثيراتها السلبية على مستقبلهم المهني مبرزا بان البحارة يعانون الأتعاب الجسام حيث لم يقدروا على تسديد فواتير الماء والكهرباء ويعيشون في حالة خصاصة بسبب تدهور مداخيلهم اليومية الناجمة عن انعدام إنتاجهم وإنتاجيتهم مطالبا سلطة الإشراف بالتحرك الايجابي لمعالجة الأزمة الخانقة. أزمة عميقة وشدّد زميله أشرف على ضرورة التسريع بتشخيص الكارثة وإيجاد الحلول العملية لمقاومتها باعتبارها تتسع يوما بعد يوم حيث امتدت إلى حوالي 35 ميلا شرقا و40 ميلا غربا حماية لمورد رزقهم. وقال البحار فرحات ان البحارة يعيشون صعوبات عديدة ومتنوعة متمثلة في الوضع الإداري بالميناء ووجود سوق جملة موازية للأسماك الى جانب الصيد العشوائي معتبرا ان الميناء يسبح في فوضى عارمة تعيق النهوض بالقطاع مؤكدا بان ما بناه في 35 سنة تهدم في 10 سنوات بسبب تلك المؤشرات السلبية مضيفا بان الكارثة الطبيعية التي حلت بالبحر زادت الطين بلة وأن حمرة مياه البحر أتت على الأسماك إلى جانب الانعكاسات السلبية ل: (شرافي الشابة) المصنوعة من غزل الكيس والتي تعيق تنقل الأسماك مساهمة في موت كمية كبيرة منها في ظل غياب منفذ لتنقلها مبرزا بان مستقبلا قاتما يهدد مستقبل البحارة مطالبا باتخاذ الإجراءات العملية لحلحلة الأوضاع. وتساءل البحار وحيد عن أسباب تغير مياه لون البحر والروائح الكريهة المنبعثة ونفوق الأسماك وغياب المسؤولين عن الساحة لمتابعة الوضع مبرزا بان هذه الحالة سبق أن عاشتها سواحل اللوزة سنة 1994 بدون تأثيرات تذكر اذ سرعان ما اختفت لكنها في هذه المرة طالت وامتدت على طول 25 ميلا من الجهة الشمالية لسواحل صفاقس وضربت بقوة الثروة السمكية فعصف بأحلام البحارة مجبرة السفن على الدخول في إجازة مرفوضة شكلا ومضمونا مطالبا بالوقوف إلى جانب البحارة في محنتهم. وعبر زميله حافظ عن استيائه وغضبه من غياب المسؤولين وعدم متابعتهم الكارثة عن كثب ومؤازرة البحارة المنكوبين متسائلا عن مستقبل بحارة الجهة ومدى قدرتهم على مجابهة الأزمة بسلام في ظل غياب الدعم المادي والأدبي. الهادي الجبراني (رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بجبنيانة) قال ان ميناء اللوزة اللواتة يعيش منذ حوالي 20 يوما حالة حزن جراء الكارثة البيئة التي ضربت البحر وأتت على كميات كبيرة من الأسماك مستغربا من تغيب المسؤولين جهويا ووطنيا للوقوف على الأزمة وتأثيراتها النفسية والمادية مستغربا من ظهور التلوث البحري من الجهة الغربية للميناء دون غيرها داعيا إلى مراقبة المؤسسات الصناعية والطافية الملوثة مشددا على ضرورة منع استغلال المصنوعة من غزل الكيس واستبدالها بالمصنوعة من النخل حماية للثروة السمكية. تفسيرات وتحاليل هذه الكارثة البيئية شملت المنطقة الشرقية لجزيرة قرقنة بعد ان تحول لون البحر الى الأحمر القاني بصفة مفاجئة وتسبب في نفوق عدد كبير من الأسماك والرخويات والحبار والإخطبوط والذي اشتهرت به الجزيرة. وقال رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بقرقنة منير خشارم ان الظاهرة تكررت خلال السنوات الأخيرة وأضرت البحارة وأجبرتهم على البطالة مضيفا أن مصالح الدولة اكتفت بتفسير هذه الكارثة بالظاهرة الطبيعية التي لا يمكن معالجتها. ومن ناحيته قال رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بصفاقس عبد الرزاق كريشان أن هذه الظاهرة تم تدارسها في المجلس المركزي للمنظمة خلال نهاية الأسبوع مضيفا انه سيتم النظر فيها مجددا غدا الأربعاء مع والي صفاقس وبحضور ممثلي الهياكل المختصة (المعهد لتكنولوجيا وعلوم البحار والوكالة الوطنية لحماية المحيط ووكالة تهيئة الشريط الساحلي)، مشيرا إلى أن نتائج التقرير الأولي الصادر عن هذه الهياكل غير مقنعة. وقالت النائبة فائزة بوهلال – عن حركة النهضة – «بطلب من بحارة ميناء اللوزة اللواتة من معتمدية جبنيانة وبتنسيق مع اعضاء المجلس البلدي بالحزق زرت الميناء وقابلت البحارة بحضور السيد رئيس مركز الحرس بالميناء، وقد بين البحارة أن تلوث البحر الذي وصل الى غاية 150 ميل ونتج عنه نفوق السمك مما أضر بالقوت اليومي لهم وتعطل الميناء وشلل بالحركة التجارية، مؤكدة ان البحارة يطالبون بتحليل عضوي عاجل لمياه البحر الذي تغير لونه. ومن ناحيته قال النائب وسام الشعري – الحر الدستوري – انه عاين هذه اكارثة البيئية بجزيرة قرقنة وانه ساع من ناحيته للكشف عن الأسباب الحقيقية لهذه الكارثة مضيفا ان أن صغار البحارة عبّروا عن امتعاضهم من هذا الوضع، حيث لم يعد بإمكانهم ممارسة نشاطهم، مشيرا إلى أن فريقا من وزارة الفلاحة والصيد البحري تنقل على عين المكان لمعاينة الوضع وذلك في انتظار ما ستفرزه التحاليل.