واصل المنتخب الوطني سِلسلة نتائجه الايجابية وعاد من غينيا الإستوائية بفوز مُهمّ من الناحيتين الرياضية والمَعنوية. وقد جاء الإنتصار في العَاصمة الغينية «مَالابو» ليُعزّز موقع المنتخب في صدارة مجموعته ضِمن التصفيات المُؤهلة ل»كان» 2021. كما أن المنتخب «ثأر» لنفسه من المُنافس الذي كان قد تسبّب لعَناصرنا الدولية في جُرح عميق على هَامش مُنافسات كأس افريقيا لعَام 2015. مَهمّة ناجحة خاض منتخبنا الوطني مع المنذر كبيّر سبعة لقاءات بين وديات ورسميات. ولئن حضر الانتصار والهزيمة والتعادل في الإختبارات الودية أمام مُوريتانيا والكوت ديفوار والكامرون فإن عناصرنا الدولية حقّقت العلامة الكاملة في المُقابلات الرسمية. فقد فازت تونس ذهابا وإيابا على ليبيا في نطاق التصفيات المُرشّحة لبطولة افريقيا للاعبين المحليين لسنة 2020. ونجح فريقنا أيضا في ضمان انطلاقة مِثالية في التصفيات المُؤهلة ل»كان» 2021. وقد سحق المنتخب ليبيا برباعية كاملة قبل أن يهزم غينيا الإستوائية في عقر دارها وأمام جمهورها. وبناءً على ما تقدّم يمكن القول إن الإطار الفني بقيادة المنذر كبيّر وعادل السليمي أنجزا المَهمّة الموكولة إليهما على أحسن وجه. هذا طبعا في انتظار التأكيد في بقية المشوار خاصّة أن فريقنا يشكو من عدّة نقائص. كما أن المكاسب المُنجزة إلى حدّ الآن في منافسات ال»شان» وال»كان» ليست مرجعا لتحديد مُستوانا الحَقيقي. ولا ننسى أيضا أن الترشح إلى النهائيات الافريقية ليس بالأمر الجديد على منتخبنا الذي لم يَغب عن أية دورة من دورات ال»كان» منذ 1994. ولاشك في أن المنذر كبيّر على يقين بأن الإنجاز الحقيقي يكمن في الحصول على اللّقب القاري وبلوغ الدّور الثاني للمُونديال. تحت السّيطرة وَاجه المنتخب مشاكل كبيرة في الأيام الأخيرة لحُكم الفرنسي «آلان جيراس». وبالتوازي مع التوتّر الحاصل بين أعضاء الإطار الفني ظهرت صراعات مَريرة بين عدد من نجومنا. وقد أصبح خلاف المساكني والخزري على شارة القيادة حديث النّاس. ومع قدوم المنذر كبيّر اختلفت الأمور فقد نجح مدرّبنا الوطني في السيطرة على «حرب النجوم». وراهن المنذر كثيرا على قوّته الاتصالية وقدراته الإقناعية لإيجاد التَناغم المنشود بين اللاعبين على اختلاف طِباعهم ومُؤهلاتهم. وكان المنذر على يقين بأن السّيطرة على النُجوم تبدأ بوضع المساكني في صفّه وذلك من خلال «مُسايرته» ومنحه شارة القيادة. ويعرف القاصي والداني أن يوسف من العناصر المُؤثّرة في المنتخب ولن نُبالغ في شيء إذا قلنا إنه قادر على تغيير المدرّب نفسه وجميعنا يتذكّر الطريقة التي كان قد انتقد بها المساكني بعض الفنيين المُتعاقبين على الفريق الوطني على غرار «كَاسبرجاك» و»جيراس». حِماية الخزري السّيطرة على المساكني كانت مرفوقة بحماية لاعب ثان يشترك مع يوسف في النجومية والطّباع الحَادة والكلام طبعا عن الخزري الذي منحه المدرب ترخيصا استثنائيا ليستعيد توهّجه مع «سانت ايتيان» قبل أن يعود إلى المنتخب من أوسع الأبواب (ثلاثة أهداف بين مُقابلتي ليبيا وغينيا الإستوائية). فرض الإنضباط لئن تعامل المدرب مع المساكني والخزري بحذر شديد فإن الأمور اختلفت مع نجوم الصفّ الثاني حيث كشّر المدرب عن أنيابه وعَاقب غيلان الشعلالي وهاجم ديلان برون مُتّهما إيّاه بالتخلّف عن تربص المنتخب دون سبب مُقنع. ورغم أن هذه الإجراءات العِقابية لم تشمل «الرؤوس الكبيرة» مثل الخزري والمساكني فإنها ساهمت في فرض الإنضباط وتوجيه رسالة قوية إلى كافة اللاعبين مفادها أن المدرب لا يهتمّ بالأسماء بقدر اهتمامه بالأداء والسُلوك القويم. دور السليمي لم يكن المنذر كبيّر قادرا على التحكّم في نجوم بحجم معلول وعبد النور والمساكني وساسي والخزري لولا وجود مُعاونه عادل السليمي. فقد خبر عادل أجواء المنتخب كلاعب وكمدرب كما أنه يعرف عقليات المحليين والمُهاجرين بفضل تجاربه الخارجية بين فرنسا واسبانيا وألمانيا. ومن الواضح أن السليمي يقوم بدور بارز في التَواصل مع عناصرنا الدولية مُعتمدا في ذلك على صفة «الكوارجي» الذي له بصمته وصيته في المنتخب. نقائص بالجملة المسيرة الوردية للمنتخب لا يُمكنها بأيّ حال من الأحوال أن تحجب النقائص وهي كثيرة بإعتراف من المنذر كبيّر. وقد بان بالكاشف أن فريقنا الوطني يُواجه مشاكل كبيرة في الدفاع رغم وجود مرياح ورجوع عبد النور فضلا عن تجريب العديد من الحلول البديلة مثل بن عزيزة والذوادي وبوغطّاس. ومن الناحية الهُجومية سجّل فريقنا 10 أهداف في 7 مُباريات. وهذه الحصيلة وإن كانت مقبولة نسبيا فإنها لا تُخفي وجود العديد من النقاط السلبية على غرار كثرة الفرص المهدورة (لقاء الكامرون نموذجا). كما أن المنتخب لم يَعثر بعد على مُهاجم قوي. وقد وقفنا على هذه الحقيقة على هامش مُقابلتي ليبيا وغينيا حيث اختار المنذر كبيّر أن يعتمد في تشكيلته الأساسية على الخاوي والمساكني والخزري مُقابل «تغييب» المهاجم الصّريح على غرار الخنيسي الذي من الواضح أنه لم يكن في أفضل حالاته ما فرض على المدرب تغيير تَوجّهاته. وما هو ثابت أن المنتخب استعاد الرّوح بعد حالة الفوضى التي عرفها مع «جيراس» في «كان» مصر. هذا في انتظار التأكيد في المواعيد القادمة. حصيلة المنذر كبيّر مع المنتخب الوديات تونس - مُوريتانيا 1 / 0 (في رادس) تونس - الكوت ديفوار 1 / 2 (في فرنسا) تونس - الكامرون 0 / 0 (في رادس) الرسميات تصفيات كأس افريقيا 2021 تونس – ليبيا 4 / 1 (في رادس) غينيا الإستوائية – تونس 0 / 1 (في مَالابو) تصفيات بطولة افريقيا للاعبين المحليين لعَام 2020 (ترشّح تونس للنّهائيات) تونس – ليبيا 1 / 0 (في رادس) ليبيا – تونس 1 / 2 (في المغرب) عدد الأهداف المُسجّلة: 10 أهداف (في 7 مُباريات) عدد الأهداف المقبولة: 4 الهدّافون: وهبي الخزري (3) - أنيس البدري (3) – سيف الدين الخاوي (2) – نعيم السليتي (1) - عمر العيوني (1).