يبدو أن حرب النفط في ليبيا عادت بقوة إلى الواجهة في الآونة الأخيرة وهي حرب لطالما كانت ورقة رابحة ماديا وسياسيا وعسكريا في الصراع الليبي منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي. طرابلس (وكالات) وأوقفت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط الإنتاج أمس الأربعاء في حقل الفيل النفطي البالغة طاقته 70 ألف برميل يوميا وذلك بسبب غارات جوية. وقال رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله في بيان نشرته "رويترز": "تعرض حقل الفيل النفطي إلى غارات جوية استهدفت بوابات الحقل، بالإضافة إلى مجمع سكني داخل الحقل مخصص لموظفي المؤسسة". وأوضح "سيبقى الإنتاج متوقفا إلى حين وقف العمليات العسكرية وانسحاب كافة الأفراد العسكريين من منطقة عمليات المؤسسة الوطنية للنفط". واضاف: "ندعو كافّة الأطراف لوقف العمليات في محيط الحقل. إنّ ضمان سلامة عاملينا هي أولويتنا القصوى؛ وأي تصعيد لأعمال العنف سيترتّب عليه إخلاء الحقل ووقف الإنتاج". من جهته أعلن الجيش الليبي، أمس الأربعاء، إرسال تعزيزات لحقل الفيل النفطي واستهداف المجموعات المسلحة التي هاجمت الحقل. وكانت المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة الليبية طرابلس، أعلنت انخفاض إيرادات خام النفط الليبي خلال الأشهر التسعة المقبلة لعام 2020، محذرة من تراجع حاد في الإنتاج. وتعاني ليبيا، منذ توقيع اتفاق الصخيرات في 2015، من انقسام بين برلمان في الشرق يدعمه الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها في الغرب برئاسة فائز السراج. ويشن الجيش الليبي، منذ أفريل الماضي، حملة عسكرية لتحرير العاصمة طرابلس، حيث مقر حكومة الوفاق، لتحريرها مما يصفه بالجماعات الإرهابية. وتقول الأممالمتحدة إن المئات قتلوا في المواجهات بين قوات الجانبين. وأدت المعارك في ليبيا منذ مقتل الزعيم السابق، معمر القذافي في 2011، وما تلاه من انقسام، إلى تضرر إنتاج ليبيا من النفط بعد أن كانت من أكبر المنتجين العالميين. كما توقفت عمليات الإنتاج في بعض الحقول في أكثر من مناسبة بسبب الأوضاع الأمنية. وأواخر جوان من العام الماضي، أعلن الجيش الوطني الليبي، بقيادة حفتر، سيطرته على منطقة الهلال النفطي بالكامل. من جهة أخرى نفى الكرملين، امس، اتهامات أمريكية تفيد بقيام موسكو بنشر وحدات عسكرية من شركات خاصة في ليبيا. ووصف الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، هذه المعطيات بأنها لا أساس لها. وكانت تقارير زعمت أخيرا وجود ما سمته ب"مرتزقة روس" من شركات عسكرية خاصة في بعض المناطق الليبية. واتهمت الخارجية الأمريكيةموسكو باستغلال النزاع في ليبيا لمحاولة توسيع حضورها في هذا الملف والسعي إلى زعزعة الأوضاع أكثر، في البلد الغارق في الفوضى منذ 2011. لكن موسكو نفت في وقت سابق معلومات حول وجود عسكريين روس في ليبيا. وجاء تأكيد الكرملين اليوم ليكون أول تعليق رسمي من الرئاسة الروسية بشأن ما يتردد عن وجود الشركات العسكرية الخاصة الروسية وتوسع نشاطها في ليبيا أخيرا.