تونس - الشروق أثارت المناوشة الاخيرة بين السفن الحربية الأمريكية والزوارق الايرانية المسلحة في مياه الخليج،مخاوف حقيقية من صدام أمريكي ايراني وشيك ستكون نتائجه كارثية على الطرفين وعلى المنطقة كلها. مناوشة خطيرة بحسب الولاياتالمتحدةالأمريكية فإن زوارق سريعة مسلحة تابعة لفرع البحرية بالحرس الثوري الإيراني تحرّشت بمجموعة من السفن الحربية الأمريكية العابرة في الخليج. وكان بين السفن الأمريكية، القاعدة الاستكشافية المتنقلة "يو إس إس لويس بي بولر"، وكذلك المدمرة "يو إس إس بول هاميلتون". وتقول البحرية الأمريكية إنه في أحد الحوادث، مر زورق حربي إيراني بسرعة فائقة على بعد نحو تسعة أمتار من مقدمة سفينة لخفر السواحل الأمريكي. من جانبه أقر الحرس الثوري الإيراني بحدوث مواجهة، لكنه ألقى اللوم على الأمريكيين. ورغم أن هذه المناوشة ليست الأولى ولن تكون الاخيرة وتبدوا استعراض عضلات واستفزاز جديد متبادل،فإن محللون يرون أن أي حادث عرضي قد يشعل حربا حقيقية خاصة مع التهديدات غير المسبوقة بين الطرفين. تهديد متبادل بالمواحهة ترامب المتعطش لمواجهة عسكرية مع إيران حتى وان اقتصر ذلك على الحرب الكلامية قال إنه أمر البحرية الأمريكية بإطلاق النار على أي زوارق إيرانية تتحرش بسفن بلاده وذلك بعد أيام من اقتراب 11 زورقا تابعا لبحرية الحرس الثوري الإيراني من سفن أمريكية في مياه الخليج. وعلى الرغم من أن البحرية الأمريكية تتمتع بسلطة اتخاذ قرار الدفاع عن نفسها، تبدو تصريحات ترامب ذات أهداف أخرى، وقد تزيد حدة التوتر بين إيرانوالولاياتالمتحدة على الأرجح. من جهتها إيران لم تتأخر في الرد حيث قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي للتلفزيون الرسمي، إن إيران ستدمر السفن الحربية الأمريكية إذا تعرض أمنها لتهديد في الخليج، وذلك بعد يوم من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران من مغبة "التحرش" بالسفن الأمريكية. وقال سلامي للتلفزيون الرسمي: "أمرت قواتنا البحرية بتدمير أي قوة إرهابية أمريكية في الخليج الفارسي تهدد أمن السفن العسكرية أو غير العسكرية الإيرانية". وأضاف: "أمن الخليج الفارسي جزء من أولويات إيران الاستراتيجية". ويقول الخبير الاستراتيجي أحمد ناصري ل"الشروق" إن التهديدات المتبادلة بين الطرفين جاءت أكثر جدية وحدة هذه المرة لكنها لا تعني بالضرورة استعداد الطرفين للدخول في مواجهة غير محمودة العواقب. ويضيف ناصري أن كلا الطرفين له أهداف استراتيجية فبينما تريد طهران الحد من تحركات واشنطن في المنطقة تريد واشنطن تقليم أظافر طهران الاقليمية في سوريا واليمن والعراق ولبنان ويشاركها في ذلك دول اقليمية عديدة أبرزها الكيان الصهيوني. وبعد يوم واحد على تغريدة رئيس بلاده في تويتر والتي هددت فيها إيران ، اعلن عضو في الكونغرس الأمريكي إن واشنطن لا تبحث عن حرب مع إيران. كما نفى مسؤول في البنتاغون بعد ساعات مزاعم ترامب في هذا المجال وقال في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز " إن الوزارة لم تتلق أي تعليمات بشأن أمر ترامب باستهداف القوارب الإيرانية. تحد إيراني جديد زادت طهران من تفوقها العسكري في المنطقة بشكل كبير فقد قال الموقع الإلكتروني للحرس الثوري "سباه نيوز" إن "قوات حرس الثورة الإسلامية أطلقت بنجاح صباح الأربعاء الماضي أول قمر صناعي عسكري للجمهورية الإسلامية الإيرانية". وأوضح الحرس الثوري أنه استخدم الصاروخ "قاصد" في إطلاق القمر الصناعي "نور 1"، لكنه لم يخض في تفاصيل أخرى عن التكنولوجيا المستخدمة، مشيرا إلى أن القمر الصناعي استقر في مداره حول الأرض على مسافة 425 كيلومترا. وقال قائد الحرس الثوري الإيراني إن مهمة القمر الصناعي العسكري الجديد هي جمع المعلومات والصور. وقوبل الإعلان الإيراني عن نجاح الحرس الثوري الإيراني في إطلاق قمر صناعي للأغراض العسكرية بما يشبه الصدمة والارتباك في العاصمة الأمريكية. وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مساء الأربعاء الماضي رد الرئيس دونالد ترامب على سؤال عن القمر الصناعي العسكري الايراني بالقول "نحن نراقب طهران عن كثب". و نظريا أصبحت لدى طهران ان صح نجاح إطلاق هذا القمر الصناعي العسكري، إمكانيات إطلاق صواريخ عابرة للقارات وهو أمر لن تسكت عنه واشنطن وحتى دول اخرى من بينها فرنسا التي أدانت هذا الأمر بشدة. ويقول المحلل الاستراتيجي أحمد ناصري ان واشنطن قد تستغل هذا التطور الخطير في نظرها لتبرير حرب على طهران بدعم من دول اقليمية تترصد الفرصة منذ أمد بعيد.