تونس الشروق: بعد الفاجعة التي جدّت أول أمس بجهة عمدون وراح ضحيتها 26 شابا وشابة أغلبهم من جهة فوشانة والمحمدية من ولاية بنعروس. «الشروق» زارت منزلي الضحيتين أنيس الوحيشي ورامي الخليفي. في منزل عائلة الخليفي التقينا والد الضحية وهو عبد الستار الخليفي الذي صرّح لنا بأن ابنه عمره 27 عاما وهو يعمل بشركة أجنبية خاصة وأن عائلته لا دخل لها ولا تتمتع بدفتر علاج وللضحية رامي 6 اخوة آخرين اثنان منهم يدرسان وأربعة انقطعوا عن الدراسة وهم عاطلون عن العمل. وأضاف السيد الخليفي بأنه دفن ابنه في مقبرة مجاورة لمنطقة شبدّة حيث يقطن وقد اختار دفن ابنه في مقبرة «دوار الحوش» عوضا عن مقبرة فوشانة لأن عملية الدفن في المقبرة الأولى مجانا في حين مقبرة فوشانة يجب عليه أن يدفع 300 دينار مقابل مواراة جثمان ابنه التراب. والتقت «الشروق» أيضا شقيق الفقيد وهو رائد الخليفي الذي حمّل المسؤولية للشركة المالكة للحافلة قائلا كيف يمكن أن تسمح لحافلة متقادمة بالجولان وحمل أشخاص في رحلات، كما أكد رائد عن استغرابه من عدم تسلمهم ممتلكات شقيقه من وثائق وهاتف وبعض المال وأمتعته التي كان يحملها معه. أما في منزل الضحية الثاني أنيس الوحيشي والذي يبلغ 18 عاما من العمر (عاطل عن العمل) وهو يقطن في نفس الحي من منطقة شبدة فقد وجدنا العائلة غاضبة وصدّتنا في البداية وامتنعت عن التصريح إلى أن تدخل عم الضحية وطلب منّا إبلاغ صوته إلى الجهات المسؤولة بأن للضحية أنيس شقيق مصاب يرقد الآن في قسم الانعاش بالرابطة في حالة حرجة. كما التقينا جيران الضحية الذين أكدوا وهم في حالة غضب أنهم لا يطلبون أية مساعدة من أي كان وأنهم تكفلوا بدفن ابن جارهم في مقبرة «دوار الحوش».