نادر بلعيد من الوجوه المسرحية الشابة التي حلّقت عربيا بعد الحصول على جائزة أفضل ممثل في مهرجان بغداد الدولي للمسرح العربي عن دوره في مسرحية «طواسين» للمخرج المبدع حافظ خليفة والمتوجة هي أيضا بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في ذات المهرجان في شهر نوفمبر الماضي.مع هذا الفنان المسرحي الطموح كان اللقاء التالي: نادر بلعيد من يكون؟
فنان مسرحي متخرّج من المعهد العالي للفن المسرحي بتونس، قدمت أول عمل مسرحي في مسيرتي في اطار نشاط المركز الوطني لفن العرائس ثم كانت لي مشاركة في مائوية المسرح التونسي وافتتاح أيام قرطاج المسرحية.
متى كان أول لقاء لك مع المخرج حافظ خليفة؟
كان بالمركز الوطني لفن العرائس بحكم أنه أستاذي وقد اشتغلت تقنيا للصوت في مسرحية «الكلون» دون أن أنسى الأعمال الخمسة التي أعددتها وساهمت فيها في اطار مشاريع التخرّج في المعهد العالي للفن المسرحي.
ظهرت بشكل لافت في مسرحية «طواسين» بتجسيدك شخصية «السهروردي»؟
في البداية أشير ان مسرحية «طوراسين» هي ثالث عمل للمبدع حافظ خليفة أشارك فيه واعتبر أن السهروري من حيث السن كان مناسبا لي ثم لا ننسى ان هذه الشخصية تعتبر من أصغر الصوفيين الذين تم قتلهم.
ما هو الشيء الذي شدّك في شخصية السهروردي؟
شدّني في هذه الشخصية الذي يتخبّط فيها بين ما يسمى «نصف امرأة ونصف رجل».. انه تمزّق نفسي مؤلم ومثير... لقد كان السهرودي شخصية غريبة تحبّذ الألوان الزاهية وتصرفاته شبيهة بالأنثى مما أدى الى اتهامه بالشذوذ الجنسي وهو منه براء.
إنها شخصية مركّبة.. تطلبت جدها خاصا منك؟
بالفعل لقد كان دورا معقّدا.. وأعترف أنه انتابني إحساس بالفشل في بعض الأحيان.. حتى أنني فكّرت في الانسحاب.
لقد شعرت بالخوف؟
نعم شخصية السهروردي أخافتني كثيرا ودفعت في الى التفكير في التخلي عنها... لكن تدخل المخرج كان حاسما حيث عمل على تأطيري وتوجيهي حتى تمكنت من تدارك الصعوبات التي انتصرت عليها بنجاحي في تفكيك خصوصيات وغرابة هذه الشخصية.
في مهرجان بغداد الدولي للمسرح العربي.. كان التتويج بأفضل ممثل من خلال سهروردي...
هل تعتقد أنك كسبت الرهان في تقديم هذه الشخصية التي تعيش معاناة نفسية حادة؟
أعتقد ذلك.. لقد أعطيت شخصية السهروردي كل ما تستحق من جهد واهتمام...
بهذه الصفة هل يمكن القول إن تتويجك في مهرجان بغداد كان منتظرا؟
لا أخفي سرّا إذا قلت إن حصولي على جائزة أفضل ممثل مثّل مفاجأة لم أنتظرها.
لماذا؟
هذا يتعلق بمصداقية ونزاهة وموضوعية اللجان العربية للتحكيم التي تكاد تكون مفقودة... ولا أخفي سرّا اذا قلت انه في مهرجان الجزائر الدولي لمسرح الشباب العربي تم حرماني من جائزة أفضل ممثل في آخر لحظة.. ليتم انصافي في مهرجان بغداد بالاجماع.
هذا التتويج يحمّلك مسؤولية كبيرة؟
هذا التتويج يمثّل اضافة هامة وتأكيدا على علو كعب المسرح التونسي... إنه تتويج يتجاوز شخصي ليشمل كل المساهمين في مسرحية «طواسين».
هل يمكن الحديث عن اضافة للمخرج حافظ خليفة لنادر بلعيد الممثل؟
لا أخفي سعادتي بالعمل تحت إشراف مخرج في حجم وقيمة حافظ خليفة الفنية... لقد كان لهذا المخرج دور كبير في توجيهي نحو الوجهة المسرحية الصحيحة والفاعلة، انه مخرج طموح.
و«طواسين» ماذا تمثل لك؟
طواسين هي شعلة... فلتة من فلتات المسرح التونسي رغم الداء والأعداء.
نادر بلعيد.. بعد الجائزة... ماذا في الأفق؟
مواصلة العمل بكل جدّ واجتهاد دون السقوط في فخّ الغرور... هذه الجائزة ستكون حافزا لي لكسب رهان مشروعي الفني الطموح.