الشروق-مكتب صفاقس نفذ عدد من البحارة بكل من قرقنة واللوزة أمس الاثنين وقفيتين احتجاجية منفصلتين للتعبير عن تردي وضعياتهم المادية بسبب « المد الأحمر « الذي أتى على الثروة السمكية خلال هذه الفترة. احتج أهالي جزيرة قرقنة للسبب ذاته ، وتحولوا من كل مناطق الأرخبيل إلى مقر المعتمدية ب «الرملة» ومنها إلى المؤسسات البترولية المنتصبة بالجزيرة معبرين عن سخطهم عما آلت إليه الأمور، محملين المسؤولية للأنشطة الملوثة ومن صمت السلط المعنية وتجاهل وضعيتهم الصعبة العسيرة حسب تعبير عدد منهم. وبالتوازي مع هذه التحركات بقرقنة ، أغلق عدد من بحارة دوار»اللواتة» وأهاليهم مدخل منطقة اللوزة من معتمدية جبنيانة وأشعلوا العجلات المطاطية بسبب ما وصفوه بالوضعية الاجتماعية الصعبة التي يعيشونها جراء ظاهرة المد الأحمر والتي كانت سببا في نفوق الأسماك. وانعقدت أمس الاثنين جلسة بمقر الولاية حضرها ممثلو المصالح البحرية المعنية والبعض من أعضاء مجلس الشعب وعدد من البحارة الذين عبروا عن قلقهم عما آلت إليه الأمور مطالبين بإيجاد الحلول الكفيلة بإنقاذ مورد رزقهم بعد نفوق الأسماك وكساد تجارة المنتوج البحري. وكان عدد من تجار السمك بباب الجبلي بصفاقس قد نظموا " وقفة احتجاجية " للتعبير عن تضامنهم مع البحارة الذين تضرروا في مورد رزقهم وهو ما ألقي بظلاله على تجارتهم التي كسدت بسبب عزوف المستهلك عن اقتناء المنتوج البحري توجسا من سلامته. وقد بادر التجار بشي الأسماك وتوزيعها مجانا بباب الجبلي للتأكيد على أنها مراقبة من المختصين وهو سليمة ولا تشكل خطورة على صحة المواطن خلافا لما تم ترويجه . وكانت الباحثة في علوم البحار أسماء حمزة أكدت ل «الشروق» أن الأسماك الموجودة في محيط "المد الأحمر " لا تشكل خطورة ، محذرة من الأسماك النافقة ناصحة المستهلك باقتناء الأسماك من الفضاءات والأسواق المراقبة . ومن المعلوم أن سواحل صفاقس تعيش في هذه الفترة على ظاهرة «المد الأحمر» الذي تسبب في نفوق الأسماك ، ولئن أكدت الجهات المعنية ان الظاهرة طبيعية ، فإن البعض من البحارة يشكك في صحة التحاليل ويتهم الشركات والمؤسسات الملوثة ، في حين يطالب البعض الآخر السلط المعنية بالإسراع في إيجاد الحلول للتبعات الاجتماعية و الاقتصادية لتلوث البحر ونفوق الأسماك مع القيام بمراقبة جدية للوسط البحري والتسريبات التي يمكن أن تحصل في هذا الوسط من مختلف الجهات الملوثة حفاظا على توازناته البيئية ومورد رزق البحارة .