دعت مكونات من المجتمع المدني التونسي، اليوم الأربعاء، الى ضرورة محاسبة الاحتلال الصهيوني عن جرائمه المقترفة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، منددين بالصمت العربي والدولي ازاء العدوان الصهيوني الغاشم على غزة وبقية الأراضي الفلسطينية. وأكّد رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، ناجي البغوري أنّ استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين غايته طمس الانتهاكات وإسكات أي صوت حر ناقل للحقائق وموثق للاعتداءات الإسرائيلية لافتا الى أنّ الاتحاد الدولي للصحفيين رصد أكثر من 600 اعتداء على الصحفيين في فلسطين. وشدد خلال ندوة صحفية انتظمت بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين على أنّ الممارسات الاسرائيلية التي تمس من حياة الفلسطينيين أفظع بكثير من نظام الفصل العنصري الذي كان سائدا في جنوب افريقيا، داعيا مجلس نواب الشعب ورئيس الجمهورية الى فضح الموقف الأمريكي المساند لإسرائيل، والى ان يكون للدبلوماسية التونسية موقف واضح ومدو من القضية الفلسطيني تحتذي به بقية الدول العربية. وبدوره، أفاد سفير دولة فلسطين بتونس هايل الفاهوم باستشهاد أكثر من 2000 طفل فلسطيني منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مشيرا في ذات السياق الى أنّ الدعم الأمريكي للاحتلال الاسرائيلي يستدعي الادانة العاجلة والتجريم، خصوصا بعد أن غيرت الادارة الأمريكية من موقفها تجاه المستوطنات الإسرائيلية في الضفة و لم تعد تعتبر وجودها مخالفا للقانون الدولي. وبيّن السفير الفلسطيني أنّ عمليات التصعيد الاسرائيلي ستتفاقم خلال المرحلة المقبلة رغم ثبات « الجسم الفلسطيني » في أرضه، مشيرا الى مواصلة اسرائيل لنهجها القائم على تزوير الحقائق عبر الترهيب، الأمر الذي يستوجب التعجيل بمحاسبتها ومحاسبة كل من يدعمها دبلوماسيا في مجلس الأمن وعدم الاكتفاء بالتنديد. من جهته كشف عميد المحاميين التونسيين ابراهيم بودربالة أنّ الاعتداءات الاسرائيلية ترتقي في شكلها الى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، مبرزا أنّ الادارة الأمريكية اقترفت باعترافها بشرعية المستوطنات في الضفة الغربية « أبشع جريمة ». وأكد بودربالة ان قضية تحرير فلسطين ستبقى القضية الجوهرية والمركزية، وهو موقف سانده فيه رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان جمال مسلم الذي أوضح أنّ الرابطة ستسعى الى اثارة ملفات قانونية تدين جرائم الاحتلال الاسرائيلي في محكمة العدل الدولية، مع تحسيس شركائها الدوليين بالحق الفلسطيني وبضرورة محاسبة المجرمين، فضلا عن مناصرة حملات مقاطعة البضائع الاسرائيلية. هذا و نفّذ عشرات الصحفيون التونسيون عقب الندوة وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ومع الصحفيين الفلسطينيين وخاصة معاذ العمارنة الذي فقد عينه اليسرى نتيجة استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي له مباشرة. وشارك في الندوة التي انتظمت تنديدا بالتصعيد الاسرائيلي ضد الصحفيين الفلسطينيين وخاصة استهداف المصور الصحفي معاذ عمارنة مباشرة في عينه وايضا بتواصل سياسة القمع الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ممثلون عن منظمات وطنية ودولية ونقابيون وبرلمانيون وممثلو سفارة فلسطين بتونس.
