رغم حملات التشكيك فإن المنذر كبيّر نجح إلى حدّ هذه اللّحظة في إعادة الروح للمنتخب الوطني الذي أمطر لتوّه شباك ليبيا برباعية وسط تفرّج فوزي البنزرتي الذي كان ينظر تارة إلى انهيار زملاء الهوني وتارة أخرى نحو مدربنا الوطني ولسان حَاله يقول:" آش حطيتلها يا منذر". وفي غَمرة النشوة بالفوز العَريض على الأشقاء التقت "الشروق" صباح أمس المنذر كبيّر في أولمبي المنزه حيث دارت الحصّة التدريبية الأخيرة للمنتخب الوطني قبل السفر إلى "مالابو" تمهيدا لمواجهة غينيا الإستوائية في نطاق الجولة الثانية من تصفيات ال"كَان". وقد كانت الفُرصة مُناسبة لنطرح على المنذر كبيّر جُملة من الاستفسارات حول التحضيرات والوضع العَام في المنتخب الوطني. هل كنت تَتوقّع هذه البداية المثالية في التصفيات المُؤهلة لكأس افريقيا؟ تاريخيا اتّسمت "الدِربيات" بين تونس وليبيا بالكثير من النِدية ويكفي أن نعود إلى الماضي القريب لنُلاحظ حجم المتاعب التي عِشناها أمام الأشقاء سواء في تصفيات مُونديال روسيا 2018 أوخلال تصفيات بطولة افريقيا للاعبين المحليين. وكنّا على يقين بأن الفريق اللّيبي سيأتي إلى رادس ليُدافع بشراسة عن حُظوظه في الفوز. وقد اتخذنا الإحتياطات اللاّزمة ونجحنا في تحقيق بداية واعدة هذا في انتظار التأكيد في بقية المشوار خاصّة أنّنا لم نلعب سوى جولة واحدة في تصفيات كأس افريقيا للأمم. وقد جعلنا الانتصار العريض على ليبيا نشعر بالإرتياح بحكم أنه كان بمثابة التأكيد للوجه المُشرّف الذي ظهر به فريقنا الوطني على هامش اللّقاء الودي ضدّ الكامرون. كما أن هذا الفوز اقترن بأداء جيّد وهو ما يعني أن المنتخب يسير في الطريق الصّحيح. رغم الرباعية المُسجّلة في لقاء ليبيا فإنك لم تَغفل عن التَنبيه إلى النقائص فهل من ايضاحات في هذا السّياق؟ لقد تضمّنت مباراة ليبيا العديد من المُؤشرات الايجابية لكنها كشفت في الوقت نفسه عن جملة من الثغرات التي وجب مُعالجتها حتى يكون فريقنا أكثر نجاعة وقوّة في المرحلة المُقبلة. ومن الضروري أن نَتفادى المشاكل الحَاصلة على مستوى التمركز فضلا عن تطوير الأداء على المُستويين الفردي والجماعي. لقد حقّقنا الترشّح إلى بطولة افريقيا للاعبين المحليين على حساب ليبيا. كما أنّنا قدّمنا أداءً مُقنعا في اللّقاء الودي أمام الكامرون فضلا عن تحقيق انطلاقة جيّدة في تصفيات كأس افريقيا. لكن هذا لن يُغمض أعيننا عن الإصلاحات التي وجب انجازها لنبلغ المُستوى المأمول. كيف تسير التحضيرات لمباراة الغد أمام غينيا الإستوائية في إطار الجولة الثانية من التصفيات المُؤهلة ل"كان" 2021؟ وقع تعيين مُقابلتي ليبيا وغينيا الإستوائية في ظرف زمني وجيز (بين 15 و19 نوفمبر). ومن هذا المُنطلق فإنّنا نُولي أهمية كبيرة للجَانبين البدني والذهني. ورغم ضِيق الوقت المُخصّص للتحضيرات فإنّنا نراهن في لقاء الغد على خبرات لاعبينا وارتفاع مَعنوياتهم بفضل الفوز السّاحق على ليبيا. ومن المُؤكد أن الفريق الوطني سيذهب إلى غينيا الإستوائية من أجل تحقيق الفوز الثاني على التوالي في التصفيات القارية ولن نُساوم على نتيجة اللّقاء لنُؤكد قوّتنا في الداخل والخارج. ذلك أن فريقنا حصد انتصارا رائعا أمام ليبيا وبدعم من الجمهور التونسي لكن ينتظرنا تنقّل صعب إلى غينيا الإستوائية ولابدّ من تأكيد تقاليدنا العريقة في التعامل الجيّد مع الرحلات الافريقية. هل درستم المُنافس؟ شاهدنا اللّقاء الذي خاضته غينيا الإستوائية في ضيافة تنزانيا. وقد لاحظنا أن مُنافسنا يملك مؤهلات جيّدة رغم انهزامه بهدفين لهدف. ولاشك في أن غينيا الإستوائية ستعتمد على عاملي الأرض والجمهور لتدارك عثرتها في الجولة الأولى. وما هو ثابت أنّنا درسنا خصمنا بشكل جيّد كما أن لاعبينا في أتمّ الجاهزية للعودة من "مَالابو" بالنقاط الثلاث. بالعَودة إلى مباراة ليبيا شاهدنا تألقا لافتا لسيف الدين الخاوي. فما هي أسباب "استفاقته" مع المنتخب؟ لقد تحدّثت مُطوّلا مع سيف الدين الخاوي وأعلمته بأنه ينتظره مستقبل كبير في صفوف المنتخب الوطني. وقد راهنا كثيرا على الجانبين الاتّصالي والمعنوي لننجح في "تَحرير" اللاّعب ودفعه لتفجير طاقاته. وأظن أن سيف الدين الخاوي أدّى واجبه على أحسن وجه في اللّقاء الودي أمام الكامرون قبل أن يخطف الأضواء في مباراة ليبيا ويُسجّل ثنائية وهي المرّة الأولى التي يُعانق فيها الشّباك بأزياء المنتخب. من المُلاحظ أيضا أن الخزري والمساكني قدّما مردودا غزيرا وأظهرا انضباطا كبيرا في الميدان. فما هي الوصفة التي خوّلت لكم "السّيطرة" على النُجوم؟ المساكني والخزري من العناصر المُؤثّرة في المنتخب. ومن الطبيعي أن يتألّقا مع الفريق الوطني بفضل لمستهما الفنية. ولا وجود لأيّ سر غير التخاطب الجيّد مع اللاعبين وتكريس روح المجموعة وهي فوق كلّ الأسماء والإعتبارات. في سياق الحديث عن "النجوم القديمة" في المنتخب هل نجحتم في ادماج أيمن عبد النور العائد بعد غياب طويل؟ يتمتّع أيمن عبد النور بخبرات واسعة وغير قابلة للشك. كما أنه لعب في المُستويات العالية (ألمانيا - إسبانيا - فرنسا). وقد دخل حسابات المنتخب الوطني بمجرّد أن عاد إلى الواجهة ونجح في فرض نفسه مع فريقه التركي (قَيصري سبور). ولا يُساورنا أدنى شك في أنه سيقدّم الاضافات المطلوبة لدفاع المنتخب. نبقى مع ملف المدافعين لنُعيد طرح "قضية" ديلان برون. فهل تضع النقاط على الحروف؟ سبق لنا إعفاء ديلان برون من مُعسكر المنتخب بمُناسبة المُقابلتين الوديتين ضدّ مُوريتانيا والكوت ديفوار وقد كانت الأعذار المُقدّمة آنذاك مُقنعة ولا لبس فيها. لكن الأمر اختلف في الفترة الحالية حيث لم يُقدّم اللاعب أسبابا وجيهة لتخلّفه عن هذا التربّص المُهم والمرفوق بمُقابلتين رسميتين ضدّ ليبيا وغينيا الاستوائية. وكان لِزاما على الإطار الفني احالة الملف على المكتب الجامعي ليتّخذ القرارات المُناسبة. ونؤكد في السياق نفسه أن المنتخب يخضع لضوابط مُحدّدة ولن نسمح بخَرقها مهما كانت الظروف. ونُلحّ في الوقت نفسه على أنّنا سنبذل قصارى جهدنا للتحري والتدقيق في وضعيات كلّ اللاعبين المُهاجرين حِفاظا على مَصلحة المنتخب وحتى لا نظلم أيّ واحد من أبنائنا. يُصارع المنتخب الوطني لإسترجاع جمهوره. فكيف تنظر إلى هذا الموضوع المُثير للجدل؟ كان الجمهور التونسي أفضل سند للاعبين على هامش الانتصار الأخير ضدّ ليبيا. ونحن على يقين بأن العلاقة بين الأحباء ومنتخب بلادهم ستُصبح أقوى وأمتن بعد أن نحقّق طموحاتهم ونَستجيب لطلباتهم. ونعرف جيّدا أن الجمهور التونسي يُريد الانتصارات ومعها الإقناع والرُوح القِتالية وهذا ما نعمل في الوقت الراهن على انجازه والله ولي التَوفيق. حصيلة المنذر كبيّر مع المنتخب الوديات تونس - موريتانيا 1 / 0 (في رادس) تونس - الكوت ديفوار 1 / 2 (في فرنسا) تونس - الكامرون 0 / 0 (في رادس) الرسميات تصفيات كأس افريقيا 2021 تونس – ليبيا 4 / 1 (في رادس) تصفيات بطولة افريقيا للاعبين المحليين لعَام 2020 (ترشّح تونس للنهائيات) تونس – ليبيا 1 / 0 (في رادس) ليبيا – تونس 1 / 2 (في المغرب) المنذر كبيّر في سطور من مواليد عام 1970 لاعب سابق في النادي البنزرتي درب العديد من الأندية مثل بنزرت وجمعية جربة والقصرين والنجم السّاحلي والنادي الافريقي والمرسى والترجي الرياضي فاز مع بنزرت بكأس تونس لعام 2013 بلغ مع النجم نهائي الكأس في 2011 مع الحصول على المركز الثاني في البطولة اشتغل كمدير فني في النجم والترجي وقع تعيينه كمدرب للمنتخب في أوت 2019 (عقد بثلاثة مواسم)