توجت مسرحية «رسائل الحرية» للكاتب المسرحي الكبير عزالدين المدني وإخراج الفنان المسرحي المتمرد حافظ خليفة على جائزة « الاكليل الفضي» في اختتام الدورة التأسيسية الأولى للمهرجان الوطني للمسرح التونسي»دورة المنصف السويسي» التي اختتمت مساء السبت 16 نوفمبر في مسرح الجهات بمدينة الثقافة. تحدث الفنان المسرحي عن هذا التتويج الجديد في مسيرته المسرحية التي مثلت إضافة هامة وإثراء للمدونة المسرحية الوطنية والعربية اعتبارا للمضامين الحارقة التي يختار هذا المخرج المتفرد التعاطي معها برؤية إبداعية تجمع بين المشهدية الجمالية الممتعة والغوص بكل حرية وشجاعة إبداعية نادرة في هذه المضامين. تتويج مهم اعتبر الفنان المسرحي حافظ خليفة ان تتويج مسرحية «رسائل الحرية» بجائزة «الاكليل الفضي» في اختتام المهرجان الوطني للمسرح التونسي تتويج مهم في بداية مسيرة هذه المسرحية التي نالت شرف افتتاح الدورة 55 لمهرجان الحمامات الدولي الصائفة الماضية وافتتاح مركز الفنون الدرامية والركحية بمنوبة وقابس ومهرجان دوز للفن الرابع في انتظار المفاجأة الكبيرة في أيام قرطاج المسرحية. وعبر الفنان المسرحي حافظ خليفة عن سعادته بعودة هذا المهرجان الذي يرى فيه تواصلا لأسبوع المسرح التونسي وخاصة ببعده الجهوي والوطني بما وفره من حركية مسرحية وتنافسية على الرغم من بعض التحفظات. الاستعانة بأهل المهنة وتنويع الجوائز لخص مخرج «رسائل الحرية» تحفظاته وملاحظاته بالنسبة للدورة التأسيسية للمهرجان الوطني للمسرح التونسي في ضرورة التفكير بجدية في السنوات القادمة في تكثيف الحضور الجماهيري للعروض والاستعانة أكثر بالميدانيين في المسرح وتنويع الجوائز لتشمل تصميم الملابس والانارة والموسيقى التصويرية التي اعتقد والكلام لحافظ خليفة ان دورها لا يقل عن بقية الاختصاصات في العمل المسرحي. وبين حافظ خليفة ان «رسائل الحرية»عمل اثبت ريادته ومكانته في المدونة المسرحية التونسية والعربية والعودة الكبيرة لعميد الكتابة المسرحية التونسية والعربية عزالدين المدني مع مشاركة أهم قامات المسرح التونسي على غرار البشير الغرياني والبشير الصالحي ونورالدين العياري وفتحي الذهيبي مع تشريف وجود لطفي بوشناق كصوت متألق في الموسيقى التصويرية التي أبدعها وصاغها الدكتور رضا بن منصور. هل أنصفت اللجنة هذا العمل؟ وجوابا عن سؤال ان كانت لجنة التحكيم كانت منصفة بإسنادها الاكليل الفضي ل«رسائل الحرية» قال حافظ خليفة الرضا كان نسبيا لقناعتي ان توزيع الجوائز مرتبط الى حد كبير بالذائقة الفنية لرجال التحكيم والتي ليست بالضرورة ان تكون المحدد الاساسي لأهمية وقيمة العمل ما لمسته هو هذا الابتعاد والتغاضي عن العربية الفصحى. لقد غزا المسرح التونسي هوس الفرنكوفونية واستعمال اللهجة العامية البسيطة واجترار التجربة البصرية والاقتباسات الشيء الذي جعل الذوق الفني للنخبة المسرحية وخاصة المنظرين والذي ادعو عدم الاعتماد عليهم مستقبلا في لجان التحكيم لعدم اعترافهم بقوة اللغة العربية ومحاولات تعرية الماضي العربي الممنوع. الأمنية التي لم تتحقق وقال المخرج حافظ خليفة كنت أتمنى الاحتفاء بالكاتب العربي الكبير عزالدين المدني وان يحظى بنصه المرجعي الى تنويه ان لم تكن جائزة. لكن- والكلام لحافظ خليفة - لست ممن ينتقد لجانا لم تختر اعماله ولكن يكفيني اقتناع وقناعة الجمهور ورفاق الدرب المسرحي بان «رسائل الحرية» عمل مثل حدثا لهذا الموسم وطنيا وعربيا إضافة كبيرة لي ومنعرجا مهما في مسيرتي المسرحية. «الرهوة»... جديدي وكشف المخرج حافظ خليفة في خاتمة هذا اللقاء معه عن أمرين: الأمر الأول اعتذاره للمهرجان الدولي للمسرح العربي بأربيل في العراق بعد تلقيه لدعوة رسمية لمشاركته بعمله «رسائل الحرية» وذلك لتزامن هذا المهرجان مع أيام قرطاج المسرحية التي تنطلق السبت 7 ديسمبر 2019. الأمر الثاني يتعلق بعمله المسرحي الجديد الذي يعمل حاليا على اعداد الترتيبات الأولى لمشروع «الرهوة» للدكتور عبد الحليم المسعودي ,هذا النص كما أشار الى ذلك حافظ خليفة أثار جدلا كبيرا ووقع عليه الاختيار لإخراجه في شكل جديد ومتفرد وبشراكة مع دائرة السينما والمسرح العراقية ونقابة الفننين العراقيين وهو عمل عربي ضخم في المحتوى والصياغة والطرح وسنشرع في التمارين بشكل فعلي أوائل شهر جانفي القادم ليكون جاهزا بإذن الله في عرضه الأول يوم 27 مارس احتفالا باليوم العالمي للمسرح واعتقد انه هو الآخر سيكون حدث الموسم والساحة المسرحية الوطنية والعربية لما سنراه من مشاركة طاقات تونسية وعراقية وما يعريه من مواضيع عربية حارقة.