نقابة التعليم الثانوي تحذّر: السنة الدراسية القادمة مهددة بالفشل    عاجل: السيطرة على حريق جبل فروحة    عاجل: اندلاع حريق بالمستشفى الجامعي بصفاقس    تنظيم الدورة الثانية للصالون الدولي للسياحة الصحراوية والواحية في ديسمبر المقبل    الوكالة اليابانية للتصنيف تُعلن مراجعة ترقيم تونس من سلبي إلى مستقر    عاجل/ حجز آلاف القطع من الطباشير والأقلام المضرّة بصحة التلاميذ    الرابطة الأولى: برنامج النقل التلفزي لمواجهات الجولة الرابعة ذهابا    توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة..هذه آخر مستجدات الأشغال..#خبر_عاجل    عاجل/ ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة الى أكثر من 62 ألف شهيدا..    بقيمة 110 آلاف دينار: الموافقة على تمويل 11 مشروعا لفائدة هذه الفئات..#خبر_عاجل    عاجل/ جريمة مروعة: فاجعة جديدة تهز هذه الولاية..!    عاجل/ سريعة الانتشار: خبير يكشف أعراض السلالة الجديدة من فيروس كورونا..    حملة تضامن على مواقع التواصل بعد إيقاف محمد الطاهر الدريدي    كرة اليد: اعتزال اللاعب الدولي التونسي جهاد جاء بالله    مجلس الصحافة يدعو الإعلام إلى الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية    العثور على جثة شاب تحمل آثار طعن في القيروان    خزندار: الإطاحة بشبكة لترويج المخدرات    مصر تصدر بيانا بعد القبض على حامي السفارة في لندن    اكتشاف سلالة بشرية غير معروفة من قبل في كولومبيا    أريانة: انطلاق حملات نظافة بالمؤسسات التربوية بمدينة أريانة استعدادا للعودة المدرسية    نشرة متابعة/ الحرارة ستصل الى 43 درجة اليوم بهذه المناطق..#خبر_عاجل    دراسة.. مرضى "كوفيد طويل الأمد" يعانون من تدهور شديد في جودة الحياة والوظائف اليومية    عاجل: إنخفاض أسعار لحوم الدجاج بداية من الأسبوع المقبل    محيط قرقنة يعزز صفوفه بأربعة لاعبين لاعبين جدد    الحماية المدنية: 538 تدخلا خلال ال 24 ساعة الفارطة..    خطير/ الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يؤثر على شريان رئيسي بالقلب..    إيران ترفض اتهامات أستراليا وتتعهد بالرد على طرد سفيرها    إتحاد بن قردان: تعزيز الرصيد البشري للفريق ب3 لاعبين    طقس غير مستقر اليوم...وأمطار محلية قد تمتد إلى المنستير والقصرين    أحلام: ''رجّعوني على تونس...توحشتكم''    الرابطة الأولى: لاعب الترجي الرياضي يعزز صفوف الشبيبة القيروانية    عاجل: حكم تاريخي... 3 أشهر سجنا لقاتل الكلب في سوسة    قيس سعيّد: ''الحقّ حقّ لن يسقط بالتقادم...والباطل باطل ولو غُلّف بشرعيّة صوريّة''    بناته أم حفيداته؟ قضية "زنا محارم" عبر أجيال تهز الشارع المغربي    البطولة الإسبانية: فوز جديد لأتلتيك بيلباو وخيتافي    موسكو.. من قرية صغيرة الى قلب روسيا النابض وافضل الوجهات السياحية    القمة الأمريكية الكورية الجنوبية: استثمارات ضخمة وتطوير التعاون الصناعي والدفاعي    بسبب التطرف اليميني.. تسريح ما يقرب من 100 جندي من الجيش الألماني    الفنانة أنغام تعود إلى منزلها بعد فترة علاج في ألمانيا    تاريخ الخيانات السياسية (57) .. .الخليفة الطائع من القصر إلى الحجر    مهرجان الفستق بماجل بلعباس ..تثمين ل«الذهب الأخضر»    في الطريق الرابطة بين جندوبة وفرنانة ... 3 وفيات و 6 جرحى في حادث تصادم بين «لواج» وسيارة عائلية    إطلاق أول مسابقة وطنية لفيلم الذكاء الاصطناعي    فتح جسر على مستوى الطريق الجهوية رقم 22 يربط مستشفى الحروق البليغة ببن عروس بمداخل المروج    للتسجيل الجامعي عن بعد: البريد التونسي يكشف عن آلية جديدة للدفع    بهاء الكافي: عودة قوية ب"الرد الطبيعي" بعد غياب    قابس : برنامج ثقافي ثري للدورة السابعة لتظاهرة " أثر الفراشة "    شكري حمودة يوضح: التنسيق مع المصانع المحلية والدولية يحمي المخزون ويواجه النقص الظرفي    لقاء اعلامي للصحفيين المهتمين بالشأن الثقافي بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات    عدسات العالم تسلّط الضوء على الوعي الثقافي: المهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية في دورته الخامسة    الأبراج ليوم 25 أوت 2025: يوم تحت شعار الخيارات الحاسمة    كرة القدم العالمية : على أي القنوات يمكنك مشاهدة مباريات اليوم الإثنين ؟    ارتفاع طفيف في الحرارة مع ظهور الشهيلي محلياً    تاريخ الخيانات السياسية (56) .. أفتكين و بختيار وسطوة الترك    وفاة مفاجئة لفنان مصري.. سقط أثناء مشاركته بمباراة كرة قدم    هام/ كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية..    أولا وأخيرا .. هاجر النحل وتعفن العسل    موعدُ رصد هلال شهر ربيع الأوّل..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كورونا: المعجزة التونسيّة بين الحقيقة وسرّ الأرقام
نشر في الشروق يوم 20 - 04 - 2020

بين ما ورد في تصريحات رئيس الحكومة خلال الحوار الذي تمّ بثّه مساء الأحد وبين ما أوردته بيانات وزارة الصّحّة والأرقام المصاحبة، نلاحظ بشكل جليّ أنّ بلادنا تواصل حربها ضدّ فيروس كورونا دون الوسائل الضّروريّة للتّحكّم في متطلّبات كلّ من مراحل هذه المعركة.
لقد حاول إلياس الفخفاخ بعث رسائل طمأنة وهو أمر جيّد في هذا الظّرف الصّعب، لكنّ المعطيات التي ذكرها افتقدت إلى الدّقّة لأنّه، بشكل أو بآخر، لم يكن متمكّنًا من البيانات الحقيقيّة التي قد تعطيه فكرة أفضل عن الوضع الواقعيّ لسير ونسق تفشّي العدوى.
هذا الشّعور بالضّبابيّة حيال وضعيّة تفشّي الدّاء وطرق التّصدّي له، حاول وزير الصّحّة إخفاءه مرارًا وتكرارًا ممّا جعله يسقط في فخّ التّناقضات في تصريحاته وهو الذي يسعى جاهدًا لكسب الرّهان والخروج من المعركة بثوب البطل الذي هزم كورونا.
نذكّر بكلّ ذلك ونحن نتّجه نحو مرحلة جديدة قد تفضي إلى الخروج الجزئيّ من الحجر الصّحّيّ التّامّ الذي يتواصل منذ حوالي الشّهر. صحيح أنّنا استفدنا كثيرًا ممّا وقع في أوروبا، خاصّة في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، وصحيح أيضًا أنّنا في وضعيّة أفضل اليوم، مقارنة بجيراننا في الجزائر والمغرب، لكن وإن قرّر الأوروبّيّون التّدرّج إلى التّخفيض النّسبيّ في الحجر، فلأنّهم مطّلعون جيّدًا على وضعيّة بلدانهم وعلى مستوى انتشار العدوى بشكل واضح، إضافة إلى إمكانيّة اعتماد التّحاليل السّريعة في الفترة القادمة، وهو التّدرّج المنطقيّ في هذه الحرب، فإنّنا نسعى إلى النّسج على منوالهم دون امتلاك نفس الأدوات والأسلحة.
تبدو الأرقام رحيمةً إلى حدّ هذا اليوم، لكن هل يمكن الوثوق بها واعتبارها مرآة مثاليّةً للوضع الحقيقيّ؟
هل يمكن لاكتشاف حالتين أو خمس حالات في اليوم أن يؤكّد سلامة الأغلبيّة والتّفشّي البطيء جدًّا للفيروس؟
ذلك أنّ أرقام بلادنا عجيبة وغريبة ويعتبرها البعض شبه معجزة مقارنة بالآخرين. ولئن لا يسعنا إلّا شكر الله والإمتنان إليه على رحمته بنا، ولئن يمكن للإجراءات الإستباقيّة التي قمنا بها أن تخفّف من وطأة الوباء، فإنّ الضّبابيّة تحوم حول واقعنا اليوم ومستقبلنا القريب في حضرة هذا الضّيف الثّقيل.
وإن يعتبر البعض أنّ قرار ألمانيا بتخفيف الحجر يتضمّن مخاطرة، فكيف الحال لبلادنا التي لا تملك عشر إمكانيّات الألمان؟ وحتّى إن خطّطنا للإنطلاق في الإختبارات السّريعة والفاعلة لكشف أكبر عدد ممكن من الإصابات، فهل سينجح الأمر بستّة آلاف تحليل بعد أن تحدّث وزير الصّحّة عن 500 ألف وحدة ورئيس الحكومة عن 200 ألف؟
كلّ هذه المعطيات تحثّنا على التّشبّث بسلاحنا الأوّل والأساسيّ، ونعني هنا الحجر الصّحّيّ والإنتباه لكلّ وسائل الوقاية. وإن يتحدّث الجميع عن معجزة تونسيّة سابقة لأوانها، فإنّ الإنضباط والإلتزام بالتّعليمات وعدم استسهال هذه الحرب قد يقودنا فعلا إلى... معجزة حقيقيّة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.