هشام الدرويش مبدع شامل جمع بين التنشيط الإذاعي والفن المسرحي كسب رهان تطويع الحكاية والمثل الشعبي من خلال «حكاية وعبرة» وهو عمل مسرحي حكائي موجّه للأطفال حقق نجاحا جماهيريا عريضا في مختلف عروضه. وكان هشام الدرويش بدأ في تأسيس وتأثيث مسيرته الانتاجية الابداعية منذ إنتاجه لحصة إذاعية بعنوان «ناس بكري قالوا» والتي تحوّلت في ما بعد الى حصة تلفزية لتشدّ على المستويين مستمعيها ومشاهديها باعتبارها تنطلق من مثل شعبي لتعرّف بما وراءه من حكاية وما فيه من خصوصية ما يعرف ب «الضمارالتونسي» وما يكتنزه من معان حكيمة ودروس ومواعظ اعتبارية على علاقة بالقيم الانسانية النبيلة وقد قدّمت هذه الحصة بطريقة بيداغوجية سلسة تقوم على سؤال عن المثل بالخروج الى الشارع وتشريك المواطن التونسي في معرفة المثل وعبر «كرونيك» داخل الاستيديو وبأسلوب ممسرح يتطرق لموضوع يخص الشأن الاجتماعي والسلوكي للمواطن التونسي انطلاقا من المثل الشعبي المختار وعبر آلية «ميكرفون الشارع» وبطريقة استطلاعية فيها سبر للآراء حول الأمثال الشعبية ليتناول من خلال كل مثل وفي كل حصة أسبوعيا وسعيا نحو القرب أكثر من الجمهور طوّع هشام درويش هذه الحصة الاعلامية ليحوّل محتواها الى عرض «قالوا قلنا... قالوا ناس بكري ...قلنا «ناس اليوم» وهو عرض يعتمد على الامثال الشعبية التونسية وفيه تناول للمظاهر السلوكية والاجتماعية للمواطن التونسي بأسلوب الحكواتي مع مرافقة موسيقية لعازف الاورغ عربي عزيز انطلاقا من بلورة حكاية أو رواية لكل مثل وحكاية وقد قدّم هذا المنجز الفني في عدد من الفضاءات الثقافية بجهات البلاد ولفائدة مودعي السجون المدنية في إطار شراكة بين المصالح الجهوية لكل من وزارتي الشؤون الثقافية والعدل كما عرض في عدد من فضاءات الطفولة وخاصة في إطار برامج وزارة شؤون المرأة والأسرة وكبار السنّ الخاصة بما يعرف بالأسرة الدامجة. وكشف هشام الدرويش انه منذ دراسته الجامعية كان مهوسا بالإبداع منذ المسرح الجامعي. وقال هشام الدرويش انه يعمل حالياعلى اعداد محاضرة فنية فكرية فرجوية بعنوان «قالوا ناس بكري» تتمحور حول دور الاعلام الافتراضي في تثمين التراث الشفوي التونسي وسيعمل من خلال هذه المحاضرة على تحديد ماهية الاعلام الافتراضي كتوجه جديد في مواقع التواصل الاجتماعي والتوثيق السمعي البصري لكل مكونات التراث الشفوي بالاشتراك مع الأستاذ فرج زميط.