على الورق كان الترجي مُرشّحا لإكتساح آسفي والعُبور دون متاعب للدّور المُوالي من الكأس العربية لكن الميدان كَذّب كعادته التكهّنات وحكم على أبناء الشعباني بأن يعيشوا أمسية للنسيان. وقد انتهى اللّقاء بهدف من الجَانبين ليقع اللّجوء إلى الركلات الترجيحية التي منحت تأشيرة العُبور للأشقاء (4 مُقابل 2). ولاشك في هذا السيناريو الأسود يشبه إلى حدّ كبير خروج الترجي على يد الاتحاد الاسكندري في النسخة الفارطة من المسابقة العربية. دون المأمول لم يُحسن الترجي التصرّف مع الدقائق الأولى من اللّقاء الذي خاضه أبناء الشعباني في ميدانهم وأمام جماهيرهم. ولم يصنع الترجي الرياضي فُرصا خطيرة رغم مراهنته على أفضل لاعبيه في المنطقة الأمامية (الهوني – البدري – الخنيسي). وقد اقتصر الأمر على بعض المُحاولات المُحتشمة كتلك التي تحصّل عليها الدولي اللّيبي حمدو الهوني في الدقيقة العاشرة. وقد وجد الهوني نفسه في موقع مُمتاز ليفتتح النتيجة ويقضي بصفة مُبكّرة على أطماع الأشقاء غير أنه اكتفى بتسديدة ضعيفة التقطها الحارس أحمد بيساك بسهولة. "كَابوس" الدفاع قبل اللّقاء كان الدفاع الشُّغل الشاغل للشعباني بحكم العُقوبات والأوجاع التي لاحقت الدعائم الأساسية للمنطقة الخلفية (اليعقوبي – الذوادي – شمّام). وقد حاول مدرب الترجي ايجاد حلّ مُؤقت من خلال المراهنة على المباركي وبدران لتأمين الدفاع غير أن هذه التركيبة لم تُحقّق المطلوب. وقد جاءت الدقيقة 20 لتؤكد المشاكل الدفاعية التي يعاني منها الفريق وتمكن أولمبيك آسفي من استغلال التمركز السيء لبدران والمباركي لينفرد عبد الغني معاوي بمعز بن شريفية ويفتتح النتيجة لفائدة الضيوف. هذا الهدف كان وقعه سلبيا على الترجي بما أنه يمنح الأفضلية لآسفي بعد أن كانت لفائدة أبناء الشعباني بفضل التعادل بهدف لمِثله في المغرب. وفي المُقابل كانت فرحة أحباء آسفي عارمة بهذا الهدف خاصّة أنه جاء في توقيت جيّد كما أن تحقق في رادس وأمام مُنافس من الوزن الثقيل. في الوقت المُناسب مع انطلاق الشوط الثاني دخل الترجي بقوة خاصّة أن "الحلم العربي" أصبح تحت التهديد. وقد نجح الترجي في إعادة اللقاء إلى نقطة الصّفر في حدود الدقيقة 53. وجاء هدف التعديل عن طريق الغاني "كوامي بونسو" الذي هز الشباك المغربية بالكثير من الإصرار. وقد تحقّق هذا الهدف في التوقيت المُناسب بحكم أن الترجي كان تحت الضّغط. اندفاع مُفرط استعاد الترجي معنوياته بفضل هدف "كوامي". وكان بوسع الفريق خطف هدف ثان لولا لم تفتقد تصويبة بدران للدقة اللازمة (دق61). ومع تقدّم الوقت أفرط لاعبو الفريقين في الاندفاع وكاد إلياس الشتي أن يتسبب لفريقه في اللّعب بالنقص العددي كما حصل في مع اليعقوبي في لقاء الذهاب. ومن حسن حظ الشتي أن الحكم المصري أشهر في وجهه البطاقة الصفراء بدل الحمراء وقد فعل جهاد جريشة الأمر نفسه مع المهاجم الإيفواري لآسفي وهو "كوفي بوا". هذا وكان الترجي قريبا من خطف الهدف الثاني في اللحظات الأخيرة لولا تسرّع أنيس البدري والبديل هيثم الجويني في التعامل مع الفرصتين المُتاحتين لهما في الوقت القاتل. ورقة اللقاء تشكيلة الترجي: معز بن شريفية (رامي الجريدي) – ايهاب المباركي – عبد القادر بدران – إلياس الشتي – سامح الدربالي – محمد علي بن رمضان – كوامي بونسو – عبد الرؤوف بن غيث – حمدو الهوني (فادي بن شوق) – أنيس البدري – طه ياسين الخنيسي (هيثم الجويني) المدرب: معين الشعباني تشكيلة آسفي: أحمد بيساك – مهدي خالص – كلاديو سانتوس - مراد ناجي – محمد واتارا – زكريا الهلالي – وليد الصبار – محمد المرابط – حمزة خابا – عبد الغني معاوي (سيف الدين كحلاوي) - كوفي بوا المدرب: محمد الكيسر التحكيم: المصري جهاد جريشة