برزت المراة بشكل لافت خلال الازمة الصحية الحالية التي تعيشها تونس بسبب انتشار فيروس كوفيد 19 (كورونا). ويمكن تبيّن ذلك من خلال الوجوه النسوية التي يتعرّف عليها الراي العام بشكل يومي بصفتهنّ طبيبات مختصات ورئيسات اقسام في مستشفيات عمومية ومختصّات في التحاليل الجرثومية. فإسم الدكتورة نصاف بن عليّة تعرّف عليه التونسيون منذ بداية الازمة بصفتها مديرة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، وهو مرصد مرجعي في جنوب المتوسط. ثم تعرّف الراي العام لاحقا على إسم الدكتورة إلهام بوطيبة باعتبارها رئيسة للمخبر المرجعي للتحاليل الجرثومية بمستشفى شارل نيكول ثمّ تم تداول اسم الدكتورة سلمي عبيد باعتبارها المشرفة على اجراء التحاليل حول فيروس كورونا في المخبر المرجعي، الذي هو فعلا مخبر مرجعي جنوب المتوسّط. ولاحقا تواترت عبر شاشات التليفزيون أسماء طبيبات مختصات يتولين إدارة اقسام بارزة في المستشفيات الجامعية ويتولين مناصب متقدمة في وزارة الصحة العمومية ليصبح الحضور النسوي لافتا في إدارة هذه الازمة وصولا الى بروز اسم الدكتورة عواطف موسي اليوم باعتبارها مشرفة على إنجاز دراسة علمية حول تطور فيروس كوفيد 19 استنادا الى التحاليل الواردة على المخبر المرجعي وذلك مساهمة من المخبر المرجعي للتحاليل الجرثومية في مستشفى شارل نيكول في المجهود العلمي العالمي لفهم هذا الفيروس وتسهيل التوصّل للقاح ضده وعلاج له. هذا الحضور له مبرراته استنادا الى الأرقام الرسمية التي تقول إنّ النساء المشتغلات في تونس يحتكرن القطاع الصحّي وأيضا قطاع الخدمات الإدارية والنسيج والملابس فيما يسيطر الرجال على قطاع الاشغال العامة والبناء والمناجم والطاقة. كما تشير الأرقام الرسمية أيضا الى ان أكثر من 70 بالمئة من خرّيجي الجامعات إناث وان ثلاثة ارباع خرّيجي علوم الحياة نساء وثلثي خريجي الطب والصيدلة نساء أيضا بل إنّ النساء المشتغلات في قطاع الصيدلة تقدر نسبتهن ب 72 بالمئة. وفي التعليم الثانوي تشير الأرقام الرسمية الى ان 60 بالمئة من التلاميذ المتوجهين الى اختصاصيْ الآداب والعلوم التجريبية إناث.