يبدو أن الاحتجاجات العارمة والمتواصلة في كل من العراقولبنان وضعت كلا البلدين في موقف صعب يصعب الخروج منه. بل قد ينزلق الأمر أكثر من ذلك ليصبح خطر الحرب الأهلية يهدّدهما . بغدادبيروت (وكالات) ويزداد مستقبل الأزمة العراقية ظلامًا بعد شهرين على الاحتجاجات في بغداد وبعض محافظات الجنوب والوسط. فيما تتعدد السيناريوهات المحتملة للخروج من المأزق. ولم تفلح حتى الآن محاولات السلطة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية المستمرة. وأحدث تلك المحاولات هي «وثيقة الشرف» التي وقعتها كتل وقوى وتحالفات سياسية، قبل أيام.وتتضمن تعهدات بإجراء إصلاحات، وتحقيق نتائج خلال 45 يومًا. لكن تلك الوثيقة لم تحقق أيضًا هدفها.إذ رفضها المحتجون، متمسكين بمطالبهم، وفي مقدمتها رحيل حكومة عادل عبد المهدي وكل القوى الحاكمة منذ عام 2003، المتهمة ب»الفساد والافتقار الى الكفاءة»، إضافة إلى مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين. لكن عبد المهدي، الذي يتولى السلطة منذ أكتوبر 2018، يرفض الاستقالة. ويرهن رحيله بتوافق القوى السياسية أولًا على بديل له، محذرًا من أن رحيل الحكومة من دون بديل «سلس وسريع» سيترك مصير العراق للمجهول. ويتمسك المحتجون والسلطة على حد سواء بموقفيهما. وتتجه الأوضاع نحو التصعيد من الطرفين. فيما يصرّ المتظاهرون على الصمود حتى تحقيق مطالبهم. وكشفت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، امس، عن مقتل 11 متظاهرًا وإصابة نحو 300 آخرين خلال الأيام الأربعة الماضية. ووثقت المفوضية في بيان، أحداث التظاهرات في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات خلال الفترة بين ال 21 وال24 من نوفمبر الجاري، مؤكدة أن «قوات الأمن لجأت مجددًا إلى العنف المفرط مما أدى إلى سقوط متظاهر واحد في بغداد وإصابة 68 آخرين، ومقتل 7 وإصابة 131 في ذي قار، ومقتل 3 وإصابة 90 في البصرة بسبب التصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين». وأضافت المفوضية أنها «جددت مطالبتها للحكومة والقوات الأمنية بمنع استخدام العنف المفرط بكافة أشكاله ضد المتظاهرين السلميين لكونه يُعدُّ انتهاكًا صارخًا لحق الحياة والأمن».وفي الموصل أغلق محتجون الطرق الرئيسة في مناطقَ متفرقة من المحافظة ، لليوم الثاني على التوالي. كما توافد طلبة الجامعات إلى ساحات الاعتصام تأييدا للاحتجاجات. كما أضرم متظاهرون غاضبون، امس، النار في مبنى حكومي شمالي محافظة ذي قار العراقية، التي تشهد توترًا واحتجاجات، غداة يوم دامٍ شهد مقتل 3 محتجين وإصابة العشرات. أما في لبنان فأصيب 10 أشخاص بجروح في مواجهات بين المحتجين ومناصري «حزب الله» و»أمل» وسط بيروت فجر امس، قبل أن تسيطر القوى الأمنية على الموقف. وذكرت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني، أن عناصرها بعد منتصف الليلة قبل الماضية، نقلوا 10 جرحى إلى المستشفيات، وقد أُصيبوا جراء التظاهرات الاحتجاجية التي حصلت في ساحة رياض الصلح وجسر فؤاد شهاب (الرينغ) في بيروت . وذكرت تقارير إعلامية في وقت سابق من فجر امس أن مواكب من الشبان على الدراجات النارية وصلت الى جسر الرينغ ، وسط حالة من التوتر هناك بين متظاهرين أقفلوا الطريق وآخرين يرفضون قطعه. سياسيا قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، إنه لا يمكن الخضوع للشروط الأمريكية لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، منوها بأنه لا يمكن استخدامها رافعة لخيارات سياسية مقابل أخرى. وأكد قاسم خلال استقباله، امس وفدا من اللقاء الوحدوي الإسلامي برئاسة عمر غندور أن «القاسم المشترك بين الجميع على المستوى الشعبي والقوى السياسية يبدأ بالإصلاح ومعالجة الوضعين الاقتصادي والاجتماعي». ومن جهة أخرى دعت الهيئات الاقتصادية اللبنانية في بيان، امس، إلى إضراب عام، وسط احتجاجات وتدهور الأوضاع الاقتصادية. وقالت الهيئات، التي تضم أغلب القطاع الخاص في لبنان: «قررت الهيئات الاقتصادية -بالإجماع- الدعوة إلى تنفيذ الإضراب العام والإقفال التام لكل المؤسسات الخاصة على مساحة الوطن، أيام الخميس والجمعة والسبت».